شدد اسماعيل هنية، رئيس وزراء سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية، على رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني رسمياً طالما الاراضي الفلسطينية محتلة. ويسعى الغرب الى حمل حكومة"حماس"على التخلي عن مبادئها ومواقفها، والاستسلام أمام التيار الفلسطيني المساوم والصهاينة. ووافقت"حماس"على إنشاء حكومة وحدة وطنية من اجل تعزيز وحدة الفلسطينيين. وفي أثناء زيارته الاخيرة أميركا، قال محمود عباس، رئيس سلطة الحكم الذاتي، ان على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل، التزام الاتفاقات السابقة المبرمة مع هذا الكيان. ورفض قياديو"حماس"التصريحات هذه، ولم يربطوا بين حكومة وحدة وطنية والاعتراف بالكيان الصهيوني. وأظهرت التصريحات هذه الخلافات العميقة بين"حماس"ومحمود عباس. وتزامن تهديد عباس بحل حكومة"حماس"مع هجوم جيش الكيان الصهيوني على مناطق الحكم الذاتي، ما أسهم في تضييق الحياة على الفلسطينيين. وفي الشهرين الاخيرين، أسفرت الهجمات الصهيونية عن مقتل نحو 200 فلسطيني، واعتقال قيادات"حماس"والوزراء والنواب. والحق أن المتضرر من انتصار"حماس"في الانتخابات الماضية يسعى الى الانتقام منها، ومن الشعب الفلسطيني. فهذا الشعب لم يقترع لحكومة تساوم، ولا تستند الى الايديولوجيا الاسلامية. فأيام المساومة مع الصهاينة انتهت الى غير رجعة، بعدما اختار الشعب الفلسطيني طريق المقاومة والنضال. ولا شك في ان"حماس"أمام مفترق طرق مصيري. وعليها الاختيار بين مواجهة الضغوط الداخلية، والاضطرابات والأزمة المعيشية، وبين الانسحاب من الحكومة في حال فشلت في التفاهم مع"أبو مازن". وإذا امتثلت"حماس"، واعترفت بالكيان الصهيوني، احتفظت بالسلطة. ولكن هذا النصر لن يدوم. ويترتب على مساومة"حماس"فقدانها الدعم الشعبي. وإذا لم تحظ شروطها بالقبول، وجب على قادة"حماس"الانسحاب من الحكومة. عن هيئة تحرير "جمهوري اسلامي" الايرانية، 1 / 10 / 2006