بشر المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية خلال استقباله في طهران امس بيقينه "ان يوماً سيأتي ويقوم الفلسطينيون بادارة ارض فلسطين بأنفسهم". وانتقد خامنئي مواقف الدول العربية من القضية الفلسطينية، مؤكدا ان المساعي التي بذلت طوال 60 سنة"لتغييب القضية الفلسطينية وحذف اسم هذه الارض الاسلامية لم تثمر". واضاف ان"النضال والصمود سيثمران عودة للاراضي الفلسطينية بكل اجزائها الى الفلسطينيين واقامة دولتهم على هذه الارض، حتما سيتحقق هذا الامر"، في اشارة الى حتمية القضاء على دولة اسرائيل وزوالها عن ارض فلسطين. واشار الى"الوعد الالهي بالنصر واليقين بأن يوماً سيأتي ويتمكن الفلسطينيون من ادارة ارضهم بأنفسهم"، داعيا الحكومة الفلسطينية الى"الاصرار على المواقف التي اتخذتها لانها تحظى بكامل الدعم من الجمهورية الاسلامية"، ف"الروحية والفكر اللذان يتمتع بهما الشعب والحكومة الفلسطينية سيجلبان النصر المحتم، ولا شك ابدا في هذا الامر". في المقابل، اعتبر هنية ان ايران تعتبر"المدافع الحقيقي عن الشعب الفلسطيني ومبدأ تحرير القدس"، معربا عن امله بلقاء يجمعه مع خامنئي في بيت المقدس بالقريب العاجل. وشدد على ان"ليس من حق اي حكومة او شخص في فلسطين التخلي عن شبر واحد من هذه الارض"، مضيفا ان"الحكومة الحالية لن تعترف رسميا بالكيان الصهيوني ابدا، والمقاومة هي الطريق لتحرير فلسطين، وما اختاره الشعب الفلسطيني هو خيار جدي وليس تكتيكي". وكان الرئيس محمود احمدي نجاد دعا خلال استقباله هنية الفلسطينيين الى عدم الاعتراف باسرائيل و"مواصلة مقاومتهم لها"، مضيفا:"ليس مطلوبا فقط من الحومة الفلسطينية المنتخبة شعبيا ألا تعترف بالنظام الذي يحتل القدس، بل ان تتمسك بسياسة شجاعة وسليمة وتدعم مقاومة الشعب الفلسطيني حتى تحقيق اهدافه". واتهم هنية خلال مؤتمر صحافي ضمه ونائب الرئيس الايراني برويز داودي في ختام زيارته لايران، الرئيس محمود عباس بمحاولة إبعاد حرة"حماس"عن الحم تماما، وقال:"ان اجراء انتخابات مبرة سيؤدي لتصاعد حدة التوتر". وحمل هنية"عباس مسؤولية انهيار محادثات حكومة الوحدة"، مضيفا في حديث للتلفزيون الايراني ان"المحادثات لم تلل بالنجاح بسبب عداء وعناد الطرف الآخر من القيادة الفلسطينية"الذي يسعى الى الاستفراد بالسلطة والحكومة. واعتبر ان"ضغط عباس من اجل قبول المطالب الغربية جعل حماس تدرك ان القيادة لا تريد تشيل حومة وحدة بل طرد حماس من الحومة"، معيدا التأكيد ان"حماس تؤمن بالوحدة الوطنية وتريد تشيل حومة وحدة، لنها في الوقت نفسه لن تقبل بأي شل من اي ضغط يمارس من داخل او خارج فلسطين". الى ذلك، شدد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي امام هنية على"سياسة بلاده الراسخة والثابتة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني". واضاف في بيان اصدرته وزارة الخارجية"ان الدول والشعوب الاسلامية لن تألو جهدا في الدفاع عن مقاومة الشعب الفلسطيني ودعمه ومساندته في مسيرة الحصول على حقوقه المشروعة". واشار الى ان"شعوب العالم تشاهد نجاح الشعب الفلسطيني وانتصاره"، مضيفا ان"التصرفات الاميركية في التعاطي مع نتائج الانتخابات الفلسطينية وانتصار حماس تدلل على الازدواجية في ارساء الديموقراطية". واعتبر ان"السياسة الاميركية الاحادية والدعم الاعمى لاسرائيل يرفعان من حدة عدم العدالة ويزيدان من مقاومة الشعب الفلسطيني واصراره على حقوقه". من جهته، اعتبر هنية خلال اللقاء مع متقي ان"دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية لحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية يبعث على فخر لدى المسلمين، وهو دليل على البعد العقيدي لدى الشعب الايراني المسلم"، معتبرا ان ما يعانيه الشعب الفلسطيني والضغوط التي تمارس على الحكومة الفلسطينية تهدف الى"اجبار حماس على الاستسلام امام ارادة الكيان الصهيوني".