أعربت تركيا عن اسفها لتصريحات ادلى بها مسؤول اسرائيلي وندد فيها بالزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل الى انقرة، مقارناً بين"حماس"والانفصاليين الاكراد في تركيا. واعلنت وزارة الخارجية في بيان امس"انه تصريح مؤسف والمقارنة التي وردت فيه في غير محلها وهي خاطئة"، مضيفة ان تركيا ابلغت الطرف الاسرائيلي"استياءها". وكان الناطق باسم رئاسة مجلس الوزراء رعنان غيسين دان اول من امس في تصريح للتلفزيون التركي تلك الزيارة، معتبرا انها قد تنعكس سلباً على العلاقات مع تركيا التي تعتبر اكبر حليف لاسرائيل في المنطقة. واضاف في تصريح لشبكة"ان.تي.في"التركية:"انني اتساءل عما قد تفكر به السلطات التركية اذا ما دعونا عبد الله اوجلان زعيم الانفصاليين الاكراد في تركيا المسجون لاجراء محادثات في اسرائيل". واوضح مصدر ديبلوماسي تركي ان ديبلوماسيين اتراك اجروا اول من امس وصباح امس محادثات مع سفير اسرائيل في انقرة بيناس افيفي وابلغوه رد الحكومة التركية. وشدد على ان"لدينا علاقات جيدة مع اسرائيل ويجب الا يؤثر الوضع زيارة حماس على هذه العلاقات". هنية: زيارة ناجحة واعتبر القيادي في"حركة المقاومة الاسلامية"حماس اسماعيل هنية امس ان الزيارة التي يقوم بها قياديون من الحركة الى تركيا"ناجحة". واضاف ان هذه الزيارة تندرج"في اطار تعزيز التشاور مع المحيط العربي والاسلامي". مشعل يشيد ب"نصائح"أنقرة وأشاد رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل امس ب"النصائح"التي قدمتها له الحكومة التركية، معتبرا انها"مهمة بالنسبة الى مستقبل الشعب الفلسطيني". وقال للصحافيين اثر لقاء مع مسؤولين في حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي الحاكم:"حصلنا هنا على الدعم الذي حصلنا عليه في الدول العربية"، مضيفاً ان"نصائح مفيدة قدمت لنا. نريد الاستفادة من هذه النصائح المهمة بالنسبة الى مستقبل الشعب الفلسطيني". وكان مشعل يرافقه اربعة من معاونيه وصل اول من امس الى انقرة للقيام بزيارة مفاجئة لتركيا حيث اجرى الوفد محادثات مع ديبلوماسيين اتراك قبل ان يتوجه الى مقر حزب العدالة والتنمية لعقد اجتماع هناك شارك فيه وزير الخارجية عبد الله غول. ولم يستخدم مقر وزارة الخارجية لعقد هذه اللقاءات لعدم اضفاء طابع رسمي عليها. واوضح مشعل ان الهدف الرئيس ل"حماس"التي فازت في الانتخابات التشريعية هو اقامة"استقلال حقيقي واقامة دولة القانون"في الاراضي الفلسطينية ووضع حد للاحتلال الاسرائيلي، مؤكدا ان"تركيا هي نموذج للديموقراطية بالنسبة الينا". وتعتبر تركيا وهي بلد علماني يدين سكانه بالاسلام، الحليف الاساسي لاسرائيل في المنطقة منذ 1996 عندما وقع الجانبان معاهدة تعاون عسكري، كما تقيم ايضا علاقات وثيقة مع الفلسطينيين وتدعم مطالبتهم بقيام دولة فلسطينية مستقلة. من جانبها، رأت الصحف التركية امس ان زيارة وفد"حماس"سيتسبب بالاساءة الى تركيا. وتساءل كاتب الافتتاحية في صحيفة"حرييت"الواسعة الانتشار ارتوغرول اوزكوك:"ما الفائدة من هذه الدعوة"التي وجهت الى مشعل؟، مضيفاً ان انقرة"قامت بواحدة من الخطوات غير المجدية التي لم تعد معروفة في تاريخ الديبلوماسية"عندما وافقت على استقبال مشعل ومساعديه الاربعة. وتابع ان"هذا العرض الديبلوماسي يسيء الى تركيا... سيكون لهذا العمل الذي لا معنى له ثمن". اما صحيفة"راديكال"الليبرالية، فقالت ان رغبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في ان يكون وسيطاً بين اسرائيل و"حماس"مراهناً على علاقات انقرة الجيدة مع الطرفين، ذهبت سدى بسبب رد الفعل العنيف للدولة العبرية على زيارة مشعل. وتساءلت الصحيفة:"هل يمكن ان تكون هناك وساطة احادية الجانب؟". وبحسب الصحف، كان من المتوقع ان يلتقي قادة"حماس"اردوغان لكن هذا اللقاء ألغي بسبب"ضغوط دولية". وعمدت غالبية الصحف الى المقارنة بين"حماس"والمتمردين الانفصاليين الاكراد حزب العمال الكردستاني، وهما منظمتان تعتبرهما تركيا والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة"ارهابيتين". وكتبت صحيفة"اخبار الاناضول"الناطقة بالانكليزية ان"حزب العدالة والتنمية يسير على رمال متحركة"، مضيفة ان زيارة"حماس"اثارت غضب الولاياتالمتحدة واسرائيل.