تراجعت الحكومة، التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة، عن إعلان سابق قالت فيه إن زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى غزة ستتم في الخامس من تموز (يوليو) الشهر المقبل. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء عبد السلام صيام إن «ما تناقلته وسائل الإعلام في خصوص زيارة اردوغان منسوب الى مصادر إعلامية تركية». ونفى صيام بعد ظهر أمس أن تكون الحكومة في غزة أحيطت علماً رسمياً بموعد الزيارة بعدما كان أعلن في وقت سابق أن اردوغان سيزور غزة الأسبوع المقبل. وقال لصحيفة «فلسطين» التي تتبع «حماس» وتصدر في غزة إن «زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ستجرى في الخامس من تموز المقبل». ونقلت الصحيفة عن صيام قوله إن «وفدين تركيين احدهما حكومي والآخر إعلامي وصلا إلى غزة خلال اليوميين الماضيين واجتمعا مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية ووكيل وزارة الخارجية غازي حمد للبحث في تفاصيل الزيارة». وأضاف «أبلغنا الوفدان بالموعد المذكور ما لم يحدث أي طارئ». وأشار صيام الى أنه «سيتم التباحث بين الحكومة والوفدين في جدول زيارة اردوغان». في السياق كشف مصدر ديبلوماسي تركي أن أردوغان سيصل إلى القطاع «تنقله سفينة بحرية عبر المياه الإقليمية والدولية». وقال المصدر التركي لوكالة «الرأي» التابعة لحكومة «حماس» إن «أردوغان وفور وصوله إلى غزة سينتقل بواسطة طائرة مروحية إلى مهبط عرفات في مجمع أنصار الأمني» غرب مدينة غزة. ونسبت الوكالة الى المصدر الديبلوماسي قوله إن «رسالة أردوغان من وراء ذلك هي تذكير العالم باستشهاد سبعة من الأتراك على سفينة «مافي مرمرة» على يد قوات البحرية الإسرائيلية، حيث حاولت السفينة كسر الحصار عن قطاع غزة قبل سنوات، إضافة إلى أن هذه الزيارة تحمل رسائل سياسية تتعلق بضرورة كسر الحصار» عن القطاع. ولفت المصدر الى أن زيارته ومعه 18 شخصية تركية إلى غزة «تأتي في إطار الترتيبات لزيارة أردوغان». وكالة «فرانس برس» تحدثت عن تحضيرات للزيارة ونقلت عن المتحدث باسم رئيس الوزراء التركي لطف الله غوكتاس قوله ان «موعد الخامس من تموز غير صحيح»، مشدداً على أن «لدى رئيس الوزراء التركي برنامجاً مقرراً في تركيا في ذلك التاريخ». وأضاف «أن الزيارة ستتم لكن موعدها لم يتحدد بعد». وردًا على سؤال الاثنين الماضي في أنقرة حول موعد الزيارة، قال اردوغان انها يمكن ان تتم في «اي وقت». والتقى هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل بأردوغان الأسبوع الماضي في انقرة للبحث في الزيارة. وأردوغان أعلن انه يريد زيارة غزة هذا الصيف، وهي زيارة كانت مرتقبة أساساً في نهاية أيار (مايو) على رغم طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري بإرجائها. ومشروع هذه الزيارة اثار استياء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإحراجاً للولايات المتحدة التي جعلت من المصالحة التركية - الإسرائيلية احدى أولوياتها في اطار مساعيها لاستئناف عملية السلام المعطلة بين اسرائيل والفلسطينيين. ويأتي مشروع الزيارة أيضاً فيما تحاول تركيا وإسرائيل، بطلب من الولاياتالمتحدة، اعادة علاقاتهما الى طبيعتها بعدما تدهورت اثر الهجوم الإسرائيلي في 31 أيار 2010 على السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت تحاول مع أسطول إنساني دولي كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وأفادت مصادر متطابقة الخميس بأن المفاوضات بين تركيا وإسرائيل حول التعويضات لعائلات تسع ضحايا اتراك سقطوا في العملية الإسرائيلية على متن «مافي مرمرة» تتعثر حول قيمة المبالغ الواجب دفعها. وعقدت جلستا مفاوضات في انقرة في نيسان (أبريل) ثم في القدس في أيار بين مسؤولين من البلدين. وبعد اللقاء الأخير أوضح بيان أن الوفدين توصلا إلى «مشروع اتفاق» لكن توقيعه لا يزال يتطلب توضيحات. وقال مصدر ديبلوماسي رفض الكشف عن اسمه «هناك اتفاق مبدئي بين الأطراف على تسوية هذه القضية لكن سبل تحقيق ذلك لا تزال غير واضحة، ويمكن عقد لقاء جديد». وأضاف المصدر نفسه ان «اتصالات جارية مع إسرائيل رغم عدم وجود محادثات مباشرة». وكانت الصحافة التركية تكهنت بأن إسرائيل غير مستعدة لدفع المبالغ التي تطلبها السلطات التركية التي تطالب بمليون دولار مقابل كل ضحية.