رسم تحقيق صحافي نشرته صحيفة"ذي تايمز"اللندنية أمس صورة قاتمة للأوضاع في قطاع غزة في ظل الخروج على القانون والانفلات الأمني والفوضى. وجاء في التحقيق ان"العنف الفلسطيني يبقي سيارات الاسعاف مشغولة"الآن بعد الانسحاب الاسرائيلي من القطاع. وقالت ان حلم معظم الغزيين بحياة أفضل يتلاشى الآن،"اذ أوقف اختطاف الأجانب الاستثمار وأرغم معظم عاملي الاغاثة الدوليين على الرحيل. وخفضت الأممالمتحدة مرتبة قطاع غزة من المستوى الثالث الى الرابع من خمسة وساوته بذلك ببعض أنحاء العراق". وأضافت ان"ضعف السلطة الفلسطينية يغذي العنف، ومع اختفاء النظام الجديد تبرز مجدداً بنيات قوة أقدم. وفي مجتمع شبه قبلي، تتنافس عائلات غزة القوية مع الفصائل المسلحة مثل"فتح"و"حماس"لتحصل على نصيبها من المال والسلاح وبعضها اندمج في هذين التنظيمين". ويقول التحقيق ان اسرائيل والمجتمع الدولي وأهالي غزة أنفسهم يتطلعون الى السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة"فتح"التي ينتمي اليها الرئيس محمود عباس لتحل هذه الأزمة في القطاع،"ولكن فتح في أزمة، حسب ما يقر كبار المسؤولين فيها. وقد قام متشددون في فتح التي تنشطر تحت ضغط أول تحد انتخابي تواجهه، مرتين باحتلال مقر لجنة الانتخابات تاركين ثقوباً في جدران البناية وزجاج نوافذها. وقد أوقفت الانتخابات التمهيدية داخل"فتح"في غزة بعد أن أحرق أشقياء ملثمون صناديق اقتراع وهدد جناحها العسكري، كتائب شهداء الأقصى، باستهداف مراقبي الانتخابات الأجانب". وزادت صحيفة"ذي تايمز"في تحقيقها ان"حتى المحاولات لاعتقال خاطفي ناشطة السلام البريطانية كيت بيرتون أحبطت. وقد اطلقت الشرطة علاء الهمص من السجن، كما قال مسؤولون في وزارة الداخلية، لأن حلفاء كتائب شهداء الأقصى احتلوا مباني عامة وأزالوا بجرافة جزءاً من معبر رفح وقتلوا اثنين من ضباط الأمن المصريين". ويشير أنصار الرئيس عباس، وفقاً لما تقوله الصحيفة، الى صعوبات إعادة بناء قطاع غزة بعد عقود من الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وتنقل عن نائب رئيس الوزراء نبيل شعث قوله إن عملية التكيف بعد انتهاء الاحتلال تستغرق مدة طويلة، مشيراً الى انتشار السلاح"والمشكلة أنه عندما تختفي قوة متفوقة أو تنسحب أو تبدأ بتخفيف حملتها، فإن أولئك الذين قاتلوها ينظرون حولهم ويستبدلون بأهدافهم أهدافاً أخرى محلية أو اقليمية أو شخصية أو طائفية ليستمروا في الحياة بعد نهاية الصراع وليحصلوا على تطمينات بشأن مستقبلهم أو لينخرطوا في الحياة السياسية المحلية". وختمت الصحيفة تحقيقها بأن رجحت أن تمنى"فتح"ب"عقاب"انتخابي فيما يعي الفلسطينيون وعياً تاماً كيف ينظر العالم اليهم. وتنقل عن شخص من مدينة رفح اسمه أبو سامح قوله:"إذا لم تصلح السلطة أحوالها، فسيكون اليهود مصيبين في قولهم اننا لا نستحق دولة".