أبدت الحكومة الإيرانية أمس، تصميمها على عدم التراجع في برنامجها النووي، معلنة استئناف النشاطات المرتبطة بتخصيب اليورانيوم على نطاق واسع قبل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 6 آذار مارس المقبل، كما أعلنت تأجيل المفاوضات مع موسكو والتي كانت مرتقبة في 16 شباط فبراير الجاري لدرس خطة تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا. وباشر مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشاورات في إيران أمس، في شأن فض الأختام الباقية وإزالة كاميرات المراقبة من المنشآت النووية الإيرانية. وأكد مسؤولون إيرانيون وجود المفتشين في طهران، لكنهم لم يفصحوا إلى الآن عن خططهم. وأفادت مصادر ديبلوماسية في فيينا إن مفتشي الوكالة الدولية سيتوجهون اليوم إلى ناتانز لزيارة مصنع بدأت فيه إيران العمل من اجل تخصيب اليورانيوم، مطالبة برفع الأختام وإزالة كاميرات الوكالة. وفي طهران، قال مصدر مطلع لوكالة أنباء"فارس"المقربة من أوساط المحافظين أن"مفتشي الوكالة الدولية ال12 الذين وصلوا قبل أيام إلى إيران، سيقومون اليوم أمس أو غداً الأربعاء برفع الأختام عن مصنع ناتانز وقسم من منشآت التحويل في أصفهان، ما يتيح تقنياًاستئناف النشاطات النووية. وأضاف المصدر:"بعد ذلك سيزيلون كاميرات المراقبة التي نصبت في ناتانز وأصفهان في إطار البروتوكول الإضافي"لمعاهدة حظر انتشارالأسلحة النووية. لكن ديبلوماسياً في فيينا، قلل من شأن هذا الإجراء"الرمزي"، مؤكداً أن الكاميرات ستبقى في مكانها في ناتانز، وكذلك عدداً من الأختام، لا لكي تراقب التعليق الطوعي لنشاطات التخصيب الذي لم تعد تلتزم به إيران منذ 10 كانون الثاني يناير، وإنما لتراقب بقية العمليات. وأفادت مصادر ديبلوماسية أخرى في فيينا أن طهران بدأت فعلاً أعمال التخصيب بدفع الغاز في أجهزة الطرد المركزي في منشأة ناتانز لغايات البحوث، ما يخولها امتلاك خبرة صنع الوقود النووي المدني أو العسكرية. وقال مصدر:"بإمكان الإيرانيين التخصيب حتى لو كانت الأختام موجودة، لكن لا يمكنهم سحب معدات بدون أن نكون نراقبهم". ولم تعلق الوكالة الدولية على ذلك. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام أن إيران قررت حالياً عدم إجراء مفاوضات مع روسيا حول خطة التخصيب المشترك لليورانيوم، مؤكداً أن بلاده ستستأنف نشاطات تخصيب اليورانيوم في منشأة ناتانز بحلول السادس من آذار المقبل، وهو اليوم المقرر ليرسل مدير عام الوكالة الدولية محمد البرادعي تقريره في شأن النشاط النووي الإيراني إلى مجلس حكام الوكالة. وأضاف إلهام أن الجانبين سيحددان تاريخاً جديداً للمفاوضات، ولكنه أكد أن الخطة الروسية لا يمكن أن تقبلها طهران إلا كخطة تكميلية للتخصيب في داخل إيران. ولم تعتبر السلطات الروسية الخطوة رفضاً للاقتراح. وقال ناطق باسم الوكالة الروسية للطاقة الذرية روساتوم:"اقتراحنا في شأن مشروع تخصيب اليورانيوم مازال مطروحاً على طاولة المفاوضات". وينظر إلى الاقتراح الروسي على نطاق واسع باعتباره الخيارالواقعي الوحيد لوضع حد للجمود الحالي في خصوص النزاع حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقال سيرغي كيسلياك نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو مازالت مستعدة لإجراء مباحثات مع إيران في شأن الاقتراح في اليوم المحدد لها. وقال:"اقتراحنا بالالتقاء يوم 16 شباط الجاري مازال قائماً". خيبة ألمانية وأعربت الحكومة الألمانية عن خيبة أملها إزاء رفض إيران موقتاً إجراء مفاوضات نووية مع روسيا. ووصف نائب الناطق باسم الخارجية الألمانية يينس بلويتنر قرار إيران بأنه"تطور يؤسف له"، وأشار في الوقت ذاته إلى عدم إبلاغ ألمانيا رسمياً بالقرار الإيراني، مؤكداً أن بلاده تنتظر إخطارها بتلك الخطوة. أما أورليش فيهليم الناطق باسم الحكومة الألمانية، فأكد اعتماد المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في سياستها على ضرورة إيجاد حل ديبلوماسي للخلاف النووي مع إيران، وشدد على"الاتفاق التام"في هذا الموضوع بين مركل ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير.