سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في تحد سافر للمجتمع الدولي عشية اجتماع مجلس وكالة الطاقة الذرية . طهران تستأنف نشاطها النووي في مفاعل أصفهان وتكلف المتشدد لاريجاني التفاوض مع الاوروبيين
أعلنت طهران أمس، استئناف نشاطاتها النووية الحساسة في مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان والمعلقة منذ تشرين الثاني نوفمبر، بينما سلمت الاتحاد الأوروبي ردها الرافض للحوافز التي عرضها عليها، ترافق مع تعيين المتشدد علي لاريجاني رئيساً للملف النووي الإيراني، في تحدٍ بارز للتهديد بإحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن الدولي، وعشية اجتماع لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اليوم. وشوهد تقنيون يرتدون ألبسة واقية يفتحون أول برميل بودرة صفراء الذي سيتم وضعه في المحولات. وقال نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي للصحافيين في المكان:"استأنفت إيران تحويل اليورانيوم في ظل مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقال سعيدي إن استئناف التحويل جزئي في الوقت الراهن. ومن المقرر أن تستأنف إيران كل دورة الإنتاج بحلول يوم غدٍ. وأشار إلى أن إيران استأنفت التحويل حتى مرحلة إنتاج غاز"يو أف 4". وأوضح أن مفتشي الوكالة الدولية وضعوا كاميرات مراقبة إضافية في الجزء المخصص للإنتاج حتى مرحلة"يو اف 4"وليس بعد مرحلة إنتاج غاز"يو اف 6"، مشيراً إلى أن هذا سيتم بحلول يوم غدٍ. وأعلن سعيدي أن إنتاج مصنع أصفهان،"سيخزن في إيران ليتم استخدامه في موقع ناتانز للتخصيب بعد انتهاء التعليق، من أجل إنتاج الوقود المخصص للمحطات المقبلة"ذات الاستخدام المدني. رفض الحوافز الاوروبية في موازاة ذلك، ذكرت مصادر ديبلوماسية في طهران أن إيران سلمت إلى سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا أمس، ردها في شأن المقترحات النووية التي طرحها الاتحاد الأوروبي. وقالت المصادر من دون الكشف عن مضمون الرد، إن وزارة الخارجية سلمته إلى سفراء الدول الثلاث. وكانت طهران أشارت إلى أنها لن تقبل الحوافز الأوروبية مقابل وقف العمل بمشروعها للوقود النووي. وتزامن ذلك مع وصول مندوب عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران للإشراف على إزالة الشمع الأحمر ونزع الأختام عن منشآت أصفهان. وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصلوا إلى محطة أصفهان ونصبوا كاميرات مراقبة في منشآتها، وستزال الاختام خلال أيام قليلة لتتمكن من استئناف العمل العادي. ويأتي ذلك في وقت أعلنت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مليسا فليمينغ أن مفتشي الأممالمتحدة في حاجة إلى بضعة أيام لنصب كاميرات المراقبة الإضافية في مركز اصفهان. وجاء ذلك قبل ساعات من عقد الجلسة الاستثنائية لمجلس محافظي الوكالة الدولية التي دعت لها الترويكا الأوروبية، رداً على الإصرار الإيراني على تفعيل مفاعل أصفهان ورفض للاقتراح الأوروبي. ويتوقع ان تبحث الوكالة احالة ايران الى مجلس الامن لفرض عقوبات محتملة. أسف في الغرب وسارع مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إلى إدانة القرار الإيراني. وقال المسؤول طالباً عدم ذكر اسمه"إذا اتخذوا حقاً تدابير لاستئناف عمليات تحويل اليورانيوم، فسيكون الأمر مؤسفاً". وأضاف أن قرار طهران سيبحث خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الثلثاء. وتابع:"نتوقع أن يتخذ مجلس الحكام التدابير المناسبة". وخلص إلى القول:"طالما قلنا انه إذا كسرت إيران الأختام واستأنفت التخصيب في أصفهان أو أي موقع آخر، فإن الرد المناسب سيكون اللجوء إلى مجلس الأمن". وفي برلين، حذر مسؤولون ألمان من أن إصرار إيران على استئناف تحويل اليورانيوم بعد رفض الحوافز الأوروبية يهدد بإثارة أزمة دولية كبيرة. وقال غيرنوت إيرلر خبير السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ينتمي إليه المستشار غيرهارد شرودر، إنه لم يعد هناك أي شك في أن إيران مصرة على إنتاج أسلحة نووية. وقال إيرلر إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى فرض الأممالمتحدة عقوبات على إيران. وكان الناطق باسم الخارجية الألمانية ينس بلوتنر قال إن بلاده"تنتظر أن تدرس طهران بصورة جدية ومعمقة المقترحات الأوروبية"التي اعتبرها"أساساً جيداً لإجراء محادثات إضافية على طريق التوصل إلى حل". لاريجاني وإلى ذلك، أعلن الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي علي آقا محمدي أن الرئيس محمود احمدي نجاد"سيصدر قريباً مرسوماً بتسمية علي لاريجاني كمسؤول عن الملف"النووي الإيراني. وكان لاريجاني رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسميين وهو معروف بتشدده في الموضوع النووي. وسيخلف لاريجاني حسن روحاني البراغماتي الذي تمكن حتى الآن من الاستمرار في الحوار مع الأوروبيين حول الأنشطة النووية الإيرانية. لكن وصول لاريجاني الى موقع الأمانة العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، وان كان لن يحمل الكثير من التغيير في العلاقات الدولية في الملف النووي، إلا انه يحمل مؤشرات على أفق الصراع السياسي الداخلي بين المواقع الإيرانية في النظام، وبالتالي ترى مصادر إيرانية أن الرئيس الجديد يريد تعيين أشخاص يمثلون التيار الذي حمله إلى السلطة وقطع الطريق على تدخل من خارج توجهه في إدارته. مما يعني أن إدارة الدولة الإيرانية الجديدة ستشهد تغييرات واسعة في الأشخاص في كل المواقع. ورأت هذه الأوساط أن الكشف عن إقدام نجلي الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني على الاستقالة من مواقع يشغلونها وزارتي النفط والزراعة تدل على أن رفسنجاني بدأ يتبع عملية انسحاب تدريجي من الواجهة قبل أن يبدأ بها الآخرون.