حسمت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس أمرها واختارت القيادي اسماعيل هنية رئيساً للحكومة التي تنوي تشكيلها في اعقاب ترسيم المجلس التشريعي المنتخب خلال جلسة السبت المقبل، في وقت علمت"الحياة"في لندن ان وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس تستعد للقيام بجولة شرق اوسطية لاجراء مشاورات في شأن المرحلة المقبلة فلسطينياً بعد فوز"حماس". راجع ص 4 وقالت مصادر مطلعة ان محطة مصر تأكدت في جولة رايس، وتجري اتصالات مع عواصم اخرى منها الرياض لاستكمال برنامج الجولة التي لم يتقرر بعد ان كانت ستتضمن مناطق السلطة الفلسطينية واسرائيل. واضافت المصادر ان رايس قد تقوم بزيارة قصيرة لبيروت للبحث مع الحكومة في شأن مؤتمر الدول المانحة المزمع عقده قريبا في العاصمة اللبنانية. في هذه الاثناء، واصلت اسرائيل حملتها الديبلوماسية لتعزيز"جبهة الرفض الدولية"ضد"حماس"، لكنها فضلت تخفيف حدة انتقاداتها لروسيا لتفادي المس ب"الدولة الصديقة"، معوّلة على تدخل اميركي لدى موسكو لضمان عدم"خروجها عن الخط الدولي"في التعامل مع"حماس"خلال زيارة قياداتها لموسكو. وفي غزة، أعلن هنية ما يشبه برنامجاً سياسياً للحكومة الجديدة، فقال:"سنبدأ مشاورات تشكيل الحكومة خلال اليومين المقبلين مع جميع الفصائل، وبينها فتح"، موضحا ان"حماس تفضل حكومة وحدة وطنية قاعدتها التكنوقراط". ونقلت عنه وكالة"فرانس برس"تحديده"اربعة ملفات رئيسية تسعى الحركة للعمل وفقها في الحكومة الجديدة تتعلق بالسياسة والاقتصاد والامن والاصلاح". واضاف ان"رؤية الحركة في الملف السياسي واضحة... عدم الرضوخ للتهديدات الدولية ورفض الاعتراف باسرائيل ... نريد ان نفرق بين المفاوضات السياسية والحركة لها موقف منها، وبين الامور المعاشة مع الاحتلال، وهو واقع تتعامل معه الحركة بما لا يحدث اي ضرر بمصالح شعبنا، ووفق قنوات الاتصال الموجودة وليس على قاعدة الاعتراف به". وعن ملف الامن الداخلي، شدد هنية على"ضرورة تعاون كافة القوى على تنظيم السلاح الداخلي على قاعدة حماية سلاح المقاومة ومعالجة السلاح الخارج عن الصف الوطني عبر ضوابط وآليات حازمة تقوم على فرض القانون وايجاد سلطة قضائية قوية". وكان مصدر مطلع على المشاورات الداخلية التي اجرتها"حماس"خلال الايام القليلة الماضية، كشف ل"الحياة"امس ان الحركة حسمت خياراتها واختارت هنية رئيساً للحكومة. واشار الى ان قيادة"حماس"في الخارج كانت تفضل اختيار شخصية مستقلة دعمتها الحركة في الانتخابات التشريعية، او أي شخصية اخرى من خارج المجلس، لكنه استدرك ان قيادة الخارج تركت الامر لقيادة الداخل التي اختارت هنية. ويبدو ان الحركة لم تختر حتى الان الشخص الذي سيشغل منصب رئيس الوزراء، وعلى الارجح سيكون من الضفة الغربية. وعن المنصب الذي سيشغله القيادي البارز في الحركة الدكتور محمود الزهار، قال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان الزهار ربما يشغل منصب وزير الصحة في حال شكلت"حماس"حكومتها منفردة من دون شراكة مع"فتح"، علما ان الزهار يرفض تولي أي منصب وزاري ويفضل ان يمارس عمله نائبا في التشريعي. واعرب نائب رئيس المجلس التشريعي المنتهية ولايته، النائب المقرب من"حماس"حسن خريشة، عن خشيته من محاولة كتلة"فتح"تمرير تعديلات دستورية لاستحداث منصب نائب لرئيس السلطة ومنح الرئيس مزيداً من الصلاحيات يحق له بموجبها حل المجلس التشريعي. وقال خريشة ل"الحياة"انه لا يحق للمجلس المنتهية ولايته مناقشة أي موضوع رُفض في السابق، علما ان استحداث منصب نائب للرئيس يعني انه في حال استقالة الرئيس او مغادرته، لن ينتقل المنصب تلقائيا الى رئيس المجلس التشريعي، وبالتالي لن يكون الرئيس الجديد من"حماس". في غضون ذلك، خطت جهود توحيد"كتائب الاقصى"المنبثقة عن"فتح"خطوة جديدة عندما اعلنت القيادة الموحدة للكتائب انضمام 12 تشكيلا عسكريا لها امس، في خطوة قالت انها تهدف الى توحيد كل التشكيلات العسكرية تحت لواء واحد. واوضحت ان الخطوة تأتي في اعقاب"التجربة المريرة خلال السنوات العشر الاخيرة والاحباطات المتتالية واستحالة استعادة ادنى الحقوق المشروعة من خلال المفاوضات". وتعتبر ميليشيات"فتح"الملف الاكثر سخونة امام حكومة"حماس"، علما ان بعض اجنحتها العسكرية توعد بالعمل على"افشال حكومة حماس مثلما افشلت الحركة الاسلامية مشروع فتح".