تعهدت طهران الرد بقدراتها الصاروخية المتطورة، على أي هجوم يستهدفها، وذلك في أعقاب تقاريرعن وضع واشنطن خططاً لضرب منشآتها النووية، لمنعها من تطوير أسلحة ذرية. جاء ذلك في وقت أعاد المسؤولون الإيرانيون تأكيد انسحاب محتمل لبلادهم من معاهدة الحد من الانتشار النووي، في حال قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعها أواسط الشهر المقبل المضي قدماً في طلب تحرك مجلس الأمن لوقف البرنامج النووي الإيراني. راجع ص 8 في المقابل، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن"الموقف الموحد والقوي"لمجلس الأمن إزاء الملف النووي الإيراني"قادر على ردع طهران عن تطوير برنامج غير سلمي". وحملت النظام في إيران مسؤولية العزلة التي تواجهها، برفضه التحول إلى"دولة مسؤولة"والقبول بشروط المجتمع الدولي. وشددت رايس في حديث إلى شبكة"سي بي اس"التلفزيونية الأميركية على"وحدة" أعضاء مجلس الأمن و"فاعليتهم"وجهود دول مثل البرازيل والهند، رداً على تشكيك بعض المسؤولين الأميركيين في وجود قدرة كافية لوقف إيران. وأكدت رايس أن هناك"مخرجاً"للنظام الإيراني ، من خلال"اختيار اقتراح عن الطاولة"بتطوير طاقة نووية سلمية. في طهران، لم يستبعد سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي"عملاً عسكرياً مشتركاً لأميركا وإسرائيل"ضد بلاده، مشيراً إلى أن أي هجوم لن يكون بناء على قرار من مجلس الأمن الذي"لن يخرج سوى بعقوبات اقتصادية وضغوط سياسية ودولية"على إيران . وأشار رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، إلى أن القدرة العسكرية الإيرانية"تطورت كثيراً عما كانت عليه بعد انتهاء الحرب مع العراق، خصوصاً في المجال الصاروخي". جاء ذلك في وقت نشرت صحيفة"صنداي تلغراف"البريطانية أن مسؤولي القيادة الأميركية المتوسطة والمخططين الاستراتيجيين"يعملون على تحديد أهداف في إيران ويدرسون المسائل اللوجستية بهدف شن عملية"عسكرية. وأوضحت الصحيفة أن الاستراتيجيين المرتبطين بمكتب وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد يدرسون الخيار العسكري، في حال لم تؤد الديبلوماسية إلى ردع إيران عن امتلاك سلاح نووي. ونقلت عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون قوله ان"هذا الأمر هو اكثر من مجرد احتمال أو تقييم عسكري، بل اصبح من القضايا الأكثر إلحاحاً خلال الأشهر الماضية". إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أن القيادات السياسية والعسكرية والأمنية في طهران، وضعت الخطط لمواجهة مفاعيل أي قرار يصدر عن مجلس الأمن، معتبراً أن"الطرف الآخر سيتضرر اكثر منّا". واتهم الأوروبيين ب"العجز عن حل القضايا الكبيرة". تزامن كلامه مع إعلان وزير الخارجية منوشهر متقي ورئيس البرلمان غلام علي حداد عادل"استئناف"النشاطات النووية اعتباراً من أمس، وذلك في رد على مطالبة المجتمع الدولي طهران بالعودة إلى تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم، والموافقة على اقتراح روسي في هذا الشأن، لحل الأزمة. ويمهد استئناف النشاط النووي لطلب الوكالة الدولية من مجلس الأمن التحرك لوقف البرنامج الإيراني.