أكد مرشد الجمهورية في إيران علي خامئني أمس، أن بلاده لن تقدم أي تنازلات للولايات المتحدة، لأن "الأمة لن تسمح بالتنازل تدريجاً بدافع الخوف حتى الاستسلام". واتهم في كلمة له أمام البرلمان، الولاياتالمتحدة باستخدام "إمبراطوريتها الإعلامية لنشر فيروس الخوف والذعر في صفوف المسؤولين الإيرانيين". واعتبر أن الأميركيين "لن يشعروا أبداً بالارتياح ما لم يتخل المسؤولون الإيرانيون والأمة الإيرانية عن قيمهم". وبدا أن المرشد كان يرد بذلك على دعوات إلى الحوار مع أميركا، ظهرت في أوساط بعض الإصلاحيين الذين يشكل تيارهم غالبية في البرلمان الإيراني، وذلك في وقت تلوح واشنطن بضغوط من بينها إثارة انتفاضة شعبية ضد النظام الإيراني. راجع ص 8 وفي الوقت نفسه، اتهمت وزارة الخارجية الإيرانيةواشنطن باعتماد معايير مزدوجة في الحرب على الإرهاب. وقال الناطق باسم الوزارة حميد رضا آصفي إن الولاياتالمتحدة "لا تأخذ موضوع مكافحة الإرهاب على محمل الجد"، مشيراً إلى وقف لإطلاق النار أبرمه الأميركيون مع حركة "مجاهدين خلق" الإيرانية المعارضة التي تتخذ من العراق مقراً لها، علماً أن المنظمة موضوعة على لائحة الإرهاب الأميركية. وجدد آصفي خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي في طهران، تأكيد أن "بعض أعضاء القاعدة معتقلون في إيران، وعمليات استجوابهم مستمرة وعلينا التعرف إلى هوياتهم". وأكد أن إيران "على اتصال وثيق مع دول صديقة" في هذا الشأن، ذكر من بينها خصوصاً السعودية. وفي وقت نفت طهران امتلاكها منشآت لتطوير أسلحة نووية، أعلن وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف أن بلاده لن تقبل أي ضغوط لإرغامها على وقف تعاونها النووي مع إيران، باعتبار أن هذا التعاون يجرى في إطار احترام صارم للقواعد الدولية. وأفادت تقارير في واشنطن أمس، أن اجتماعاً سيعقد اليوم بشأن تدارس اتباع استراتيجية محددة إزاء إيران، يشارك فيه وزيرا الخارجية الأميركي كولن باول والدفاع دونالد رامسفيلد ومستشارة البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس. وخصص الاجتماع للتوصل إلى وجهة نظر موحدة في هذا الشأن، بين الخارجية والدفاع، بغية تقديم اقتراح إلى الرئيس الأميركي جورج بوش، يأخذ في الاعتبار مدى تعاون إيران في ملفي مكافحة الإرهاب والأسلحة النووية، ومخاطر اتباع سياسة عدائية تجاه طهران في هذه المرحلة.