لليوم الرابع على التوالي، أبقت اسرائيل"الملف النووي الايراني"على رأس اهتماماتها امس. ودعا رئيس حكومتها ارييل شارون المجتمع الدولي الى فرض عقوبات على طهران، مكرراً ان اسرائيل لن تقبل بأن تصبح ايران"دولة نووية عظمى". في الوقت ذاته، اعتبر رئيس الاركان الاسرائيلي دان حالوتس ان الجهود الديبلوماسية لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي، محكومة بالفشل، مشيراً الى ان الخيار العسكري لم يطرح الى الآن. في المقابل، اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي في ايران علي لاريجاني في حديث الى وكالة"فرانس برس"ان طهران لن توافق ابداً على الامتثال للمطالب الغربية بتقييد برنامجها النووي المدني، وترفض مواصلة تعليق تخصيب اليورانيوم اكثر من اشهر. راجع ص 7 وقال ان بلاده تملك القدرة الكافية على ردع اي بلد آخر عن مهاجمتها، مقراً بأن طهران اشترت نظاماً مضاداً للصواريخ من روسيا وطورت بنفسها برنامجاً من هذا النوع، علماً ان الصفقة الروسية - الايرانية قوبلت بتنديد إسرائيلي - اميركي. تزامن ذلك مع تقارير اسرائيلية مفادها ان سورية ايضاً، فاجأت الخبراء الغربيين بقدراتها على تطوير صواريخ"سكود". وفيما قال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان بلاده"غير مهتمة"بفتح حوار مع الولاياتالمتحدة، سواء كان ذلك في شأن برنامجها النووي او التطورات في العراق، اوضح لاريجاني ان"مشكلة الولاياتالمتحدة هي انها تتبع سياسة الكيل بمكيالين". وزاد:"الاميركيون يتحركون في شكل منهجي ضد مصالح ايران، وسنكون سعداء اذا اتخذوا موقفاً معقولاً، ولكن ليست لديهم الآن نيات حسنة". الى ذلك، اعرب آصفي عن رفض طهران دعوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى ان تشارك الولاياتالمتحدة في المفاوضات النووية بين إيران والترويكا الاوروبية فرنسا وبريطانيا والمانيا، وقال:"نعتقد بأن أحد أسباب تعقيد المفاوضات هو التدخلات الاميركية". وأكد أن"إيران لا تنظر إلى هذه المفاوضات نظرة مساومة، وسنتابع تحقيق أهدافنا المشروعة في حيازة التقنية النووية السلمية خلال هذه المفاوضات". وأعلن رفض الجمهورية الاسلامية استئناف المفاوضات بوجود شروط مسبقة، مؤكداً أن"حقوق"بلاده في مجال التقنية النووية السلمية"يجب أن تؤمن في شكل كامل". في غضون ذلك، تحدثت صحيفة"يديعوت احرونوت"عن"حرب باردة بين اسرائيل وايران"، في حين اشارت صحيفة"هآرتس"الى ان سورية نجحت اخيراً في ادخال تحسينات هائلة على صواريخ"سكود دي". وقال شارون في مؤتمر صحافي مشترك مع نائبه سابقاً شمعون بيريز لمناسبة انضمام الاخير الى حزبه"كديما"، انه يأمل بأن يحال الملف الايراني إلى مجلس الامن قريباً"ليتخذ عقوبات ضد ايران"، مضيفاً انها"تشكل خطراً ليس على اسرائيل فحسب بل على الشرق الاوسط والعالم برمته". وعلى رغم تأكيد شارون ان اسرائيل لن تكون رأس الحربة في مواجهة ايران، هدد الوزير تسامي هنغبي الذي ترأس وفداً اسرائيلياً ل"الحوار الاستراتيجي"مع واشنطن، ان الدولة العبرية لا يمكنها"ان تقف مكتوفة اليدين ازاء استمرار التسلح الايراني"، مشيراً الى ان هذه المسألة كانت قيد التداول خلال"الحوار الاستراتيجي"الذي اجري في واشنطن الاسبوع الماضي. "مفاجأة"صواريخ سورية الى ذلك، افادت"هآرتس"ان المؤسسة الامنية الاسرائيلية فوجئت بتحسين سورية قدراتها الصاروخية بفضل"خبراء من كوريا الشمالية"ادخلوا تغييرات جوهرية على النموذج المتطور من صاروخ"سكود دي"تمنحه قدرات افضل على القيادة والتوجيه وتصحيح مساره اثناء تحليقه، ما يزيد من دقة اصابته الهدف. وكتبت ان خبراء غربيين توصلوا الى هذا الاستنتاج بعد فحصهم شظايا صاروخ من هذا الطراز، انحرف عن مساره اثناء تجربة اجراها السوريون وسقط في الاراضي التركية، قبل اشهر. واشارت الى ان اسرائيل والولاياتالمتحدة ودول الحلف الاطلسي ابدت اهتماماً بنتائج فحص شظايا الصاروخ.