وأخيراً خرج تلفزيون "ميدي 1 سات" إلى النور، بعد طول تأجيل وتضارب في المواعيد ثم انقطاع الاتصال مع إدارة المؤسسة من دون ان يعرف أحد ما يجرى داخلها، إلى أن أطلّ وزير الاتصال المغربي محمد نبيل بن عبدالله أخيراً، ليقطع الشك باليقين، ويعلن بدء بث أول قناة إخبارية مغربية مزدوجة اللغة وبساعات بث محدودة في المرحلة الأولى. وتبث قناة"ميدي 1 سات"برامجها على القمر الاصطناعي الأوروبي،"هوت بورد"، الذي يصفه بعضهم بالعدو الأول للمشاهدين المغاربة، بسبب بثه بعض القنوات الإباحية ما جعل قنوات القطب الإعلامي العمومي الموجودة على هذا القمر ضعيفة المشاهدة. وبالتالي، تواجد"ميدي 1 سات"على"هوت بورد"، قد يكون حاجزاً أمام تواصلها مع المشاهد المغربي، كما أن المجموعات الإعلامية، التي تستهدف منطقة المغرب العربي، عليها أن تأخذ في الاعتبار، أن غالبية المغاربة يشاهدون القمر الاصطناعي العربي،"النايل سات". وفي شبكة برامج"ميدي 1 سات"، التي شرعت بثها منذ أسبوع، نشرات إخبارية موجزة، بالعربية والفرنسية، مع نشرتين رئيسيتين مفصلتين، أما بقية زمن البث، فهو خاص ببرامج وثائقية، من الأرشيف، ما دفع بعضهم إلى التعليق أن"ميدي 1 سات"هي أول قناة أرشيفية مغربية. وتبث هذه القناة من المنطقة الحرة، في محافظة طنجة، ويعمل فيها طاقم مكون من مئة شخص، من المغرب وتونس والجزائر والأردن وسورية، ويتكون القسم الفرنسي من صحافيين، من المغرب وفرنسا وسويسرا. ويتولى عملية الإشراف على مديرية الأخبار فيها اللبناني مارك سيقلي، أما الإدارة التقنية، فيشرف عليها اللبناني، بول حتي، بينما يتولى رئاسة تحرير القسم العربي السوري رياض المعصعص، ويتولى الإدارة العامة، الفرنسي بيير كازالتا، وهو أيضاً مدير عام إذاعة"ميدي 1". وتؤكد القناة الوليدة أنها ستعالج، فضلاً عن الأخبار الدولية، أخبار المغرب العربي، نظراً لطابعها الإقليمي، عبر برمجة تستهدف المشاهدين في بلدان هذه المنطقة. وستركز القناة على البرامج الحوارية التي ستعالج الواقع اليومي، وتطور مجتمعات بلدان المغرب العربي، وهي برمجة لم ترَ النور بعد. وتبلغ موازنة"ميدي 1 سات"، ثلاثة ملايين يورو، أي ما يعادل حوالى 33 مليون درهم مغربي. وهي شركة أعلن عن ميلادها عام 2002، برأسمال يبلغ 15 مليون يورو، ويعود 56 في المئة، من هذا الرأسمال إلى مساهمين مغاربة، مناصفة بين اتصالات المغرب، وصندوق الإيداع والتدبير، و30 في المئة، لمساهمين فرنسيين، وهي"الشركة الدولية للإذاعة والتلفزة"، فيما تعود ملكية ال 14 في المئة المتبقية، لإذاعة"ميدي1"، التي يتوزع رأسمالها، على مساهمين مغاربة، 51 في المئة، وفرنسيين 49 في المئة. وتعتمد المؤسسة الجديدة في المشهد الإعلامي المغربي، على استراتيجية تكاملية مع الإذاعة الأم،"ميدي1"، عبر التركيز على جملة ترويجية:"تستمعون إلينا، والآن شاهدونا". وخلال ساعات إغلاق القناة، تبث برامج الإذاعة، كما أن موسيقى الجينيريك هي نفسها المعمول بها في الإذاعة. أما رمز القناة فهو الرقم 1، محاط بدائرة باللونين البرتقالي والأصفر، وبخصوص الشكل التقني والموسيقي، فيبقى متواضعاً، ويعتمد تقنية البعد الواحد عوض الأبعاد الثلاثة على رغم إمكانات القناة. أياً يكن الأمر إن الهالة التي أحيطت بها"ميدي 1 سات"قبل إطلاقها كانت فيها مبالغة بعض الشيء عبر الحملة الصحافية في القناتين الأولى والثانية، والصحف والمجلات شبه الرسمية، والتي بشرت بقناة ستغير المشهد السمعي البصري المغربي، وتحدث ثورة غير مسبوقة، وتصنع فاصلاً بين مرحلتين، ما قبل وما بعد،"ميدي 1 سات"... إلا أن الوقت يبقى مبكراً للحكم على التجربة، والمنافسة لا ترحم، ولا تتعامل بمنطق التبريرات، وكما يقول المنظرون للتلفزيون، كن محلياً تكن عالمياً.