تغيّر الفضائية التلفزيونية «مدي 1 سات» (Medi 1 Sat) جلدها من جديد إذ تسلمتها إدارة عامة جديدة عينت في17 شباط (فبراير) الماضي. وبهذا التغيير تدخل القناة المغربية الفرنسية، ثالث مرحلة تجديد في غضون مدة قصيرة فقط بدأت من انطلاق بثها قبل سنتين وثلاثة أشهر من مدينة طنجة (أقصى شمال المغرب). منذ تأسيسها اعتبرت هذه القناة محطة جديدة لتحقيق رهان البدايات كما أصبحت القناة الإخبارية المغاربية الأولى بالنسبة الى جمهور منطقة المغرب العربي، وبالنسبة كذلك الى جمهور عريض في أوروبا مكون من المهاجرين المغاربيين، على غرار الرتبة التي تحتلها إذاعة «ميدي 1» المغربية الفرنسية الأكثر استماعاً في المنطقة. بيد أن ميزة المحطة الجديدة أنها تراهن في شكل خاص وواضح على الجمهور المغربي. يقود هذا الرهان الإعلامي المغربي مصطفى ملوك القادم من إدارة الجزيرة للأطفال، حيث كان يشغل منصب مدير عام مساعد في المحطة القطرية. وتعود تجربة ملوك في المجال السمعي البصري إلى أكثر من 20 عاماً، حيث بدأ مشواره ضمن مجموعة الصحافيين مؤسسي القناة المغربية الثانية العمومية «دوزيم» طيلة 12 عاماً، أشرف في معظمها على البرامج والأخبار والرياضة، قبل أن يؤسس شركة خاصة متخصصة في الإنتاج السمعي البصري والوسائط المتعددة. وهو عضو مؤسس للمؤتمر الدائم للقطاع السمعي البصري في المتوسط الذي يضم مجموع القنوات التلفزية الكبرى في الدول المتوسطية («فرانس تلفزيون» و «راي» و «القناة الإذاعية والتلفزيونية الاسبانية» و «أورونيوز»). وبواسطة شبكة برامج جديدة ومتنوعة واكبت حلول القادم الجديد على رأس الإدارة العامة، تخوض «مدي 1 سات» غمار التلفزيون الميداني الذي يخاطب جمهوره عن قرب، لربح معركة المنافسة مع فضائيات عربية كبرى، لا سيما «الجزيرة» و «إم بي سي»، قد تكون أبرز ملامح هذا تكريس موعد يومي لريبورتاج حول المغرب، وموعد رياضي يومي «ماتش» الذي يعول عليه لجذب مشاهدين جدد، الى جانب موعد أسبوعي رياضي آخر، هو «المباراة» الذي يتناول الأحداث الرياضية في المغرب العربي والعالم، ويعده ويقدمه جلال بوزرارة، الصحافي المعروف لدى مستمعي إذاعة «ميدي 1». وأعلنت الشبكة الجديدة انها أغنت برنامجها بالحوارات، وأهمها برنامج «نقاش» مع شخصيات سياسية، والتعاليق حول أحداث الساحة في المغرب أساساً، وبقية دول المنطقة والشرق الأوسط والمتوسط مستقبلاً. في حين أن عصب البرمجة الإخبارية يبقى هو النشرات الإخبارية الموسعة في الشبكة الجديدة، وهي تبث في منتصف النهار (بين الساعتين الثانية عشرة والواحدة)، وفي المساء (بين السادسة والسابعة)، فضلاً عن موعد إخباري أسبوعي «سبعة أيام في المغرب العربي»، وهو تغطية معمقة لأخبار الساعة في المنطقة، تبث على مدى ساعة كاملة، مع ضيوف لتحليل أبرز هذه الأحداث. أهل المهجر وفي الجانب الثقافي والترفيهي، تضمنت شبكة البرامج الجديدة برنامج «نجحوا في مكان آخر»، وهو عبارة عن ريبورتاجات حول مواطنين مغاربيين تميزوا في بلدان المهجر، وفقرة أسبوعية تغطي الأحداث الفنية والثقافية المغاربية. ويتابع برنامج الموعد الشهري باللغتين العربية والفرنسية «يوم مع» مسار شخصية مغاربية بارزة، في حين يرصد برنامج «الضفتان» الذي يبث مرتين في الشهر الانشغالات المشتركة في ضفتي المتوسط ويعرض وجهات نظر مختلفة من الشمال والجنوب المتوسطي. وتعزز هذه المواعيد الجدية شبكة البرامج الوثائقية من كل بقاع العالم المميزة للقناة. والواقع ان من أهم ميزات فضائية «مدي 1 سات» على مستوى التلفزيونات الإخبارية الدولية اختيارها اللغوي المزدوج، (عربية – فرنسية)، وهي تبث بالواضح على DVB-S MPEG-2 على ثلاثة أقمار اصطناعية (نايل سات وهوت بورد وآسترا 1)، وتستقبل في فرنسا عبر الكابل وتقنية ADSL. ومنذ إنشائها في فاتح كانون الأول (ديسمبر) 2006، حاولت القناة بإشراف مدير إذاعة ميدي 1، الفرنسي بيير كازالتا إعادة قصة نجاح الإذاعة، وتكررت المحاولة بعد ذلك على عهد المغربي عبد السلام أحيزون، رئيس شركة اتصالات المغرب، إلا أنها تعثرت، ووقعت في أزمات مالية كادت تنهي مسيرتها الفتية مبكراً، أو تدمجها في قطاع السمعي البصري العمومي بالمغرب، وها هي اليوم تقف على قدميها، مجددة نفس الإرادة السياسية المغربية الفرنسية التي حملت تصوراً عظيماً عنها في العام 2002، فهل تكون «الثالثة ثابتة» كما يقول المثل الشعبي؟