ترك عام 2006 بصماته على المشهد التلفزيوني المغربي متوجاً مساراً من التحولات التي دخلها المغرب في العام 2004 عقب الإعلان عن تحويل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إلى شركة عمومية، خصوصاً في ظل الحديث عن إطلاق بعض القنوات، مثل "المغربية" و"قناة العيون الجهوية" و"الرابعة" و"الرياضية"، ما يؤشر إلى دينامية كمية غير مسبوقة في المغرب. وفي موازاة هذا، هناك اليوم حديث جدي وجدل حول إطلاق القناة الأمازيغية، التي ينتظرها أمازيغ المغرب بفارغ الصبر. والجدل ذاته تثيره القناة البرلمانية، التي تعتبر رهاناً آخر تخوضه الحكومة المغربية. وفي ظل هذا المخاض، استقبل المشاهد المغربي بعض القنوات الفضائية عبر القمرين الاصطناعيين"الهوت بورد"و"النايل سات"، ومن ابرز هذه القنوات"إم. بي. سي"و"الجزيرة". كما فضحت أول دراسة لنسب المشاهدة التلفزيونية في المغرب - لم يُعلن رسمياً - ابتعاد المشاهد المغربي عن القطب التلفزيوني العمومي، إذ جاءت النسبة دون توقعات المراقبين، على رغم تطمينات وزير الاتصال نبيل بن عبد الله بالحظوة الخاصة للتلفزيون المحلي. وقد اتضحت صورة القطب الإعلامي العمومي في هذا العام، من خلال رأي استشاري، تقدمت به الهيئة العليا للإعلام والاتصال، المعروفة اختصاراً ب"الهاكا"، والقاضي بتوحيد القناة الأولى والثانية، في قطب إعلامي تلفزيوني موحد، يرأسه فيصل العرايشي، ويتكون من"الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون"وشركة"صورياد دوزيم". ومن الواضح ان المعنيين يعوّلون على القطب التلفزيوني المغربي العمومي لتشكيل قاطرة تتمكن من تحرير المشهد التلفزيوني المغربي، الذي انطلق رسمياً، في نيسان أبريل المنصرم، بالإعلان عن منح رخصة لقناة"ميدي 1 سات"، الفرانكو - مغربية. ويبقى إطلاق فرنسا، لقناة إخبارية متخصصة، عامل تساؤل في مشروع قناة"ميدي 1 سات"، من منطلق التقارب الكبير في رؤيتي المشروعين. ما يدفع للقول بأن القناة المغربية الجديدة مدعوة إلى إعادة النظر في خطها التحريري وتوجهاتها الإخبارية وشبكة برامجها، كما سيكون عليها التركيز على الخبر المحلي المغربي، وتسويقه الى العالم. وفي شهور العام التلفزيوني الذي يستعد للرحيل، برزت - على القنوات المغربية، برامج أثارت انتقادات واحتجاجات، وخضعت للمساءلة الحكومية في البرلمان المغربي، كحال برنامج"أبواب المدينة"، و"مباشرة معكم"، وبرامج أخرى، في غالبيتها مسجلة. أما المباشر في التلفزيون المغربي، فلا يزال من ناحية البرامج يعد على الأصابع، فيما المباشر التلفزيوني صار في انحاء العالم كافة وعلى كل الفضائيات أمراً عادياً، وعلامة على جودة العمل التلفزيوني. وفي كل هذا، تبقى الحاجة ماسة لدى المشاهدين المغاربة إلى رؤية انتاج تلفزيوني محلي يسر المشاهدين، ويدفع إلى الإيمان بالقناة المغربية، وإلى الهجرة المعاكسة في المشاهدة، من الفضائيات العربية، إلى القنوات التلفزيونية المحلية، التي يصر مسؤولوها على خطاب التطمين، بينما واقع الحال، ينبئ بوجود أزمة مشاهدة محلية، تحتاج إلى إدخال التلفزيون المغربي قسم العناية الفائقة، قبل وصوله إلى حالة"الموت العيادي"لتلفزيون لن يبقى أحد يشاهده، ولا تزال فيه لوائح سوداء، لأسماء سياسية وثقافية ممنوعة من المرور.