لم تخف اسرائيل عدم ارتياحها للأقوال التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس امام مجلس الشيوخ اول من أمس بخصوص رؤيته الاستراتيجية الى الشرق الأوسط، وتحديدا معارضته شن هجوم على ايران لوقف مشروعها النووي وتأييده الحوار معها ومع سورية. كما تابع أركان الدولة العبرية باهتمام كبير تقرير لجنة بيكر - هاملتون حول السياسة الأميركية في العراق والشرق الأوسط. وقال وزر الدفاع عمير بيرتس انه يتحتم على اسرائيل ان تدرس بعمق الأقوال التي جاءت على لسان غيتس مقترحا التحلي بالصبر قبل اصدار الأحكام وفحص مغزى ما جاء، قبل الرد عليه. وأضاف في تصريحات للصحافيين أمس ان ثمة فارقا بين طرح مقاربة وتبني سياسة"وما من شك انه يتوجب علينا اجراء تقويم استراتيجي سواء للمدى القريب أو البعيد". من جهته، اعتبر الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن البرلمانية النائب من حزب"ليكود"يوفال شتاينتس أقوال غيتس"مقلقة"وقال للاذاعة العسكرية أمس ان"موقف واشنطن مقلق"وان بمقدور الولاياتالمتحدة ان تشن هجوما استباقيا على المنشآت النووية في ايران. وأضاف انه في حال لم تقم واشنطن بايجاد حل للأزمة النووية فإنها"سترتكب خطأ". وزاد ان الموقف الأميركي الرسمي من الملف الايراني لم يتغير"لكن النبرة تبدلت"في ما يتعلق باستعداد الولاياتالمتحدة للعب دورها كزعيمة العالم الحر ازاء أكبر تهديد لاسرائيل والشرق الأوسط بل والعالم كله، كما قال. من جانبه، قال السفير الاسرائيلي الجديد في واشنطن سلاي مريدور ان المشروع النووي الايراني هو أخطر تهديد للعالم منذ الحرب العالمية الثانية. واضاف ان هذه المسألة يجب أن تكون على رأس سلم اولويات الجمهور الأميركي وليس فقط اولويات الادارة الأميركية. وعقبت صحيفة"هآرتس"على اقوال السفير بالقول ان محاولته خطب ود الجمهور الأميركي تبدو متأخرة لأن استطلاعات الرأي في الولاياتالمتحدة تشير الى ان الأميركيين سئموا بمعظمهم الصراع في الشرق ألوسط وغدوا يؤيدون الانسحاب من العراق والتحاور مع طهرانودمشق. من جهتها استبقت صحيفة"معاريف"تقديم تقرير بيكر - هاملتون للرئيس الأميركي جورج بوش وقالت، ان المسودة الأخيرة للتقرير التي وصلت الى تل أبيب أفادت بأن واضعيه يوصون بانسحاب اميركي"متدرج"من العراق وجعل مهمات القوات الاميركية في العراق تنحصر اساسا في تقديم الدعم للجيش العراقي وليس في العمليات العسكرية فحسب. ويحض التقرير الادارة الأميركية على تسريع المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ودرس امكان اجراء حوار بين اسرائيل وكل من دمشقوطهران. واعتبرت الصحيفة ان التقرير سيحدث تغييرا في السياسة - الاميركية في الشرق الأوسط.