عقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالعراق اجتماعاً أمس. وناقشت الاوضاع في العراق، ومذكرة"استرشادية"للجامعة وتقريراً لرئيس مكتب الجامعة في بغداد مختار لماني. وجاء في المذكرة التي قدمها الامين العام عمرو موسى الى الوزراء إن"العراق الدولة المحورية في البنيان العربي الاقليمي، أصبح اليوم مهدداً في وحدته الترابية وفي تركيبته الاجتماعية وفي هويته وانتمائه الوطني". وقال:"هناك تخوف حقيقي من أن الساحة العراقية أصبحت مسرحاً للتجاذبات الاقليمية والدولية على حساب المصلحة العراقية". وأضاف موسى أن"تفاعلات الفتنة الطائفية ونذر الحرب الاهلية باتت طاغية على أصوات الكثير من العراقيين الداعين الى ضرورة تحقيق التوافق والمصالحة الوطنية، بعدما استفحلت عمليات القتل على الهوية المذهبية، واشتدت حدة العنف الاهلي واتسعت دائرة التهجير القسري". ووصف موسى في المذكرة الوضع في العراق ب"القاتم". وقال إن هذه"الصورة القاتمة تأتي في ضوء المتابعة الدقيقة لتطورات الاوضاع في العراق والاتصالات المكثفة التي تجريها الجامعة مع مختلف القوى، بالاضافة الى التقارير والمعلومات التي تصل الى الجامعة والاتصال مع المسؤولين العراقيين وممثلي شرائح المجتمع العراقي، بما في ذلك رؤساء الأحزاب وزعماء العشائر". وقال إن"التطور على أرض الواقع والانفلات الامني الذي تشهده الساحة العراقية ينذران بخطر حقيقي يهدد وحدة العراق، ويتطلبان تحركا عربياً فورياً لحماية مستقبل العراق الجديد من مخاطر التقسيم والانزلاق الى حرب تطال الاخضر واليابس، بل وربما تطال رحاها ما يتخطاها ويهدد الامن والاستقرار الاقليميين". ودعا وزراء الخارجية العرب الى"التحرك الفوري والسريع لتجنيب العراق الانزلاق الى مصير مجهول، والبحث عن أنجع السبل لتنشيط الدور العربي لمساعدة العراق في استعادة امنه واستقراره". وأكد ان"المصالحة الوطنية وتحقيق الوفاق بين مختلف مكونات الشعب هما مفتاح الحل في العراق". وتناولت المذكرة الاوضاع في العراق، والصعوبات التي تعترض العملية السياسية ونجم عنها تأجيل عقد مؤتمر الوفاق الوطني أكثر من مرة. واستمع الوزراء الى رسالة من الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أكدت"استفحال الفتنة المذهبية وتزايد عدد الضحايا بما لا يمكن السكوت عنه". وشارك في اجتماع اللجنة أمس وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، ومصر أحمد أبو الغيط، والاردن عبدالإله الخطيب، والعراق هوشيار زيباري، والامارات وزير الدولة للشؤون الخارجية، والبحرين وزير الخارجية، والجزائر المندوب الدائم، وسورية المندوب الدائم، والسودان وزير الدولة للشؤون الخارجية. وأكد وزير خارجية العراق هوشيار زيباري تمسك بلاده بالمبادرة العربية الرامية الى عقد مؤتمر الوفاق العراقي في شباط فبراير المقبل، وأضاف في تصريحات صحافية في مقر الجامعة امس ان استمرار وجود القوات الاميركية في العراق"مسألة تم التوافق عليها وأقرها مجلس الامن". وأشار زيباري الى أن"تدويل الشأن العراقي من خلال مؤتمر دولي امر مرفوض". وأوضح ان العراق"يرحب بأي مشاركة دولية تقوم بالبناء على ما تم الاتفاق عليه وليس العودة الى نقطة الصفر من جديد". زيباري الى ذلك نقلت وكالة"فرانس برس"عن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، اثر لقائه الرئيس حسني مبارك أمس في القاهرة، ان"الشكوى من تزايد الدور الايراني"في العراق"ترجع لغياب الوجود العربي". وقال زيباري قبل اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية المخصص للعراق:"تبلور شعور وادراك لدى الدول العربية بأن هناك حاجة قصوى لدعم الحكومة العراقية لتحقيق الاستقرار في العراق والنهوض به من هذه الكبوة باعتبار ذلك أفضل ضمان للامن القومي العربي". من جهة ثانية، اعلن زيباري ان الرئيس العراقي جلال طالباني سيزور الاسبوع المقبل القاهرة وان دعوة مماثلة وجهت الى المالكي.