تبادل وزيرا خارجية العراق هوشيار زيباري وسورية وليد المعلم الاتهامات خلال اجتماعات عُقدت لاحتواء الخلاف السوري - العراقي قبيل انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية ال132. وفيما اتهم وزير خارجية العراق هوشيار زيباري سورية بزعزعة الأمن وتهديد الاستقرار في بلاده، رد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن بغداد تحاول جاهدة إقحام دمشق في خلافات لا علاقة لها بها، تنفيذاً لأجندة خارجية. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى جمع المعلم وزيباري، ثم انضم إلى الاجتماع وزراء خارجية مصر أحمد أبو الغيط والأردن ناصر جودة وتركيا أحمد داوود أوغلو ووزراء الدولة للشؤون الخارجية من السعودية نزار بن عبيد مدني وعُمان يوسف بن علوي وقطر أحمد عبد الله آل محمود بهدف تطويق الخلاف السوري - العراقي وإعادة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي. وأكد موسى في الاجتماع الموسع أن الجامعة حريصة على تطويق الخلاف، وشدد على ضرورة خروج هذه اللقاءات الثنائية والموسعة بنتائج تؤدي إلى عودة العلاقات السورية - العراقية إلى طبيعتها وتطويرها للأفضل. وطرح وزير خارجية تركيا جهوده من أجل حل الخلاف، وتحدث عن عقبات تواجهه ومن بينها حصوله على أدلة موثقة من بغداد، رفضها الجانب السوري. وأشار إلى قائمة بأتباع النظام السابق ترفض دمشق التجاوب مع طلب العراق تسليمهم. أما الوزير زيباري فتحدث عن التدخلات السورية لزعزعة الأمن العراقي، وقال إنها تهدد الاستقرار وتهدد الشعب العراقي نفسه. وأضاف أن لدى العراق أدلة موثقة واعترافات مسجلة طواعية من دون أي ضغوط. وذكرت مصادر أن الوزير المعلم اعترض على هذه الاتهامات، واتهم العراق بتنفيذ أجندة خارجية لإقحام سورية في خلافات هي بعيدة منها تماماً. إلا أن زيباري قاطعه قائلاً إن دمشق تغذي النعرات الطائفية في العراق وتشعل الفتنة وتتدخل في شؤونه الداخلية وتدعم الإرهاب والعنف الذي يهدد وحدته أرضاً وشعباً وتحقيق المصالحة والوفاق الوطني. وأضاف أن دمشق أحبطت جهود الحكومة الهادفة إلى تحقيق المصالحة واستتباب الأمن والاستقرار. وحاول الأمين العام للجامعة تهدئة النقاش، مشيراً إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، ودور سورية في احتضان الآلاف من أبناء الشعب العراقي. ولم يضع المندوبون الدائمون الذين اجتمعوا ليومين قبل الاجتماع الوزاري بند الخلافات العراقية - السورية على جدول الأعمال إذ تُرك ليناقش بالكامل في الاجتماعات الثنائية والموسعة المعقودة على هامش الاجتماع الوزاري. وأوضحت مصادر أن بياناً منفصلاً سيصدر عن وزراء الخارجية في ختام أعمالهم، وأن صيغته تتجه إلى تأكيد عمق العلاقات السورية - العراقية وضرورة عودتها إلى مسارها الطبيعي، وإلى حل المشكلة بالطرق الدبلوماسية. وقال مصدر سوري إن الاجتماع الموسع الذي شارك فيه المعلم وزيباري أظهر إرادة عربية لعدم تدويل الخلاف السوري - العراقي، وتأكيد العلاقات الأخوية بين البلدين.