أكدت حركة "طالبان" الأفغانية أمس، مقتل الملا محمد أختر عثماني، أحد قادتها البارزين، على يد القوات الأميركية في قصف جوي تعرضت له سيارة استقلها مع اثنين من مرافقيه في ولاية هلمند الجنوبية الأسبوع الماضي. ويعد مقتل الملا عثماني أكبر ضربة تتلقاها الحركة منذ سقوط نظامها في كابول نهاية عام 2001، كما أن عثماني كان من المقربين جداً من زعيم الحركة الملا محمد عمر الذي يعتقد بأنه عينه خليفة له، وشغل منصب رئيس اللجنة العسكرية في الحركة قبل سقوط حكمها وتولى مناصب قيادية مهمة في الحركة بعد انسحابها من كابول. وتتهم الحكومة الأفغانية الملا عثماني بأنه كان أحد عناصر مجموعة قليلة حظيت بثقة الملا محمد عمر، وعملت على إعادة بناء صفوف"طالبان"وتسليح مقاتليه تمهيداً لعودتهم بقوة عبر العمليات العسكرية الأكثر دموية في الولاياتالجنوبية هذه السنة. وأشارت أوساط أفغانية ذات صلة ب"طالبان"إلى أن عثماني اضطلع بدور المنسق وحلقة الوصل بين الملا محمد عمر وزعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن، وسعى إلى فتح قناة اتصال مع قائد الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار لتشكيل جبهة قوية ضد القوات الأجنبية والقوات الحكومية،"ما يجعل مقتله إنجازاً كبيراً للقوات الأميركية في أفغانستان، وضربة قوية للحركة". وقال قيادي في"طالبان"طلب عدم كشف اسمه:"لم يكن الملا عثماني قائداً عسكرياً محنكاً فقط، بل برع ايضاً في تنفيذ المعاملات المالية الخاصة بالحركة، وكانت له اتصالات جيدة". وأضاف:"الأكيد أن مقتله سيؤثر موقتاً في الحركة، لكنها ستعيّن بديلاً منه، ما يستوجب مطاردات جديدة له من قبل القوات الأميركية". في غضون ذلك، كشفت قيادة القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن إيساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو مقتل القائد"الطالباني"المتوسط الرتبة عبد الله جان بشتون مع أحد مرافقيه في غارة جوية في ولاية لقمان شرق الجمعة الماضي. وأوضحت"ايساف"أن بشتون أشرف على عمليات عدة لزرع قنابل ووجه انتحاريين لتنفيذ هجمات مسلحة ضد القوات الأجنبية والأفغانية. وفي ألمانيا، أعلنت وزارة الدفاع أن دورية تابعة للجيش تعرضت لهجوم وإطلاق نار من أسلحة يدوية في محيط منطقة فيض آباد، ما أسفر عن جرح مدني بسبب اصطدام آلية عسكرية به. وأوضحت أن الجنود الستة في الدورية لم يصابوا بأذى،"علماً انهم ردوا بطلقات مضادة ما أدى إلى فرار المهاجمين". وأيد بيرت كوندرز، رئيس مجلس برلمان حلف الأطلسي إرسال ألمانيا طائرات استطلاع من طراز"تورنادو"للمساهمة في العمليات العسكرية جنوبأفغانستان. وقال كوندرز لصحيفة"كولنر شتاد أنتسايغر":"يوجد عجز في مجال الاستطلاع الجوي فوق أفغانستان، فيما استبعد إرسال قوات برية ألمانية إلى جنوبأفغانستان في حال مشاركتها بطائرات استطلاع، مشيراً إلى أهمية دور ألمانيا في إيجاد حل سياسي للمشكلة في وقت لا يجوز التركيز على الحل العسكري.