بدأ عملياً أول فصول الحرب الإقليمية في القرن الأفريقي، أمس، مع اعلان إثيوبيا شن"هجوم مضاد"على"المحاكم الإسلامية"الصومالية، بعد أشهر من التهديدات المتبادلة بينهما. وقصفت الطائرات الإثيوبية مدينتين يسيطر عليهما الإسلاميون قرب الحدود، فيما استمر القتال الضاري بين"المحاكم"والحكومة الانتقالية الضعيفة جنوب البلاد، وأعلنت الحكومة استرداد مدينة إيدالي الاستراتيجية في محيط مقرها في بيداوة. وقال وزير الإعلام الإثيوبي برهان هايلو، أمس، إن حكومته"اتخذت، بعد طول صبر، تدابير للدفاع عن النفس. وبدأت هجوماً مضاداً على قوات المحاكم الإسلامية المتشددة العدوانية والجماعات الإرهابية الأجنبية"في الصومال. وأضاف:"نفد صبرنا إزاء استفزازات المتطرفين واعتداءاتهم. وقررنا استخدام حقنا المشروع في الدفاع عن النفس". وكانت"المحاكم"دعت"مسلمي العالم"، أول من أمس، إلى المشاركة في"الجهاد ضد إثيوبيا"التي تنشر جنوداً في الصومال لحماية حلفائها في الحكومة الانتقالية. وتتهم الولاياتالمتحدة والحكومة الصوماليةوأديس أبابا الإسلاميين بالارتباط ب"القاعدة"، واستضافة"إرهابيين أجانب"يشتبه بتورطهم في الاعتداءات التي استهدفت سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا العام 1998. وأكد مسؤولون إسلاميون وشهود في منطقة كالابركا وسط الصومال، أن طائرات هجومية إثيوبية استهدفت أحياء وضواحي المدينة القريبة من بلداوين التي تسيطر عليها"المحاكم". وقال القيادي العسكري الإسلامي حسن ديرو إن"أعداء الله بدأوا بقصف مدنيينا بالقنابل. إنهم يستخدمون مروحيات قتالية وطائرات حربية من طراز ميغ، ويدمرون الصومال". وأضاف:"بدأوا الهجمات الجوية بعدما خسروا المعركة على الأرض". غير أن أديس أبابا نفت مشاركة طائرات في الهجوم. وقالت وزارة الدفاع الإثيوبية في بيان إن"سلاح الجو لم يتدخل، لكننا نستخدم دبابات ولنا الحق في ذلك". وأضافت أن"قوات الدفاع الاثيوبية بدأت مهاجمة القوات المناهضة لنا المتمركزة في بلدوين وبانديرادلي وبور حقابا ودنسور القريبة من حدودنا". واتهمت"المتطرفين داخل المحاكم الاسلامية"بأنهم"بدأوا بقصف أراضينا". وأشارت إلى أن أديس أبابا"أجبرت على اتخاذ هذه التدابير، لأن أمننا وسيادتنا واستقرارنا موضع تهديد. ومن واجبنا حمايتها". في غضون ذلك، تمددت المعارك الضارية بين القوات الحكومية المدعومة بجنود إثيوبيين والإسلاميين إلى مدينتين جديدتين وسط الصومال. واستعادت الحكومة السيطرة على مدينة إيدالي الاستراتيجية التي كان استولى عليها الإسلاميون أول من امس، بعد معركة أوقعت ما لا يقل عن 100 قتيل. وقال وزير الاعلام الصومالي علي أحمد جامع:"القتال مستمر من طرف البلاد لطرفها الآخر. المحاكم الاسلامية أشعلت الحرب التي هددت بها.. سيخسرون في هذه المعارك".