تواصلت امس، المواقف من الأزمة السياسية القائمة بين المدافعين عن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وبين المصممين على اسقاطها، في وقت دخل اعتصام المعارضة في وسط بيروت اسبوعه الرابع وسط هدوء نسبي للمنابر استجابة مع "هدنة الاعياد". واقتصرت نشاطات المعتصمين، لا سيما من جانب"التيار الوطني الحر"على اقامة احتفال ترفيهي للاطفال، شارك فيه معتصمون من اطراف المعارضة الآخرين، وعلى اقامة"ريستال"غنائي، على ان تقام صلاة عيد الميلاد منتصف الليلة في كنيسة مار جرجس التي تقع بين ساحتي البرج ورياض الصلح. ودعا رئيس"تيار المردة"النائب السابق سليمان فرنجية"الجميع الى المشاركة في هذه الصلاة". واكد ان لبنان"عصي على المخططات وقوي بايمان شعبه". وقال عضو"اللقاء النيابي الديموقراطي"وائل ابو فاعور في احتفال اقامه الحزب التقدمي الاشتراكي وأهالي بلدة الغابون - قضاء عاليه إحياء لذكرى شهدائهم:"ما كان مخفياً بالامس اصبح واضحاً اليوم، المطلوب ليس حكومة وحدة وطنية ولا ثلثاً معطلاً ولا ثلثاً ضامناً ولا مشاركاً، بل المطلوب اسقاط قوى 14 آذار على مراحل: اولاً تسقط المحكمة الدولية خدمة للنظام السوري كي يتفرغ ويزرع اظافره مجدداً في الجسد اللبناني، وثانياً اسقاط المشروع الاستقلالي الذي تمثله قوى 14 آذار، والحملة على الحكومة ليست بفعل خياراتها الاقتصادية ولا المالية ولا الاجتماعية، بل بفعل خياراتها الاستقلالية، ونرى ملامح هذا المشروع الانقلابي اولاً على المستوى الاقتصادي عبر خلق حال من التعطيل والشلل في الدورة الاقتصادية والانمائية في البلاد، وبالتالي اذا لم نستطع اسقاط الحكومة سياسياً عبر التظاهرات التي تمادت لكنها لم تصل الى نتيجة، وعبر التحركات التي تعاظمت ولكنها في النهاية استنفدت ولم تصل الى اي محصلة، سنسقط الحكومة بالخيارات الاقتصادية، وهذا ما لم يحصل، فلجأوا اليوم الى التعطيل الاقتصادي والسياسي عبر الانقسام الحاد داخلياً، وهذا الشحن المذهبي الذي يتحدثون عنه في كل يوم، وهذا الانقسام العميق الذي لا نريده بين اللبنانيين والذي يتهموننا به في كل يوم. من صنع هذا الشحن؟ يريدون رفيق الحريري في القبر ويريدون رئيس الجمهورية اميل لحود في قصر بعبدا ويريدون فوق ذلك اسقاط فؤاد السنيورة. من هو المسؤول عن هذا الشحن؟ هل نحن نتحمل مسؤولية هذا الشحن أم هم يتحملون مسؤولية هذا الانقسام السياسي الحاد وغير المسبوق بين اللبنانيين؟". ودافع أبو فاعور عن عروبة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، وعلاقته بفلسطين، وخاطبه قائلاً:"لا تخش أحداً ولا تخف أحداً ولا تحنِ جبينك امام احد، ولا يرف جفنك لأحد، نحن معك ونحن خلفك، نقدم اذا اقدمت، ونحجم اذا احجمت، نسالم اذا سالمت، ونقاتل اذا قاتلت، نهادن اذا هادنت ونقاوم اذا قاومت، نعادي من يعاديك ونناصر من يناصرك، نحب من يحبك ونبغض من يبغضك، نحب ونناصر من يقف الى جانبك". "الوفاء للمقاومة" واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله"ان اميركا التي اوعزت لاسرائيل بشن العدوان في تموز على لبنان هي التي تعمل على الفتنة بين اللبنانيين". وقال حب الله"نحن اليوم امام منعطف حساس وصعب في تاريخ لبنان، اما ان نكون احرارا وسياديين، وعلينا في ذلك ان ننبذ أي تدخل او هيمنة اجنبية، واما ان نقع في فخ الفتنة التي لن يخرج احد منها منتصرا"، داعيا اللبنانيين الى"ان ياخذوا قرارا سياديا وطنيا ويجتمعوا على حكومة وحدة وطنية ويديرون البلد على اساس النظام والدستور والالتزام بالميثاق الوطني حتى يحفظوا وطنهم وبلدهم من أي تدخل خارجي". كتلة التغيير والإصلاح وأكد عضو"كتلة التغيير والإصلاح"النيابية نبيل نقولا أن"الحكومة المدعومة من الخارج تفتش عن كل الوسائل لجعل لبنان ضحية فتنة مذهبية طائفية، ونحن سنعمل بكل الطرق لمنع هذا الأمر"، وأكد أن"المعارضة لم تستخدم أي كلام مذهبي أو طائفي خلال فترة حضورها على الأرض، وهناك حوادث يتم افتعالها في بعض المناطق". واتهم"الحكومة الفاقدة الشرعية والدستورية بأنها تريد جر المعارضة الى حوادث كثيرة، لكن أقطاب المعارضة لن يسمحوا بذلك حتى ولو سقط أكثر من ألف قتيل". وحمّل نقولا"أطرافاً خارجيين مسؤولية ما يحصل في لبنان"، وتحدث عن"بعض الأطراف الذين يريدون أن يجعلوا من لبنان عراقاً ثانياً، وهذا الأمر مرفوض طبعاً". وأهاب بالمسؤولين"التعقل وعدم السماح لأي مخططات خارجية تعمل على تقسيم لبنان وتعريضه للخطر، ومن الخطأ تحميل المعارضة مسؤولية الأزمة في لبنان". ورأى النائب السابق محمد بيضون"ان الوضع الحالي خطر جداً ولا أحد يضمن عدم انزلاق الامور الى الكارثة، خصوصاً ان البعض يتعامل بقدر عال من اللامسؤولية، فيدعو الى مزيد من التصعيد وكأن اللبنانيين لا يكفيهم ما يعيشون من كوارث". وأسف ل"واقع المؤسسات الدستورية، خصوصاً المجلس النيابي المعطل الذي كان من المفترض ان يكون المؤسسة الام التي تنطلق منها الحلول وتمارس داخلها العملية الدستورية التي تبلور السلطة وتحمي الدستور، وطالما ان المجلس النيابي معطل بهذا الشكل، فإن الديموقراطية لا تحكم لبنان بل تحكمه لغة التحدي وتعطيل الدولة ولغة عودة الطوائف الى التعسكر والميليشيا وهذا اخطر ما في المرحلة". وشدد على"ان من غير المسموح لأي طرف ان يعطل مؤتمر باريس - 3 نظراً لأهميته للاقتصاد ولمالية الدولة، واذا كانوا اتفقوا على هدنة اعياد فليمددوا هذه الهدنة حتى نهاية المؤتمر".