سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دمشق تدين و "14 آذار" تتهمها ومعلومات عن "شاهد وحيد" - إطلاق نار على مكتب الوزير فرعون وحالة ذعر في بيروت - حملة استنكار عربية ودولية واسعة ... وبيار أمين الجميل
عشية ذكرى الاستقلال، ووسط انشغال مجلس الامن بالمحكمة ذات الطابع الدولي، عاود الارهاب امس استهداف لبنان واللبنانيين عبر اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل 34 عاما، القيادي الناشط في قوى 14 آذار والعضو القيادي في حزب الكتائب، حفيد مؤسسه الشيخ بيار الجميل ونجل الرئيس السابق للبنان أمين الجميل، وابن شقيق الرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل الذي اغتيل عام 1982، وسليل العائلة السياسية التي لعبت دوراً في استقلال البلد عام 1943، وفي القيادة السياسية للمسيحيين في لبنان. وأغرقت عملية الاغتيال البلاد في حال من التوتر الشديد والخوف من تداعيات الجريمة التي اثارت استنكارات محلية وعربية ودولية واسعة، حيث اتصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هاتفيا بالرئيس السابق امين الجميل عبر فيه عن تعازيه الحارة وصادق مواساته في حادث اطلاق النار الآثم، في حين ذكرت مصادر ديبلوماسية في باريس ان وزير الخارجية فيليب دوست - بلازي سيتوجه الى بيروت اليوم للمشاركة في التشييع. ونزلت الجريمة التي استهدفت الوزير الشاب، في وضح النهار حين اطلق النار عليه وهو في سيارته مسلحون يحملون اسلحة كاتمة للصوت، بعد الثالثة والنصف بعد ظهر امس في منطقة الجديدة شرق بيروت، كالصاعقة على المجتمع السياسي اللبناني المتأزم نتيجة انقسام سياسي عمودي مستمر منذ بضعة اشهر، كان يتجه الى المواجهة في الشارع، واتهم زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري الذي تبلغ بالجريمة فيما كان يعقد مؤتمراً صحافياً اثناء حصول العملية،"النظام القاتل"بالجريمة، وقال:"إنهم ينفذون ما وعدوا به والمحكمة الدولية بيننا"، وعيونه تدمع نظراً الى الصداقة التي كانت تربطه بالشهيد، فيما دان مصدر إعلامي رسمي سوري الجريمة معتبراً انها تستهدف زعزعة الاستقرار، ومؤكداً حرص سورية على أمن لبنان واستقراره. وجاءت الجريمة عشية الاحتفال بالذكرى ال63 لعيد الاستقلال اللبناني، فأدت الى الغاء هذه الاحتفالات، وقبيل ساعات قليلة من اجتماع مجلس الامن لاتخاذ قرار بالموافقة على تفويض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان المضي في اجراءات تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري ورفاقه، وسائر الجرائم المرتبطة بها. كما جاءت الجريمة في وقت كان الخلاف السياسي الداخلي يتمحور حول مطلب المعارضة تشكيل حكومة وحدة وطنية واشتراطها الحصول على نسبة الثلث المعطّل فيها، الذي تخوفت الاكثرية من ان يكون هدفه الاطاحة بالحكومة نظراً الى ان الدستور يعتبر الحكومة مستقيلة اذا فقدت اكثر من الثلث. وسارع عدد من قادة قوى 14 آذار الى اتهام سورية بالجريمة، والى زيارة مستشفى مار يوسف في منطقة الدورة حيث نقل جثمان الوزير الشهيد، لملاقاة والده الرئيس السابق أمين الجميل وزوجته وشقيقه سامي، حيث احتشد المناصرون والكتائبيون وسط ردود فعل غاضبة وعفوية، ودعوات الى النزول الى الشارع. وحصلت حالات اغماء. وخرج الجميل الأب من المستشفى في ظل صيحات بالدعوة الى النزول الى الشارع، فعدد شهداء العائلة في سبيل القضية ولبنان ومنهم شقيقه بشير وابنة شقيقه مايا و"اليوم بيار استشهد في سبيل قضية وكل ما أطلبه من محبي بيار ان يحافظوا على القضية". وأضاف:"لا نريد التصرف في شكل غرائزي... لا نريد تدنيس هذه الشهادة بانفعالات وأعمال غير مسؤولة، وأتمنى ان تكون الليلة ليلة صلاة وان نفكر في معنى الشهادة وكيف يمكننا ان نحمي هذا البلد ولا نريد الانتقام". وعند انتهائه من كلامه وصل رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط الى المستشفى وسط صيحات من أنصار الجميل والكتائب:"انزلوا معنا الى الشارع بدنا ننزل على الشارع...". وقال جنبلاط:"يريدون بأي ثمن الفتنة الداخلية، وكما استنكرنا سلمياً وديموقراطياً منذ حاولوا اغتيال مروان حمادة الى اغتيال جبران تويني، في هذا اليوم الحزين لن ندعهم ينالون من الوحدة الداخلية. ايانا واياكم ان تنجروا الى المشاعر التي تؤدي الى الفتنة الداخلية". وأكد ان"المحكمة آتية لا محالة". وشهدت باحة المستشفى ومحيطه هتافات ضد الرئيس لحود وسورية و"حزب الله"، فسعى قادة الكتائب الى التهدئة، فيما نزل الجيش الى المنطقة وانتشر بكثافة في بيروت وضواحيها، بعدما شهدت الطرقات هلعاً وازدحاماً، وحصلت حوادث. وذكرت مصادر أمنية ان تبادلاً لاطلاق النار حصل امام منفذية"الحزب السوري القومي الاجتماعي"في بكفيا، مسقط آل الجميل، فحضرت قوة من الجيش وضبطت الوضع وقام الذين احتشدوا امام مبنى المنفذية بتكسير سيارات تعود لأعضاء من الحزب القومي. وفي بيروت أفيد عن اطلاق نار تعرض له مكتب وزير الشؤون البرلمانية ميشال فرعون العضو في كتلة"المستقبل"النيابية. وأشعل مناصرو الكتائب اطارات امام بيت الكتائب المركزي في الصيفي وسط بيروت. وقال الرئيس لحود في كلمة متلفزة معزياً بالشهيد ان"من ارتكب هذه الجريمة يعمل ضمن المؤامرة التي بدأت باستشهاد الرئيس رفيق الحريري وأقول للبنانيين ان الوقت هو لتوحدهم والطريقة الوحيدة للخروج من المؤامرة هي ان نجلس معاً في أسرع وقت ممكن". ونعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجميل مؤكداً"انها جريمة في حق لبنان بكل جهاته وطوائفه وفئاته ومذاهبه"، واتخذ صفة الادعاء على المجرمين. ورأى ان عائلته لن تمكن المجرمين من دفع لبنان الى الخراب. كما نعى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الوزير بيار الجميل بعد اعلانه الحداد الرسمي 3 ايام، وقال السنيورة في كلمة وجهها الى اللبنانيين، بعد اجتماعه مع الوزراء وقادة الاجهزة الامنية في السرايا الحكومية:"شهيد جديد يسقط على الطريق الى الحقيقة، على مذبح إقرار المحكمة الدولية، لكن القتل لن يرهبنا ولن نترك للقتلة المجرمين ان يتحكموا بمصير لبنان". واستدرك:"آن الاوان ليتوحد اللبنانيون من حول هذه المحكمة، وأدعو كل اللبنانيين الى التبصر بمصير وطنهم ومستقبل بلادهم. والى الوحدة والتماسك". وعقد تحالف قوى 14 آذار اجتماعاً لأقطابه ليل امس حضره الرئيس السنيورة في بيت الكتائب المركزي للبحث في الخطوات التي سيتخذونها، بدءاً من تشييع الشهيد الجميل، في ظل الانقسام السياسي الذي تعيشه البلاد. وكانت اتهامات قوى 14 آذار للنظام السوري بالجريمة سبقت الاجتماع ومنهم النائب وائل أبو فاعور والنائب الياس عطاالله والنائب باسم السبع الذي قال ان نظام بشار الأسد يريد اغتيال المحكمة الدولية بالقدر الذي وعدنا فيه بجهنم تسقط على لبنان اذا خرجت القوات السورية من لبنان. وقال ان اصبع الاتهام يشير الى مجرم واحد. وبالعلاقة مع الازمة السياسية الراهنة في البلاد قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض"انهم انتقلوا الى تعطيل الثلثين داخل الحكومة"، في اشارة منها الى ان اغتيال الجميل يخفض عدد الاكثرية في الحكومة من 17، من اصل 24 بوجود 6 وزراء مستقيلين من المعارضة ووزير مستقيل لم تقبل استقالته من قوى 14 آذار هو حسن السبع الى 16 وزيراً أي الثلثين فقط، ما يعني انه اذا فقدت الحكومة وزيراً آخر بعد الجميل، تفقد القدرة دستورياً على الاجتماع لأن الدستور يلزم بنصاب الثلثين لتجتمع. وكررت مصادر في الأكثرية القول امس ان"وزراء تعرضوا لتهديدات قبل اجتماع مجلس الوزراء في 13 الجاري لإقرار مشروع المحكمة الدولية وطُلب منهم ألا يحضروا الجلسة كي لا يتأمن نصابها". من جهة ثانية، قالت مصادر نيابية مطلعة على موقف الرئيس بري الذي كانت الاكثرية والتحركات الخارجية تلح عليه ان يلعب دوراً توفيقياً، ان التحرك في الشارع الذي كان"حزب الله"قرره مع حلفائه قريباً قد توقف بعد حصول الجريمة. وأضافت هذه المصادر انه قبل عملية الاغتيال بساعات جرت اتصالات، تمهد لمعاودة البحث في مخارج لمطلب المعارضة قيام حكومة وحدة وطنية والحصول على الثلث المعطّل في الحكومة، فأُنهيت القطيعة بين بري والسنيورة في اتصال جرى بينهما. وكان يفترض بالنائب جنبلاط ان يلتقي السابعة مساء امس مع الرئيس بري من اجل مواصلة البحث عن مخارج للتأزم السياسي لكن اغتيال الجميل أدى الى انشغال جنبلاط في اجتماع اقطاب الاكثرية ليلا. لكن مصادر بري قالت انه سيواصل اتصالاته خلال الساعات المقبلة، في محاولة منه لإحداث كوة في جدار التصلب السياسي الذي كان قائماً قبل الاغتيال، وخوفاً من حصول تشدد اكثر بعد حصوله. "حزب الله" ومن أبرز الادانات التي صدرت، اعلان"حزب الله"اضافة الى كتلة الوفاء للمقاومة انهما يدينان الجريمة. ودعا الحزب الى التوقف ملياً عند هذا الحدث الخطير وابعاده وخلفياته وأهدافه. وأضاف:"الذين اتركبوا الجريمة يريدون دفع لبنان الى الفوضى والضياع والحرب الاهلية ويريدون قطع الطريق على أي معالجات سلمية وسياسية وديموقراطية للأزمات القائمة في البلاد...". وأكد"حزب الله"ان"طبيعة الاستهداف والاسلوب والتوقيت والمكان كلها امور تثير العديد من الشبهات الكبيرة وتدعو الى التدقيق والتأمل بما حصل قبل اتخاذ المواقف او الانجرار الى ردود الافعال التي ستكون على حساب الوطن وتحقق اهداف القتلة". وتوجه الحزب بالعزاء الى الرئيس الجميل والعائلة. وقال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع:"سقط القناع. وقد يقولون لماذا تسارعون الى توجيه الاتهام. هناك امور واضحة... انها مسألة المحكمة الدولية وبأي ثمن يريدون عرقلتها". ودعا نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر اللبنانيين الى ان يتركوا خلافاتهم جانباً ويتكاتفوا لترسيخ الاستقرار والسلم الاهلي. ما تجمع عن الجريمة وعلى رغم انه لم تتوافر حتى ساعة متقدمة ليل امس أي معلومات رسمية تتعلق بتفاصيل الجريمة التي استهدفت النائب والوزير بيار أمين الجميل، علمت"الحياة"من مصادر أمنية رسمية وأخرى سياسية وحزبية ان الجريمة نفذت بعد دقائق على خروجه من مقر لحزب الكتائب في منطقة مار مطانيوس في نيوجديدة، كان افتتح اخيراً. وفي التفاصيل ان الجميل كان يقود سيارته بنفسه وهي من نوع"KIA"فضية اللون، تحمل لوحة مستأجرة ومعه اثنان من مرافقيه، وان الجميل لاحظ ان سيارة جيب من نوع"هوندا"سوداء تلاحقه، فحاول التهرب منها لكن سائقها اصطدم بسيارته. وكان في داخل السيارة ثلاثة مسلحين اضافة الى سائقها، وأطلق من فيها النار من رشاشات مزودة كواتم للصوت. وتابعت المصادر ان احد مرافقي الجميل حاول ان يشهر مسدسه في وجههم، لكن احدهم ترجل من الهوندا واقترب من الجميل وأخذ يطلق النار بكثافة باتجاه الاخير وأحد مرافقيه، ويدعى سمير شرتوني الملقب بالعصفور، الذي أصيب اصابات خطرة وفارق الحياة. وتأكد من خلال المعلومات الأولية ان سائق ال"هوندا"ومن معه صعدوا الى السيارة وفروا، وتبين من التحقيقات الاولية انها تحمل لوحة مستأجرة لكنها مزورة. كما تردد ان دراجة نارية وجدت قرب مكان الجريمة، وان صاحبها ركنها بعدما انقلبت، ولم يعرف هل كان على علاقة بالمجرمين، وانه مكلف بمراقبة الجميل منذ لحظة خروجه من بيت الكتائب. وأفاد شهود ان الجميل فارق الحياة فوراً وهو أمام مقود سيارته، وانه بقي في داخلها حوالى الربع ساعة من دون ان يتجرأ المارة او الذين كانوا موجودين في مكان الجريمة، على الاقتراب من السيارة. وتفيد المعلومات الطبية والامنية الاولية ان احد مرافقي الجميل تولى نقله الى مستشفى مار يوسف في الدورة، وتردد ايضاً ان مدنيين اصيبا باطلاق النار، وان اصابتهما طفيفة. كما تبين ان المجرمين اطلقوا عشرين طلقة على الجميل، معظمها أصاب الجزء العلوي منه، وان ثلاث طلقات استقرت في الرأس والرقبة خصوصاً ان عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عثرت فور وصولها الى مكان الجريمة على اربع وعشرين طلقة فارغة. وأفادت رواية اخرى ان الجميل أدرك ان سيارة ال"هوندا"تلاحقه وأنه حاول ان يتجاوزها لكن سائقها تجاوزه وتوقف فجأة امام سيارته وهي مستأجرة، وتحمل لوحة غير لوحتها الرسمية، وزجاجها مغطى باللون الأسود. واصطدمت سيارة الجميل بسيارة الهوندا من الخلف، ونزل من الأخيرة احد الجناة وكان يجلس في المقعد الخلفي في السيارة واقترب فجأة من الجميل الذي يقود سيارته وشهر رشاشه المزود كاتماً للصوت وأطلق منه 24 طلقة، 20 منها أصابت الجميل مباشرة والبقية استقرت في جسم مرافقه سمير شرتوني الذي توفي، كما أصيب مدني يتلقى العلاج في مستشفى مار يوسف، واعتبر الشاهد الوحيد على الجريمة. وبحسب هذه الرواية، كان الجناة ثلاثة بمن فيهم سائق السيارة وفروا فيها بعد الجريمة، لكن أحداً لم يؤكد ما تردد عن وجود دراجة نارية في مكان الجريمة. وفرضت حراسة مشددة على الجريح في مستشفى مار يوسف، فيما باشر القضاء الاستماع الى عدد من الأشخاص للوقوف على كيفية حصول الجريمة ولمعرفة هل تعرّفوا الى منفذي الجريمة، لا سيما ان سيارتهم أصيبت بأضرار بالغة نتيجة اصطدام سيارة الجميل بها من الخلف. حملة استنكار ودان الرئيس الأميركي جورج بوش الاغتيال، داعياً إلى إجراء تحقيق وافٍ. وشدد على أن التحقيقات لا بد من"أن تتعرف على هؤلاء الناس والقوى التي تقف وراء القتل". واعتبر أن سورية وإيران تحاولان"تقويض الاستقرار والحكومة المنتخبة ديموقراطياً في لبنان". وقال:"نحن ندعم حكومة السنيورة وديموقراطيتها، ورغبة الشعب اللبناني في العيش بسلام، وجهودهم للدفاع عن ديموقراطيتهم ضد محاولات سورية وإيران وحلفائهما لإشاعة عدم الاستقرار والعنف في هذا البلد المهم". وأضاف:"أؤمن بقوة أن على مجلس الأمن أن يتحرك اليوم، وعلى وجوب ان يرفض العالم الحر، من أجل السلام، من يطوقون الديموقراطيات الفتية ويقتلون باسم ايديولوجية الكراهية التي يعتنقونها". وندد الاتحاد الأوروبي بالحادث"باستخدام أشد العبارات قوة، الاغتيال الوحشي الذي يأتي في سياق سياسي شديد التوتر في لبنان"، مؤكداً"مساندته غير المحدودة للحكومة الشرعية"في لبنان. وفي لندن، أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن إدانته"الشديدة"للاغتيال. وقال في مؤتمر صحافي:"ندين هذا الاغتيال بأشد العبارات. إنه غير مبرر". ورأى أنه يفترض القيام بكل ما هو ممكن لحماية الديموقراطية في لبنان ورئيس وزرائه، مضيفاً أنه يجب إجراء تحقيق مفصل لمعرفة ملابسات العملية. ودان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية الاغتيال، داعياً اللبنانيين إلى"نبذ الاغتيالات والدعوة إلى طاولة الحوار". وحذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من أن"التصعيد الراهن في لبنان قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها"، معرباً عن أمله في أن"تسود الحكمة في هذا الظرف الحساس، وأن يتحمل الجميع مسؤولياتهم في التصدي لمخاطر الفتنة ومنع الانقسام والفرقة". ودعا الرئيس المصري حسني مبارك الأطراف اللبنانية كافة إلى أن"تتحاور بدل أن تتقاتل حتى لا يضيع لبنان". وقال:"ندعو الأطراف اللبنانية كافة إلى أن تتحاور لمصلحة لبنان، ولا نظل مجزئين ونختلف ... بدل أن نتقاتل حتى لا يضيع لبنان". وأضاف:"نحن مع أي مبادرة تؤدي إلى السلام في لبنان". مجلس الامن والمحكمة وفي نيويورك، انتهت في تمام السادسة مساء بالتوقيت المحلي المهلة التي حددها المجلس في اطار اجراء"الموافقة الصامتة"لإبداء اي دولة عضو اعتراضها على مشروع رسالة رئيس المجلس الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والتي تدعوه الى"متابعة الخطوات النهائية لإتمام الاتفاق مع الحكومة اللبنانية حول المحكمة ذات الطابع الدولي بالانسجام مع دستور لبنان". وأعرب انان في بيان للناطق باسمه ستيفان دوجاريك عن"صدمته لاغتيال الجميل الذي كان شديد الإيمان بلبنان موحد ومستقل وديموقراطي". ودان بشدة هذه الجريمة وبعث بتعازيه الى عائلة الجميل والى حكومة لبنان. واضاف"ارتكبت هذه الجريمة بدم بارد بعد يوم واحد من دراسة مجلس الأمن التقرير حول انشاء المحكمة الخاصة بلبنان". وأكد ان"أعمالاً ارهابية كهذه تقوض استقرار لبنان وهي غير مقبولة ولا مكان لها في مجتمع حر وديموقراطي. يجب تطبيق العدالة على مرتكبي هجوم اليوم أمس والمحرضين عليه للتأكد من عدم افلاتهم من العقاب". ودعا انان"الأطراف اللبنانيين كافة الى الحفاظ على الوحدة الوطنية في هذه اللحظة الحاسمة".