اعلن التيار الصدري ان المحادثات بين زعيمه مقتدى الصدر ووفد "الائتلاف العراقي الموحد" في النجف أمس لم تنته الى اتفاق على عودة التيار الى الحكومة والبرلمان بسبب الخلاف على جدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق، وحذّر من ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً على رئيس الوزراء نوري المالكي لاقصاء التيار الصدري وعزله عن العملية السياسية، فيما تحدث"حزب الفضيلة"عن معلومات تشير الى توجهات اميركية لضرب التيار الصدري، ودعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني كتلة ا"لائتلاف العراقي الموحد"الى"حل خلافاتها وتوحيد موقفها امام التحديات التي تمر بها البلاد". وقال القيادي في التيار الصدري ثامر عبد الأمير ل"الحياة"ان"المالكي رفض طلباً اميركياً لإبعاد التيار عن الحكومة والبرلمان"، فيما أعلن القيادي ابو فراس المطيري انه تم خلال المحادثات بين وفد"الائتلاف"ومقتدى الصدر"الاتفاق على مجمل المطالب التي قدمناها، ما عدا طلباً واحداً هو جدولة خروج قوات الاحتلال". واضاف"سيبحث هذا الطلب خلال اللقاءات التي ستعقد في الايام المقبلة". وكشف النائب عن"حزب الفضيلة"باسم شريف عن"معلومات تشير الى توجهات اميركية على الصعيدين السياسي والعسكري لضرب التيار الصدري من خلال اتفاق بعض الحركات الشيعية والسنية والكردية على تشكيل تحالف سياسي يستبعد منه الصدر"، و"مخطط آخر لضرب التيار عسكرياً إما بشكل مباشر من جانب القوات الاميركية او من خلال دفع قوات حكومية للقيام بهذه المهمة". وكشف ان وفد"الائتلاف"حمل الى الصدر"ورقة عمل تتضمن آلية توفيقية بين مطالبه للعودة وموقف الحكومة في ما يخص جدولة انسحاب قوات الاحتلال"، موضحاً وجود"اقتراح بأن يتم وضع جدولين متزامنين لانسحاب القوات الاجنبية وبناء القوات المسلحة ... فضلاً عن اقتراحين لتحسين آخرين اداء الحكومة في قطاع الخدمات: الاول دعم وتعزيز ميزانيات المحافظات للمشاريع الخدمية والاخر تعديل وزاري مهم يمنح زخما اضافيا للخدمات". وترأس وفد"الائتلاف"الذي اجتمع بمقتدى الصدر نائب رئيس البرلمان العراقي خالد العطية من كتلة المستقلين وضم 3 قياديين في"حزب الدعوة"الذي ينتمي اليه المالكي، وهم حيدر العبادي وعبدالكريم العنزي وعلي الأديب، بالاضافة الى ممثلين عن"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"و"منظمة بدر"و"حزب الفضيلة". وكان الوفد زار قبل ذلك آية الله السيستاني قبل لقائه الصدر. وقال العبادي ان مطالب التيار الصدري"تتمثل بضرورة وحدة الائتلاف العراقي الموحد والاسراع بتسلم الملف الامني من جانب الحكومة العراقية وجدولة خروج قوات الاحتلال". واضاف ان"الامور تسير باتجاه الحل. والاخوة في التيار الصدري سيعودون خلال الايام القليلة القادمة". وأضاف ان الوفد"ناقش مع السيستاني قضية عودة التيار الصدري الى العملية السياسية، وشدد على ضرورة حضور الجميع في ميدان العمل السياسي وتحمل المسؤولية كاملة في دعم الحكومة وانجاحها بأي شكل من الاشكال" وأضاف ان السيستاني شدد على"وحدة العراق ورص الصفوف داخل الائتلاف ... لمصلحة الشعب العراقي". ونفى العبادي الاخبار التي ترددت عن"انذار التيار الصدري بحل جيش المهدي خلال شهر". وكان التيار الصدري انسحب من الحكومة والبرلمان العراقيين نهاية الشهر الماضي احتجاجاً على اجتماع المالكي مع الرئيس جورج بوش في عمان. من جهة أخرى، توقع العنزي"عودة التيار الصدري خلال الايام القليلة القادمة"الى الحكومة والبرلمان. ورداً على سؤال عن وجود"مخطط اميركي"لضرب التيار الصدري قال العنزي:"نحن لا نعلم مدى جدية هذه الامور، ولكن التيار الصدري من التيارات المهمة، ولا نرضى له ان يضعف". واشار الى ان مشاركة التيار من عدمها"شأن عراقي، ولا نسمح للآخرين بالتدخل فيه، كما لا نقبل بأي ضربة توجه الى اي مكون وطني عامل على الساحة". ونقل الاديب عن السيستاني ان"رأيه بتشكيل جبهات متعددة سلبي. ونحن بدورنا لا نؤيد مثل هذه التكتلات"في اشارة الى المشاورات التي جرت على مدى الاسابيع الاخيرة في بغداد بتشجيع من الولاياتالمتحدة لتشكيل جبهة سياسية جديدة يستبعد منها التيار الصدري، فيما قال العنزي ان السيستاني"اكد وحدة الكلمة وضرورة ان يكون الائتلاف متماسكا"في اشارة الى رفضه اقصاء التيار الصدري. وكان حامد الخفاف، الناطق باسم مكتب السيستاني، نفي الجمعة تأييد المرجع الشيعي لأي تحالف جديد، وقال:"كل ما تناقلته وسائل الإعلام عن دعم السيد علي السيستاني للتحالفات الجديدة أمر غير صحيح".