ساد الهدوء قطاع غزة امس بعد مواجهات عنيفة فجرا بين مقاتلين من حركة "حماس" ومسلحين من عائلة فلسطينية اسفرت عن مقتل مدني، في وقت جرح اربعة مدنيين في تبادل لاطلاق النار عندما حاول مسلحون من حركة "فتح" منع تجمع لحركة "حماس" في نابلس شمال الضفة الغربية. في غضون ذلك، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ضرورة ضبط النفس والجاهزية للحوار، وقال للصحافيين بعد صلاة الجمعة في مسجد قرب منزله في مخيم الشاطىء في غزة:"نؤكد ضرورة ضبط النفس لحفظ الجبهة الداخلية الفلسطينية والعمل على استمرار التوافق الداخلي". وفي رده على دعوة الرئيس محمود عباس لمواصلة الحوار من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، قال هنية:"نحن جاهزون للشروع بالحوار حالا لتشكيل حكومة وحدة على اساس شروط فلسطينية". وفي ما يتعلق بدعوة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لاستضافة لقاء بين عباس وهنية، قال:"لم نتلق دعوة". وصرح السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري امس بأن زيارة عباس لعمان التي كانت متوقعة غدا، أُرجئت الى موعد لم يحدد بعد بسبب احتفالات عيد الميلاد. وقال ان"عباس حريص على حضور احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم، وهو امر معتاد منذ ايام الرئيس الراحل ياسر عرفات"و"هذا سيؤخر مجيء الرئيس عباس، وحتى الآن ليس هناك موعد محدد للزيارة". في غضون ذلك، ساد الهدوء مدينة غزة بعد مواجهات عنيفة اندلعت فجرا في حي الصبرة غرب المدينة بين مسلحين من عائلة فلسطينية من جهة، وعناصر من"كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة"حماس"وافراد من"القوة التنفيذية"التابعة لوزارة الداخلية من جهة اخرى. واسفرت المواجهات التي جرت في الحي الذي يعيش فيه وزير خارجية"حماس"محمود الزهار، عن سقوط مدني هو ايمن الجرجاوي 35 عاما الذي تصادف وجوده في المنطقة اثناء اندلاع المواجهات. وذكر مصدر طبي ان شابا اصيب بالرصاص جراء المواجهات المسلحة التي استخدمت فيها اسلحة رشاشة وقذائف، ونقل الجريح الى مستشفى الشفاء للعلاج. اطلاق نار على بيت الزهار واكد شهود ان مسلحين اطلقوا النار على منزل الزهار خلال المواجهات، فيما اكد ناطق باسم وزارة الخارجية ان"احدا لم يصب بأذى"من عائلة الزهار. وقال شهود ان عائلة دغمش التي قتل اثنان من افرادها خلال مواجهات مع"حماس"صباح الاربعاء وكانا يتبعان لجهاز الامن الوقائي الفلسطيني وينتميان الى حركة"فتح"، خطفت ليل الخميس - الجمعة احد عناصر"كتائب القسام". وذكر مراسل وكالة"فرانس برس"ان المواجهات المسلحة اندلعت بعد منتصف الليل، وسمعت رشقات نارية بأسلحة رشاشة وانفجارات لاكثر من ساعة. وذكر مصدر امني ان اعيرة نارية سقطت في المنطقة القريبة من مقر الرئاسة غرب غزة من دون ان تسجل اصابات. واطلقت عناصر من الحرس الرئاسي رشقات من الرصاص في الهواء من دون ان تتدخل في هذه المواجهات. وفي نابلس شمال الضفة، جرح 4 مدنيين فلسطينيين في تبادل لاطلاق النار بين انصار"حماس"و"فتح". وقالت مصادر امنية وطبية ان الاشتباك وقع عندما حاولت عناصر من"كتائب شهداء الاقصى"التابعة ل"فتح"، منع انصار"حماس"من التجمع للاحتفال بالذكرى التاسعة عشرة لتأسيس حركتهم. وقال مسؤول من"فتح"لوكالة"رويترز"ان ناشطي"حماس"اختاروا ان ينظموا هذا الحشد رغم اتفاق سابق بتأجيله. وأضاف:"التوتر كان موجودا. والآن الجانبان يطلقان النار على بعضهما البعض". ووقعت هذه الاشتباكات الجديدة في وقت بدا ان وقف اطلاق النار الذي اعلنته السلطة الفلسطينية لم يطبق بالكامل منذ 48 ساعة. وكان عباس وهنية اعلنا مساء الثلثاء البدء بتطبيق"وقف شامل وكامل"لاطلاق النار في غزة بعد مواجهات بين"فتح"و"حماس"اوقعت 14 قتيلا منذ السبت.