سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سقوط قتيلين و 30 جريحا في مواجهات قطعتها الدعوات الى الهدوء ... و "حماس" تتمسك برفض الانتخابات مهما كان الثمن غزة أسيرة الاشتباكات ومساع مصرية لتطويق الأزمة
بعد يوم طويل من الاشتباكات المسلحة والدامية في الاراضي الفلسطينية امس، انحسرت المواجهات بين انصار حركتي "فتح" و"حماس" مساء في اعقاب وساطتين مصرية ومن فصائل فلسطينية. وعلم ان الوفد الامني المصري المقيم في غزة بذل جهودا لنزع فتيل الازمة المتفاقمة، في وقت اعلنت منظمة المؤتمر الاسلامي ان وفدا من المنظمة برئاسة امينها العام اكمل الدين احسان اوغلو سيصل الى رام الله غدا للمساهمة في وضع حد للتوتر. في غضون ذلك، قدمت الجبهتان"الشعبية"و"الديموقراطية"وحركة"الجهاد الاسلامي"مبادرة من اربع نقاط تتضمن وقف الاشتباكات المسلحة فورا، وسحب المسلحين من الطرفين من الشوارع، ووقف حملات التحريض السياسي والاعلامي، والعودة الى طاولة المفاوضات. وقال مصدر في"الشعبية"ل"الحياة"ان"حماس"وافقت على المبادرة، متوقعا ان توافق"فتح"ايضا عليها وان تنجح الفصائل الثلاثة في جمع الحركتين للمرة الاولى بعد اكثر من ثلاثة اسابيع من توقف المشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية. راجع ص 3 و4 وكان التوتر بلغ اشده في الاراضي الفلسطينية امس غداة دعوة الرئيس محمود عباس الى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، اذ حثت"فتح"و"حماس"الخطى نحو تأجيج الاقتتال الداخلي من خلال سلسلة من الحوادث وعمليات اطلاق النار استهدفت احداها مكتب الرئاسة في غزة، فيما استهدفت اخرى موكب وزير الخارجية محمود الزهار، في ظل اشتباكات مسلحة شبه متواصلة طوال النهار اسفرت عن مقتل ضابط من حرس الرئاسة وشابة وجرح 30 آخرين من رجال الامن والمواطنين الذين خرجوا في مسيرات في جباليا ورام الله وجنين تعبيرا عن تأييدهم للانتخابات المبكرة، في وقت اعلنت فيه"فتح"حال الاستنفار القصوى. "فتح":"حماس"تخوّن الشعب وتواصل السجال امس في شأن الدعوة الى انتخابات مبكرة، واعلنت"حماس"انها لن تسمح بتنظيمها ب"أي ثمن"، متهمة"فتح"بأنها شرعت في مرحلة"تصفية الحكومة جسدياً بعدما فشلت في اسقاطها، تمهيداً للعودة الى السلطة". وهاجم رئيس الحكومة اسماعيل هنية الرئيس عباس ووصف الدعوة لتنظيم الانتخابات بأنها"غير دستورية ومن شأنها احداث ارباك واسع في الساحة الفلسطينية"، في وقت اتهم الناطق باسم وزارة الداخلية خالد أبو هلال"جهات مأجورة ومشبوهة تخدم الاحتلال بارتكاب جرائم القتل والتدمير الاخيرة". وفي سياق التراشق الاعلامي والسياسي بين الطرفين، اتهم عضو المجلس الثوري لحركة"فتح"النائب محمد دحلان حكومة هنية بأنها"تخوّن"الشعب الفلسطيني، وقال في مهرجان تأييد لعباس نظمته"كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية ل"فتح"في جنين شمال الضفة الغربية، ان الرئيس اتخذ قرارا"بتوحيد الاجنحة العسكرية لفتح، وبدأ ذلك في غزة، والآن في الضفة". من جانبها، التزمت اسرائيل الصمت ازاء الوضع الفلسطيني، لكنها فتحت اذاعاتها منبرا لتراشق التهم بين"فتح"و"حماس". رغم ذلك، لم تخف ان خطاب عباس"دراماتيكي وخطوة ايجابية نحو تغيير وجه السلطة"، في وقت صادقت على ادخال اسلحة لقوات الرئيس من الاردن ومصر. في غضون ذلك، بدت مدينة غزة امس مثل مدينة في زمن الحرب، اذ انتشر مسلحون من كل من"فتح"و"حماس"في الشوارع، في حين وسع الحرس الرئاسي المربع الامني المحيط بمنزل عباس ومكتبه ومقر الضيافة ونصبوا الحواجز واغلقوا الشوارع المؤدية اليه، كما احتلوا مقري وزارتي الزراعة والنقل والمواصلات، في خطوة تعكس اصرارا على الاستمرار في التصعيد وصولا الى تنظيم الانتخابات. وامتنع المواطنون عن الخروج من منازلهم، وسارع آخرون لاحضار أبنائهم من المدارس، في حين ظل ازيز الرصاص سيد الموقف طوال الوقت بعدما تحولت بعض المناطق الى ثكنات ومواقع عسكرية. وكان موكب الزهار تعرض اثناء خروجه من مبنى الوزارة متوجهاً الى مقر مجلس الوزراء للمشاركة في جلسة عقدها المجلس امس للبحث في تداعيات خطاب عباس. وجاء اطلاق النار على موكب الزهار بعد ساعات على خطاب عباس واطلاق القيادي في"كتائب الاقصى"التابعة لحركة"فتح"جون مصلح تهديدات اول من امس باغتيال هنية والزهار ووزير الداخلية سعيد صيام في حال اعتدت"حماس"على القيادي في الحركة محمد دحلان. واعلنت"فتح"في بيان امس"حال الاستنفار القصوى"في المواقع المختلفة لمواجهة"عملية الانقلاب الدموي المبرمج"ل"حماس". وفي احدث حلقة من سلسلة اعمال العنف امس، سقطت الفتاة هبة مصبح 19 عاما بعدما اصيبت بعيار ناري في رأسها اثناء مرورها في المنطقة الواقعة غرب غزة التي شهدت امس اشتباكات وصدامات مسلحة عنيفة. وبعد ساعات قليلة من مقتلها، اطلق مسلحون مجهولون قذيفتي هاون في اتجاه مكتب الرئيس عباس المنتدى على شاطئ غزة، ما اسفر عن جرح خمسة من افراد الحرس الرئاسي الموجودين بكثافة في المكان الذي لم تصبه القذيفتان، علما ان الرئيس عباس موجود حاليا في مدينة رام الله وينوي القدوم الى غزة غداً، حسبما قالت مصادر مطلعة ل"الحياة". كما قتل الضابط في الحرس الرئاسي اسماعيل محمود 22 عاما فجرا في هجوم نفذه مسلحون مجهولون على موقع لتدريب قوات حرس الرئاسة جنوبغزة. واتهمت"فتح"حركة"حماس"بالمسؤولية عن مقتله واصابة خمسة من رفاقه، الا ان الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم نفى هذه الاتهامات جملة وتفصيلا. في المقابل، اعتقلت قوات حرس الرئاسة احد عناصر"حماس"اثناء خروجه من مسجد الامين محمد المقابل لمنزل الرئيس عباس، فيما قالت"القوة التنفيذية"التابعة لوزراة الداخلية ان قوات حرس الرئاسية اطلقت النار في اتجاه احد مواقعها في حي الشيخ رضوان في غزة.