تواصل الادارة الأميركية جهودها لاحتواء التدهور الأمني في العراق بانتظار توصيات"مجموعة الدراسات حول العراق"التي يتوقع انها ستدعو الى سحب القوات الاميركية المحاربة من هذا البلد بحلول العام 2008 مع ابقاء جنود للتدريب والدعم. وفيما حضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الدول العربية على دعم الحكومة العراقية أعلن رئيسها نوري المالكي ان القوات العراقية ستكون جاهزة لتولي الشؤون الامنية في البلاد في حزيران يونيو 2007، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت انه من"غير الحكمة"تحديد موعد لانسحاب القوات الاجنبية من العراق. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"عن مصادر مطلعة أمس ان مجموعة الدراسات المستقلة حول العراق ستدعو في توصياتها الى سحب القوات الاميركية المحاربة من العراق مع حلول العام 2008 مع ابقاء جنود للتدريب والدعم، لكنها أشارت الى ان الموعد ليس حازماً لكنه هدف يستند الى الظروف الميدانية. وذكرت ان الوثيقة تدعو الى الحاق جنود اميركيين مباشرة بوحدات الامن العراقية اعتبارا من كانون الثاني يناير لتحسين فاعليتها. وكانت صحيفة"نيويورك تايمز"افادت الخميس بان المجموعة ستوصي بسحب 15 لواء مقاتلا في العراق مع ابقاء 70 الفا او اكثر من المدربين الاميركيين والخبراء اللوجستيين وعناصر قوة تدخل سريع. وستكشف المجموعة، التي تضم عشرة اعضاء ويشارك في رئاستها وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي لي هاملتون في 6 الشهر الجاري، عن توصياتها التي طال انتظارها. وفيما يعتقد ان تشكل توصيات هذه اللجنة فرصة كبرى للرئيس جورج بوش كي يعدل سياسته في وقت يتجه فيه العراق نحو الفوضى وتتصاعد المطالب لسحب القوات الاميركية، أعرب كبار البرلمانيين الديموقراطيين الاميركيين عن"نصف ارتياح"فقط لتقرير اللجنة، علماً بأن توصياتها غير ملزمة. وانتقد السناتور الديموقراطي كارل ليفن، الذي سيتولى الشهر المقبل رئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عدم تحديد اللجنة تاريخاً محدداً للبدء بسحب القوات، موضحاً ان"الاعلان عن موعد من شأنه ان يزيد من الضغوط على العراقيين كي يتوصلوا الى تسوية سياسية وهو امر اساسي لوضع حد للعنف الطائفية". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حضت الدول العربية المعتدلة على ايجاد سبل ملموسة لدعم حكومة العراق، محذرة من انهم لن يستطيعوا تحمل مغبة ان يفشل العراق. وقالت رايس للصحافيين بعد لقائها وزراء دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن في منتجع البحر الميت:"لمست قدرا كبيرا من الاهتمام بالخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لدعم حكومة المالكي"من دون توضيح ذلك، فيما قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان الوزراء العرب عبروا لرايس عن قلقهم بشأن العراق. واضاف:"يجب ان يكون هناك دعم للحكومة العراقية. والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة يتحمل مسؤولية هناك، ويجب على الدول العربية ان تظهر اهتماما بالدفاع عن استقرار العراق". من جهة أخرى، اعلنت رايس في مقابلات تلفزيونية الخميس ان الولاياتالمتحدة تنوي تقديم المزيد من المعدات للجيش العراقي كي يصبح قادرا على السيطرة على البلاد في اقرب وقت ممكن. واضافت:"سندرب ونجهز القوات المسلحة العراقية ... وستشهدون عملية تسريع ليس فقط في نقل السلطة الى العراقيين على بعض مناطق البلاد ... ولكن في بحث القدرات نفسها والرد على مقترحات وقلق العراقيين حول حاجاتهم". وفي مقابلة مع محطة"سي بي اس"، قالت رايس ان القسم الاكبر من المحادثات بين بوش والمالكي تركز على تقرير مشترك حول المسألة وضعه قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي وسفير الولاياتالمتحدة في بغداد زلماي خليل زاد ومستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي. وحسب محطة"فوكس"سيحصل المالكي من الآن وصاعداً من الولاياتالمتحدة على اسلحة خفيفة ومركبات ومدرعات ومروحيات. وامتنعت رايس عن تأكيد هذه المعلومات. وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن بعد محادثاته مع الرئيس الأميركي في عمان ان القوات العراقية ستكون جاهزة لتولي الشؤون الامنية في البلاد في حزيران 2007". في غضون ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، على هامش اعمال"منتدى المستقبل"الدولي الذي يعقد في الاردن لنشر الاصلاح في الشرق الاوسط، انه من"غير الحكمة"تحديد موعد لانسحاب القوات الاجنبية من العراق. وقالت ان لندن تدعم حكومة المالكي و"قدرته"على السيطرة على الامن والسياسة. في غضون ذلك، غادرت آخر مفرزة ايطالية العراق أمس في ختام عملية انتشار بدأت في حزيران يونيو 2003 تخللتها خسارة 29 جندياً. وقال الميجور تشارلي بيربردج ان"آخر الايطاليين غادروا الى الكويت متوجهين الى ايطاليا"مشيرا الى ان"الجنود الايطاليين كانوا اوقفوا مشاركتهم كليا في العمليات العسكرية قبل ستة اسابيع".