أفادت معلومات أن حكومة توني بلير ستعلن الأسبوع المقبل ارسال تعزيزات إلى العراق، قوامها ثلاثة آلاف جندي، ضمن "استراتيجية" تمهد للانسحاب، بتسريع تدريب الجنود العراقيين. وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد اعتبر أن 30 حزيران يونيو المقبل، موعد نقل السلطة، لا يشكل "موعداً سحرياً" لسحب القوات الأميركية. ولم يستبعد "عودة العراق إلى الفوضى" بعد ذلك التاريخ، فيما أيدت غالبية الايطاليين سحب القوات الايطالية آخر الشهر المقبل. كشفت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أمس أن لندن ستعلن الأسبوع المقبل ارسال ثلاثة آلاف جندي اضافي إلى العراق، لتثبيت الأمن قبل تسليم السلطة إلى حكومة عراقية انتقالية في 30 حزيران. وأضافت ان رئيس الوزراء توني بلير الذي يتعرض لمزيد من الانتقادات في حزبه بسبب المسألة العراقية، سيبرر ارسال التعزيزات بجزء من "استراتيجية" لمغادرة العراق، تقضي بتسريع تدريب الجنود العراقيين قبل أن يتسلموا مهماتهم نهاية حزيران. وأعلن بلير في أنقرة أول من أمس أن القوات البريطانية ستبقى في العراق حتى "انهاء العمل"، مشيراً إلى أنه لن يستسلم للانتقادات التي تتعرض لإدارة "التحالف" الوضع في ذلك البلد. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية أنه لم يتخذ بعد قرار نهائي بارسال قوات إضافية، علماً أن للوزارة 7900 جندي في جنوبالعراق. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الاثنين قرار سحب 3600 جندي أميركي من كوريا الجنوبية، لنقلهم لمدة سنة إلى العراق، وهو أول خفض للقوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية منذ مطلع التسعينات من القرن العشرين. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره التركي طيب رجب اردوغان، عقداه في أنقرة، قال بلير إن بريطانيا ستبقي قوات في العراق "إلى أن يتمتع بالديموقراطية والاستقرار. لدينا الإرادة، وسنواصل العمل حتى انجازه". وسُئل عن موقفه من الانتقادات التي تؤكد أنه بدأ يفقد السيطرة على الوضع في العراق، وداخل حزبه، فقال: "واجب أي مسؤول عندما يواجه صعوبات هو ألا يتهرب منها، بل ان يواجهها ويتجاوزها". رامسفيلد وكان وزير الدفاع الاميركي أكد ليل الاثنين ان 30 حزيران لا يشكل "موعداً سحرياً" لانسحاب القوات الاميركية من العراق. وتابع في كلمة القاها في نادي "مؤسسة التراث" في واشنطن: "انه ليس موعداً سحرياً، وقواتنا لن تعود على الفور الى الولاياتالمتحدة في 30 حزيران ولن تنشأ بالتأكيد دولة عراقية قوية ابتداء من هذا التاريخ، تحت انظار العالم المذهولة". ونبّه الى ان "الرجال والنساء الذين ستقع على عاتقهم مهمة قيادة العراق الجديد، سيواجهون طريقاً شائكاً". وختم بأن الاميركيين "لن يسمحوا للإرهابيين ورموز النظام السابق بتحديد 25 مليون عراقي". وفي روما افاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس صحيفة "ريبوبليكا" القريبة من المعارضة ان ستة ايطاليين من كل عشرة يؤيدون انسحاباً للقوة الايطالية من العراق بحلول موعد 30 حزيران. وأجاب 61 في المئة ممن شملهم الاستطلاع الهاتفي الاثنين الذي شهد مقتل اول جندي ايطالي في مواجهات بنعم على السؤال "هل تؤيدون سحب الجنود بحلول 30 حزيران؟". والاسبوع الماضي كانت نسبة الاجابة بنعم على هذا السؤال نفسه 52 في المئة مقابل 36 في المئة أبدوا موافقتهم على بقاء ايطاليا الى جانب الولاياتالمتحدةوبريطانيا، في حين لم يبد 12 في المئة رأياً محدداً. وبعد مقتل الجندي الشاب ماتيو فانسان 23 سنة في الناصرية الاثنين انخفض الى الربع 26 في المئة عدد الراغبين في استمرار المهمة الايطالية. ونشرت نتائج الاستطلاع الذي اجراه معهد اوريسكو على عينة من الف ومئة شخص عشية توجه رئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني الى الولاياتالمتحدة لمناقشة موضوع العراق مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والرئيس الاميركي جورج بوش. يذكر أن وزير الخارجية الهولندي بن بوت أعلن ليل الاثنين أن بلاده تنوي ابقاء كتيبتها في العراق، لكنه ربط ذلك بصدور "قرار جيد" عن مجلس الأمن قريباً. وأعلن عن الأمل بأن يحدد القرار وضع القوة المتعددة الجنسية في العراق، واجراءات استمرار العملية السياسية ودور الأممالمتحدة.