وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الاحد إلى شمال العراق في زيارة مفاجئة لتقديم الدعم للحكومة العراقية كما افاد مراسل وكالة (فرانس برس). وقالت رايس لمجموعة من ثلاثة صحافيين يرافقونها في هذه الزيارة «كنت اتطلع منذ فترة لفرصة المجيء إلى العراق». واضافت «لكنني اردت القيام بها بعد تشكيل حكومة جديدة». وتقوم رايس بزيارتها الأولى إلى العراق بصفتها وزيرة للخارجية الاميركية وهي اول مسؤول اميركي بهذا المستوى يزور العراق منذ تشكيل الحكومة العراقية في وقت سابق هذا الشهر. ووصلت رايس إلى اربيل في كردستان العراق (شمال) على متن طائرة عسكرية من طراز «سي-17» قادمة من قطر وقالت رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع الجعفري اثر لقائهما في بغداد «اننا نشعر بالاعجاب للطريقة التي يقود بها البلاد». واضافت «اني اثق بالقيادة التي يظهرها القادة العراقيون في التزامهم خدمة الشعب العراقي»، داعية الى التحلي بالصبر في سبيل حل المشاكل التي تواجهها البلاد بعد اكثر من سنتين على سقوط نظام صدام حسين. وقالت رايس «ان العراق ينهض من الكابوس والتسلط ليصل الى الحرية». وتمحورت المحادثات بين رايس والجعفري حول مسائل عدة ابرزها تعزيز قدرات القوى المسلحة العراقية ومشاركة الشيعة والسنة والاكراد في العملية السياسية في العراق. واقر الجعفري بوجود ضعف على مستوى التمثيل السني في اللجنة البرلمانية المكلفة صياغة الدستور، وتعهد بالسعي الى ايجاد حل لهذه المشكلة. وقال «سنسعى الى ايجاد سبل تعزز مشاركة السنة». وعلى الرغم من اشادتها «بالتقدم» الذي حققته القوى العراقية المسلحة، الا ان رايس رفضت تحديد موعد لانسحاب القوة الاميركية من العراق وعديدها 138 الف عسكري. وقالت رايس «سنبقى في العراق الى ان يصبح قادرا على الدفاع عن نفسه». وقد غادرت واشنطن وسط سرية تامة وابلغ عدد قليل من مساعديها فقط بالرحلة. وتوجهت رايس على الفور ضمن سرب من مروحيات بلاكهوك بمواكبة مروحيات اباتشي إلى صلاح الدين قرب اربيل للقاء الزعيم الكردي مسعود بارزاني. وبعد محادثاتهما عقدت رايس وبارزاني مؤتمرا صحافيا مشتركا اكدا فيه الالتزامات في سبيل انبثاق عراق حر وديموقراطي. وعبرت رايس عن ثقتها في تمكن العراقيين من الالتزام بموعد 15 اب - اغسطس لصياغة دستور جديد وقالت انه من الضروري ابقاء «زخم» العملية السياسية. وقالت رايس انها تريد الاطلاع على الوضع الامني في العراق والعملية السياسية والجهود العراقية لتطوير البنى التحتية والاقتصاد لمعرفة «كيف يمكن ان نطابق اولوياتنا مع اولوياتهم». وعبرت عن قلقها ازاء ضعف مشاركة الاقلية السنية في اللجنة البرلمانية المكلفة صياغة الدستور والتي تهيمن عليها غالبية شيعية حيث انها تضم سنيان فقط من اصل 55 عضوا. وتابعت رايس «اعتقد انه امر اود ان ابحثه مع القيادة وكيف يمكنهم ضمان مشاركة كل العراقيين في هذه العملية وبينهم السنة». واوضحت «من المهم فعلا ان يشعر العراقيون بانهم ممثلون في هذه اللجنة». واعتبرت رايس ان موجة العنف التي اودت بحياة 400 مدني منذ نهاية نيسان - ابريل هي محاولة من المتمردين لافشال العملية السياسية والرد على الحملة الواسعة النطاق التي اطلقتها ضدهم قوات الامن العراقية. لكنها اكدت انه إلى جانب الوسائل العسكرية فان الاصلاحات الديموقراطية ستهزم المتمردين. وقالت «لهزمهم، يجب ان يتواجد بديل سياسي» مضيفة ان العراقيين «سيضطرون الآن لتكثيف جهودهم للاثبات ان العملية السياسية هي الرد للشعب العراقي». واكدت رايس ايضا ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي سيتوليان رعاية مؤتمر دولي حول العراق في حزيران - يونيو لدرس سبل مساعدة العراق وخصوصا في مجال الخبرات المادية والتقنية.