استهلت كوريا الشمالية الجولة الجديدة من المحادثات السداسية التي تهدف الى تفكيك برنامجها النووي والتي استؤنفت في بكين أمس بعد اكثر من سنة من تجميدها، بتقديم شرط جديد شمل المطالبة برفع العقوبات المالية الأميركية وتلك التي أصدرها مجلس الأمن اثر تنفيذها تجربتها النووية الأولى في التاسع من تشرين الأول أكتوبر الماضي قبل مناقشة أي اتفاق. وقال مصدر مشارك في المفاوضات:"أصر الكوريون الشماليون على ان المحادثات حول تطبيق اتفاق أيلول سبتمبر 2005 الذي وافقوا فيه على تفكيك برنامجهم النووي في مقابل نيل مساعدات اقتصادية وضمانات أمنية، لن تحصل، إلا إذا رفعت واشنطنوالأممالمتحدة العقوبات مسبقاً". وشددت بيونغيانغ حتى الآن على رفع العقوبات الأميركية المفروضة على أرصدة لشركاتها في مصرف ماكاو، من دون أن تشترط رفع العقوبات التي اقرها مجلس الأمن بتأييد حليفتها بكين في 14 تشرين الأول الماضي. وأشار المصدر ذاته إلى أن الكوريين الشماليين قالوا انهم"سيتخذون كل الإجراءات لتعزيز قوتهم النووية الرادعة، طالما يخضعون للعقوبات والضغوط". وأفاد مصدر كوري جنوبي أن اجتماعاً قد يعقد في هذا الشأن اليوم بين وفد خاص من وزارة الخزانة الأميركية والوفد الكوري الشمالي، علماً ان واشنطن كانت أكدت رغبتها في إجراء هذا اللقاء. ووصف المصدر ذاته الخط المتشدد للشمال بأنه"موقف تفاوضي متوقع"، مشيراً إلى انهم سيصبحون"اكثر واقعية"مع تقدم المفاوضات. وأعلن المصدر أن رئيس الوفد الكوري الشمالي كيم كاي غوان طلب خلال الجلسة أن تتحوّل مسألة نزع سلاحها النووي إلى منتدى يهدف أيضاً إلى نزع السلاح النووي للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الوفد الأميركي وصف الطلب الكوري الشمالي بأنه"غير مقبول". واعتبر الطلب الكوري الشمالي"لنزع متبادل"للسلاح النووي غير جديد، لكنها المرة الأولى التي يثير فيها رئيس وفدها هذا الموضوع في المحادثات السداسية. وخصصت الجلسة الأولى بعد استئناف المحادثات السداسية لاستعراض الوضع الحالي، ما كشف الخلافات المعهودة بين موقف الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية الذي يدعو إلى تفكيك بيونغيانغ منشآتها قبل تطبيع العلاقات وتقديم مساعدات, وموقف كوريا الشمالية الذي يطالب بضمانات قبل التخلي عن الطموحات النووية، وهو أمر غير مطروح حالياً بل تعزيز تسوية المسألة النووية عبر المفاوضات السلمية، وإيجاد الوسيلة المناسبة لتطبيق اتفاق أيلول 2005 وتحقيق تقدّم"مادي"في المحادثات. وأوضح وو داوي، نائب وزير الخارجية الصيني أن الجلسة ركّزت على كيفية تطبيق الاتفاق المشترك الذي وقع في أيلول 2005، انطلاقاً من مبدأ"العمل مقابل العمل"، مشيراً إلى أن القضايا التي ستناقشها الوفود وتعالجها"معقدة وعميقة". هيل ورداً على"اللائحة الشاملة"التي عرضتها كوريا الشمالية التي تضمنت ايضاً حصولها على مفاعل نووي يعمل بالمياه الخفيفة، اعتبر كريستوفر هيل، كبير المفاوضين الأميركيين، ان صبر بلاده إزاء رفض كوريا الشمالية التخلي عن أسلحتها النووية بدأ ينفد. وقال:"لحقت أضرار كثيرة بالمحادثات السداسية, وحصل تأخير كبير فيها بعدما انطلقت قبل ثلاث سنوات، وربما تخطى صبرنا المطالب الدولية بالتريث وبلغ أقصى حدوده". وكان هيل حذر لدى وصوله الى بكين أول من أمس، من انه يجب ان تثبت كوريا الشمالية التزامها بنزع الأسلحة النووية"، مؤكداً ان الدولة الشيوعية عند مفترق طرق وتحتاج الى تقديم تنازلات. وفي طوكيو، أعلن وزير الدفاع الياباني فوميو كويما ان كوريا الشمالية باتت تمثل اكبر تهديد لبلاده"التي تشعر بالقلق"في ظل صعوبة التنبؤ بسلوكها". وشبه كوريا الشمالية باليابان في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية"اذ تمثل تهديداً، ولا نعرف الخطوة التالية التي ستقدم عليها". وقال كيوما الذي تولى منصبه في أيلول الماضي:"تملك دول كثيرة بينها روسيا والصين أسلحة نووية، لكن هذه الدول قادرة على اتخاذ قرارات منطقية ولذلك يمكننا أن نشعر باطمئنان بدرجة معينة". وأضاف:"نتساءل إذا كان الردع سيفلح مع كوريا الشمالية التي تشعرنا بعدم الارتياح". وفي نيويورك, دعا فيتيت مونتاربورن مقرر الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية بيونغيانغ إلى تخصيص مواردها من اجل تأمين الطعام لسكانها الذين يعانون من سوء التغذية بدلاً من أن توظفها في تعزيز ترسانتها النووية.