عقد الأميركيون والكوريون الشماليون لقاء ثنائياً في بكين للمرة الثالثة أمس، للبحث في وسائل نزع أسلحة بيونغيانغ النووية وشروط ذلك، في حين أشارت الصين إلى"وجود صعوبات كثيرة"في المحادثات المستمرة منذ مطلع الأسبوع الحالي. وأعلن الناطق باسم الوفد الصيني كين غانغ أن الأطراف المشاركة في المحادثات الصين والكوريتان واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة، ما زالت تسعى للتوصل إلى أرضية مشتركة. ورأى أن"من السابق لأوانه الحديث عن تقدم أو فشل". واعترف مسؤول أميركي بأن"خلافات جوهرية"لا تزال قائمة مع بيونغيانغ بشأن نزع أسلحتها النووية على رغم إعلانها استعدادها للتخلي عن تلك الأسلحة في مقابل تطبيع علاقاتها مع واشنطن. وتوقع مصدر أميركي عقد لقاء ثنائي رابع اليوم. ونقلت وكالة أنباء"انترفاكس"الروسية عن مصدر كوري شمالي، قوله ان الوفد الاميركي بقيادة مساعد وزيرة الخارجية كريستوفر هيل، عرض مشروع اتفاق يقضي بإجراء تفتيش دولي للمنشآت النووية الكورية الشمالية في ايلول سبتمبر 2005. يذكر ان الجولات الثلاث السابقة من المحادثات في آب اغسطس 2003 وشباط فبراير وحزيران يونيو 2004، لم تؤد الى حل الازمة التي اندلعت في 2002 مع إعلان بيونغيانغ استئناف برنامجها النووي، وبالتالي لم يحرز اي تقدم في اتجاه نزع الاسلحة. وكانت واشنطن التي تتهم نظام الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل بانتهاك معاهدة ثنائية موقعة في 1994، تقضي بإرسال شحنات من النفط الى بيونغيانغ، مما ادى الى وقف تلك الشحنات في كانون الاول ديسمبر 2002 ، وانسحاب بيونغيانغ لاحقاً من معاهدة الحد من الانتشار النووي. لقاءات واستقبل نائب وزير الخارجية الصيني داي بينغو حول مائدة الغداء امس، رؤساء الوفود المشاركة في المحادثات السداسية. ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة عنه قوله ان"كل الوفود جاءت الى المحادثات بحسن نية، اي لاحراز تقدم". وتحرص بكين على ان تسمح هذه الجولة الرابعة من المحادثات باحراز تقدم نحو نزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، بعد 13 شهراً من التوقف، اثر فشل الجولات الثلاث الاولى من المفاوضات التي أجريت في العاصمة الصينية. وأعرب وزير الدولة الصيني تانغ جياشوان من واشنطن عن أمله في أن"تتقدم"المحادثات"وتثمر نتائج جوهرية". وفي واشنطن، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض مجدداً ان بيونغيانغ ستتخلى عن كل برامجها النووية، في حين اعتبر مسؤول اميركي كبير في بكين ان مسألة تخصيب اليورانيوم ينبغي ألا تحول دون التقدم نحو اتفاق. ويسبب وجود برنامج سري لتخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية كما أعلنت الولاياتالمتحدة في 2002، أزمة مستمرة منذ ثلاثة أعوام. إلا أن بيونغيانغ رفضت حتى الآن الاعتراف بأنها تواصل مثل هذا البرنامج. وأبدت كوريا الشمالية في مستهل المحادثات استعدادها للتخلي عن أسلحتها النووية في مقابل تطبيع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، رافضة في الوقت نفسه مرة أخرى، اقتراحاً أميركياً يعود إلى حزيران الماضي، ويطلب منها أن تنزع أسلحتها أولاً. وقال مبعوث الولاياتالمتحدة الى المباحثات السداسية كريستوفر هيل اول من امس:"تحدثنا عن اقتراح حزيران وتطرقنا الى امكان تحقيقه على مراحل عدة". من جهة أخرى لم يحدد أي موعد لانتهاء المحادثات. وقال رئيس وفد سيول سونغ سو-مين:"لا نعرف في الوقف الراهن ما إذا كانت ستتواصل الاسبوع المقبل أو لا.