تشهد الاستثمارات العربية في المغرب حركة نشطة قدّرتها الجهات الرسمية ببلايين الدولارات هذه السنة، مستفيدة من زيادة الطلب على التمويلات الخارجية، لبناء مئات آلاف المنازل والمساكن وعشرات المدن الجديدة، وحاجة المستثمرين العرب إلى تنويع مشاريعهم، في منطقة قريبة من الأسواق الأوروبية، إضافة إلى رغبة الرباط في استقبال عشرة ملايين سائح، وهي تحتاج إلى استثمارات لبناء الفنادق والقرى السياحية، لا تقل عن سبعة بلايين دولار. وصرحت مصادر مالية ل"الحياة"، ان ما لا يقل عن 10 شركات استثمار عربية كبيرة، شرعت في تنفيذ خططها في المغرب، أو وقعت اتفاقات تفاهم لأجل ذلك، غالبيتها من دول الخليج العربي، ومعظمها في قطاعات العقارات والسياحة والبناء. وأشارت المصادر إلى ان المناخ الاقتصادي المغربي، بات يجذب تلك الاستثمارات بفعل العائد الربحي من جهة، وبرامج الإصلاحات، التي طاولت القطاعات التي تخلت عنها الدولة إلى القطاع الخاص. وتساهم تلك الشركات في التغلب على العجز المسجل في قطاع الإسكان، المقدر بأكثر من مليون وحدة، ويقدر العجز السنوي بحوالى 40 ألف. وتوقع المسؤول ان يشهد عام 2007 زيادة في تدفق الاستثمارات العربية والأوروبية والأميركية باتجاه بلاده، مستبعداً وجود منافسة بين الشرق والغرب على المغرب، لافتاً إلى"ان الاستثمار الأجنبي في شكل عام، يركز على المناطق التي تكون فيها معايير الجدوى اكبر من غيرها"، مشيراً إلى ان التوجه على المدى المتوسط، هو تحويل المغرب إلى سوق صاعدة وجاذبة لرؤوس الأموال، على غرار الهند والبرازيل وروسيا والصين، وتسخير اتفاقات المناطق الحرة مع أوروبا والولايات المتحدة، للتحول إلى قاعدة لإعادة التصدير. ويلاحظ المراقبون، انه في حين تتجه الاستثمارات الأوروبية والأميركية إلى قطاع تصنيع أجزاء السيارات وكابلات الطائرات ورقائق الكومبيوتر، و"الافشورينغ"في الاتصالات الحديثة، تفضل الشركات العربية قطاعات العقار والسياحة وخدمات الترفيه. والأسبوع الماضي، وقعت خمس شركات عربية اتفاقات لمشاريع عقارية وسياحية في المغرب، قيمتها بلايين الدولارات، تعتزم تنفيذها مجموعة"أجيال"، و"الصندوق الكويتي للتنمية"، و"القدرة العقارية"الإماراتية، و"ريل كابتا"البحرينية 400 مليون يورو، و"صوميد"الإماراتية - المغربية ، و"الديار"القطرية، إضافة إلى استعداد شركات سعودية للتوسع في السوق المغربية، منها "الخزامة"،"الراجحي"، و"الدمان ديفلوبمنت"، وأخرى عُمانية تدرس فرص الاستثمار المتاحة في المغرب. واجتمع مسؤولو تلك الشركات، مع الحكومة المغربية، قبل توقيع عقود الأعمال. وتشير المصادر الى ان الملك محمد السادس يتابع عن كثب تلك المشاريع، وبعضها تم انتقاؤه خلال زيارات الملك السابقة إلى بعض دول الخليج العربي. وكانت شركتا"اعمار"و"دبي"الإماراتيتان سباقتين إلى دخول المغرب مطلع السنة الحالية، واستثمرتا اكثر من 12 بليون دولار في الرباط والدار البيضاء ومراكش، ما فتح شهية شركات أخرى عربية وأوروبية دخلت السوق المغربية السنة الحالية، ما رفع أسعار العقار إلى الضعف في بعض المدن.