قدر خبراء متخصصون في قطاع النفط والغاز في منطقة الخليج، حجم استثمارات المنطقة في صناعة البتروكيماويات بأكثر من 50 بليون دولار خلال السنوات القليلة المقبلة. وكشفوا، خلال مشاركتهم في المؤتمر الخليجي الأول لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات الذي بدأت أعماله في دبي أمس وتستمر يومين، عن أن هذه الاستثمارات ستغطي أكثر من عشرة مشاريع ضخمة يتراوح رأسمال كل منها بين ثلاثة وأربعة بلايين دولار، وتستحوذ السعودية على نصفها تقريباً. وقال نائب الرئيس التنفيذي لپ"الشركة السعودية للصناعات الأساسية"سابك ورئيس مجلس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات محمد الماضي، ان كل المؤشرات تؤكد فرص نمو كبيرة ومتعددة للقطاع، خصوصاً في مجال الاثيلين الذي سترتفع طاقاته الانتاجية بنسبة 30 في المئة، بينما ستزيد طاقة الايثانول بنسبة 50 في المئة. واعتبر منطقة الخليج على رأس قائمة الدول التي تمتلك طاقات كبيرة في قطاع البتروكيماويات. وأوضح أن المعضلة التي تواجه هذه الصناعة هي الزيادة في تكاليف المشاريع الجديدة، والندرة في شركات المقاولات المنفذة لها، ما تسبب في تأجيل بعض المشاريع، مشيراً إلى تأجيل أحد المشاريع في قطر. وتشير تقارير الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات الى أن دول مجلس التعاون الخليجي ستنتج أكثر من 60 مليون طن متري من البتروكيماويات في 2007، كما تتمتع دول منطقة الخليج العربي بأهمية استراتيجية في قطاع البتروكيماويات والكيماويات العالمي. وتوقع الاتحاد نمو هذه القطاعات في المنطقة بنسبة 13 في المئة مع حلول العام 2010. وأفاد الاتحاد بأن المنطقة تتجه في شكل متزايد لتصبح مركز ثقل صناعة الكيماويات العالمية. كما يتوقع أن تصل صادرات الخليج إلى 50 مليون طن في العام 2008، مع تفوق منطقة الخليج على مناطق أخرى لتوافر المواد وأحدث التقنيات وموقع المنطقة الجغرافي الاستراتيجي، وتوفر سيولة كبيرة لتمويل المشاريع في هذه الاسواق، ما يعطيها خصائص تنافسية، كما تقدم تكاليف مخفضة نسبياً في البناء واليد العاملة اضافة إلى حوافز ضريبية سخية للشركاء الأجانب. وقال الرئيس التنفيذي لشركة ايكويت للبتروكيماويات في الكويت، ونائب رئيس الاتحاد حمد التركي ان منطقة الشرق الأوسط أصبحت أكبر مستقبل لتمويل المشاريع في العالم وفقاً لاحدث التقارير الاقتصادية، مشيراً الى ان اجمالي قروض تمويل المشاريع في العالم بلغ 98.5 بليون دولار في النصف الأول من العام الحالي، وخصصت 33 بليون دولار منها للمشاريع المقدمة في الشرق الأوسط. وناقش المؤتمر الأول للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات جيبكا في يومه الأول أمس، الحاجة العالمية للمنتجات البتروكيماوية، والأمور ذات الصلة بزيادة رأس المال لتوسيع الأعمال من خلال الاعتمادات المصرفية وأسواق المال، ومواضيع الشحن اللوجستية والتحديات ومواضيع العرض والطلب على الغاز والموارد في منطقة الخليج ودور شركات النفط الوطنية في تطوير قطاع البتروكيماويات في المنطقة وإدارة المهارات. كما شدد المشاركون على أن المنطقة تتجه في شكل متزايد لتصبح مركز ثقل صناعي. وقال الأمين العام للاتحاد عبدالله بن زيد الحقباني ان المؤتمر شهد تجاوباً منقطع النظير بحضور 430 مشاركاً، وتميزت جلسات النقاش بطرحها مواضيع مهمة جداً، تعود بالنفع على جميع المشاركين. وأشار إلى أن أهمية القطاع تتطلب الاستماع إلى وجهات النظر والخبرات لتحقيق النتائج المرجوة، في ما يعد بداية قوية لعمل الاتحاد. بينما قال محمد الماضي إن تأسيس الاتحاد جاء بهدف ايجاد منظمة تضم كل المصنعين ليصبح صوتهم واحداً في كل المؤتمرات الدولية. وتضم قائمة أعضاء الاتحاد المؤسسين أسماء بارزة هي"سابك"وشركة"ايكويت"للبتروكيماويات الكويتية، و"شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات"البحرينية وپ"شركة صناعات الكيماويات البترولية"الكويتية، وپ"شركة قطر للبتروكيماويات المحدودة"وپ"شركة قطر للفينيل المحدودة"وپ"شركة التصنيع الوطنية"تصنيع السعودية، وپ"شركة أبو ظبي للدائن البلاستيكية المحدودة"بروج. ويهدف الأعضاء إلى جمع الموارد بهدف تعزيز دور المنطقة بشكل فاعل في الحضور الدولي بجميع المسائل المتعلقة بقطاع البتروكيماويات والكيماويات، ما يعزز من التعاون الاقليمي في شكل يضمن النمو الاستراتيجي المستمر.