كشف الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، عن «نمو قطاع البتروكيماويات في منطقة الخليج العربي بنسبة 3.7 في المئة خلال عام 2016، لتصل طاقته الإنتاجية إلى 150 مليون طن. وبذلك تقدم عن المعدل العالمي للصناعة البالغ 2.2 في المئة، استناداً إلى تقرير «المراجعة السنوية لأداء قطاع البتروكيماويات في الخليج العربي»، الذي يشكل جزءاً من التقرير السنوي للاتحاد. وعزا هذا النمو في شكل رئيس الى «دور الطاقات الإنتاجية الجديدة التي أضافتها المملكة العربية السعودية والتي تعدّ المنتج الأكبر للبتروكيماويات في المنطقة، والدولة الوحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تمكنت من تحقيق نمو في إنتاجها العام الماضي». إذ بلغت الطاقة الإنتاجية للمملكة «99.1 مليون طن، وتمثل ما نسبته 66 في المئة من إنتاج البتروكيماويات خليجياً». وكشف التقرير عن «تراجع في نسب نمو هذه الصناعة في منطقة الخليج العربي عام 2016، بعدما نمت بنسبة 5 في المئة خلال 2015، ما يعود جزئياً إلى الغموض في أسواق النفط والاقتصاد العالمي». من جهة أخرى، تشير المشاريع التحويلية في المنطقة إلى نمو إيجابي على المدى المتوسط، وتشمل المشروع المشترك لشركة «صدارة» للكيماويات البالغة قيمته 20 بليون دولار، بين «أرامكو السعودية» و«داو كيميكال»، ومصنع شركة «كيميا» للمطاط الصناعي التابع لشركتي «سابك» و«إكسون موبيل للكيماويات»، إضافة إلى توجه الصناعة نحو إنتاج المواد الكيماوية المتخصصة، المنتجة بكميات أقل، لكنها ذات قيمة مضافة عالية مقارنة بالبتروكيماويات السلعية. وتطرق التقرير إلى «نسبة استغلال الطاقة الإنتاجية للصناعات البتروكيماوية في دول مجلس التعاون، التي تجاوزت عام 2016 ما نسبته 90 في المئة من الطاقات التصميمية. فيما بلغ المعدّل للصناعة العالمية نحو 78 في المئة. وقال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) عبد الوهاب السعدون: «يستمر قطاع البتروكيماويات في النمو في شكل جيد على مستوى المنطقة، نتيجة تبني تقنيات جديدة وبناء شراكات استراتيجية أفضل، والتعامل بذكاء مع حال الغموض التي يشهدها الاقتصاد العالمي». وأعلن أن المنطقة «ماضية في الاستثمار في شكل جوهري في تشغيل المصانع الجديدة، وتعزيز كفاءة المجمعات الصناعية لتعزيز تنافسية الصناعة الخليجية عالمياً». ويُذكر أن تبني الصناعة مبادرات للتوسع في الاستثمار وتعزيز قدرات الابتكار المحلية، «يساهم في خلق فرص عمل جديدة ورفع معدل القيمة المضافة للموارد الهيدروكربونية في دول الخليج. وتأتي نتائج عام 2016 لتعكس ديناميكية ومرونة الصناعة في المنطقة». ولا يزال أداء صناعة البتروكيمياوات في المنطقة معتمداً على عوامل مرتبطة بأسعار خامات النفط ومنتجات الطاقة، إضافة إلى التقنيات المتقدمة لرفع معدلات الإنتاجية وتطوير روابط بالزبائن والمعرفة المسبقة بتوجهات الأسواق الإقليمية والعالمية. وشهد عام 2016 الإعلان عن مشاريع بقيمة 13 بليون دولار في المنطقة، والمتوقع أن تدخل حيّز الإنتاج بين عامي 2020 و2024، وتضيف 8 ملايين طن إلى الطاقة الإنتاجية، وتساهم في خلق ما يقارب 4 آلاف فرصة عمل جديدة. وعلى مستوى العالم، توسّع إنتاج الكيماويات في أميركا الشمالية بنسبة 1.1 في المئة في 2016، بتراجع عن نسبة النمو المسجلة في 2015. وفي أوروبا الغربية سجل إنتاج الكيماويات نمواً معتدلاً بنسبة واحد في المئة في 2016، بتراجع حاد عن مستويات 2015. ويُعتبر انخفاض النمو في أوروبا الأكبر مقارنةً ببقية العالم، على رغم أن مصانع إنتاج الكيماويات في أوروبا استفادت من تدني أسعار النفط مقارنة بمنافسيها من الشركات الأميركية التي تعتمد في إنتاجها على الغاز.