قالت مصادر سورية ل "الحياة" امس ان وفدين من الكونغرس سيزوران دمشق الاسبوع المقبل للبحث في العلاقات السورية - الاميركية بعد صدور تقرير "مجموعة البحث الخاصة بالعراق"، في وقت أكدت دمشق استعدادها ل "حوار بناء ومحدد الأهداف" مع واشنطن. ومن المقرر ان يزور السيناتور الديموقراطي، مرشح الرئاسة السابق جون كيري، والسيناتور كريستوفر داد سورية الثلثاء والاربعاء المقبلين، على ان يقوم الرئيس المقبل للجنة المال في الكونغرس السيناتور الجمهوري آلان سبكتر بزيارة لدمشق في 25 الجاري. وطلب الوفدان لقاء الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم، علماً ان الرئيس السوري سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين ظهر الثلثاء المقبل، قبل استكمال المحادثات على مأدبة غداء. ومن المقرر ان يتوجه الأسد اليوم الى اليمن فالامارات قبل وصوله الى موسكو مساء الاثنين. وكان الاسد التقى اول من امس السيناتور بيل نلسون الذي سيشغل عضوية لجنة الاستخبارات، وبحث معه في الاوضاع في العراق والأراضي الفلسطينية ولبنان، وذلك في أول زيارة لسيناتور أميركي منذ زيارة كيري في كانون الثاني يناير العام 2005. وتزامنت زيارة أعضاء الكونغرس مع توجه القائم بأعمال السفارة الاميركية مايكل كوربون أول من أمس الى واشنطن لاجراء"استشارات"مع حكومته في شأن السياسة الاميركية تجاه دمشق. وقالت مصادر رسمية سورية ل"الحياة"امس ان دمشق"تطالب بحوار بناء ومحدد الاهداف مع واشنطن، لأن الحوار يجب ألا يكون من أجل الحوار فحسب، بل من اجل تحقيق نتائج"، مشيرة الى وجود"مصالح مشتركة بين موقف دمشق وما تعلنه اميركا تتمثل في تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط وتحقيق الاستقرار في المنطقة"، قبل ان تشير الى ان تقرير بيكر - هاملتون"ايجابي بهذا المعنى لأنه تحدث عن دور دول الجوار في تحقيق الاستقرار في العراق وعن السلام الشامل". وجاء في دراسة أعدها محللون رسميون ان هناك جهات اميركية"تعتقد ان الحوار مع سورية نكسة كبيرة للسياسة التي دأب المحافظون الجدد على ترسيخها منذ تسلمهم زمام الامور، لذلك فإنهم يسعون اليوم الى تشويه الموقف الرسمي السوري"، مع اشارة السوريين الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت"تلقى تطمينات مباشرة من بوش باستبعاد توصيات بيكر - هاملتون في ما يخص جوهرية النزاع في الشرق الاوسط". لكن المحللين قالوا في دراسة أطلعت"الحياة"عليها"ان موقف ادارة بوش من توصيات اللجنة ليس نهائياً، وهو قابل للتبدل وفق معطيات الظروف الضاغطة على الادارة داخل اميركا والعراق، اذ تعتقد اوساط اميركية ذات صدقية ودراية ان من الممكن ان يتبلور لدى الادارة موقف مختلف بعد مباشرة الكونغرس الجديد مهماته بداية العام المقبل في ظل سيطرة الديموقراطيين عليه وفي ظل التراجع المتدرج والملموس لشعبية أفكار المحافظين الجدد".