قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان اتصالات تجري مع "مدير معهد بيكر للسياسات العامة" السفير الاسبق ادوارد دجيرجيان لعقد الجلسة الثالثة من الحوار السوري - الاميركي في بداية الشهر المقبل. واقترح دجيرجيان 25 الشهر الجاري موعدا للقاء مسؤولين وديبلوماسيين ورجال اعمال من البلدين لتبادل وجهات النظر حول عملية السلام والعراق والارهاب والعلاقات الثنائية. لكن مصادر مطلعة قالت ل"الحياة" ان "ارتباطات مسبقة لاعضاء الوفدين ادت الى العمل على عقد جلسة الحوار في بداية الشهر المقبل، على ان تكون المجموعة مصغرة لخوض مناقشات اكثر صراحة". وكانت الجلستان السابقتان اللتان عقدتا في جامعة رايس في هيوستن ودمشق ضمتا وزيرة المغتربين السورية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية وليد المعلم والسفير السوري المقترح الى واشنطن عماد مصطفى. وشارك من الجانب الاميركي مع دجيرجيان السيناتور ارلن سبكتر والسفير السابق في دمشق تيودور قطوف. ومن المقرر ان يؤدي عماد مصطفى اليمين الدستورية امام الرئيس بشار الاسد بعد موافقة الخارجية الاميركية على ترشيحه الى منصب سفير، على ان يلتقي الرئيس جورج بوش في الاسبوعين المقبلين. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول قال اول من أمس انه يعتزم في الاسابيع المقبلة استخدام بعض العقوبات الواردة في "قانون محاسبة سورية واستعادة السيادة اللبنانية" بعدما وقعه الرئيس بوش والكونغرس الاميركي في الأشهر الأخيرة. ويعطي القانون الرئيس بوش الحق في تجميد تنفيذه "خدمة للأمن القومي" الاميركي. ومن المقرر ان يتخذ قراراً في شأنه في ايار مايو المقبل. وحسب نص القانون، فان العقوبات المقترحة تشمل منع تصدير المواد والمعدات ذات الاستخدام المزدوج العسكري والمدني ومنع الاستثمارات الاميركية في سورية وتقييد تحركات الديبلوماسيين السوريين في اميركا، ومنع أي معاملات تجارية في اميركا تكون للحكومة السورية أي مصلحة فيها. وتزامن ذلك مع اعلان شركة "كونوكو فيليبس" ثالث أكبر شركة للنفط في الولاياتالمتحدة انهاء وجودها في سورية وإيران بعدما طلب مسؤولون في مدينة نيويورك من الشركة مراجعة علاقاتها مع هاتين الدولتين المدرجتين على القائمة الاميركية للدول الراعية ل"الارهاب". وكانت الشركة نفذت مع "شل" الهولندية - البريطانية اكبر مشروع للغاز في سورية بكلفة 420 مليون دولار اميركي، ما رفع الانتاج السوري من الغاز الى 22 مليون متر مكعب يوميا. ونقلت "رويترز" امس عن وليام تومسون المراقب المالي في مجلس مدينة نيويورك قوله يوم الثلثاء ان الشركة وافقت على عدم اقرار مشاريع في الدول ذات الحساسية الخاصة "ما لم تكن مقتنعة أن بإمكانها العمل في اطار قانوني وفي ظل روح القانون الاميركي". وقال تومسون ان الشركة قطعت صلاتها مع ايران وتعتزم وضع نهاية لعلاقاتها مع سورية في المستقبل، علماً ان متحدثاً باسم "كونوكو" قال امس ان هذا الاستثمار "بدأ عام 1999 بما يتفق مع القوانين الاميركية وبعلم حكومة الولاياتالمتحدة". وكان مسؤولون سوريون قالوا ان "قانون المحاسبة" سيضر الشركات الاميركية اكثر مما سيضر الاقتصاد السوري، لافتين الى وجود "شركات بديلة" عن أي شركة اميركية تنسحب من السوق السورية. وتشارك شركة "اوكسيدنتال" الاميركية مع شركتي "بتروكندا" الكندية و"بتروفاك" الاميركية - البريطانية في مناقصة لاستثمار أكبر مشروع للغاز في سورية بكلفة تتجاوز 750 مليون دولار اميركي. وقالت مصادر مطلعة ان الحكومة السورية "ستقرر خلال شهر اسم الشركة التي رست عليها المناقصة" التي شاركت فيها ايضا شركتا "سوميتو" اليابانية و"توتال - فينا - الف" الفرنسية.