مع اقتراب موعد انطلاق مسابقة "تخيّل" المعلوماتية في العاصمة الكورية الجنوبية سيول مطلع العام المقبل، أوضح شريف بيومي، مدير "مايكروسوفت" في البحرين، ل"الحياة"، بأن مسابقة "إيماجن كاب 2007" Imagine Cup "مسابقة تخيّل" المعلوماتية مفتوحة للجميع وفي اللغات كلها، بما فيها العربية. ولا يشمل التعدد اللغوي لغة البرمجة Programming التي تقتصر على الإنكليزية، أما في ما عدا ذلك فليس هناك من مانع من أن يتقدم المشترك بأي معلومات يود إضافتها باللغة العربية شرط أن يتمكن من توصيلها لأعضاء لجنة التحكيم. البرمجة المعلوماتية عمل فريق وبيّن أن الشباب العرب والخليجيين أثبتوا قدرتهم على التنافس في المسابقات العالمية للمعلوماتية. وضرب مثال مصر التي تمكّن المشاركون منها من الوصول إلى التصفيات النهائية التي أقيمت في الهند في العام الماضي، وإن لم يتمكنوا من الفوز. وتحدث عن حظوظ العرب بالفوز، التي رآها قوية. ورفض الادعاء القائل إن البرمجة هي عمل فردي، والعرب لا يبدعون كثيراً في عمل الفريق. وأعرب عن قناعته بأن هذا القول يتضمن مغالطتين: الأولى الطرح أن البرمجة هي عمل فردي بينما هي عمل يحتاج إلى الفريق لبناء البرنامج ثم مراجعته وتقويمه باستمرار. والخطأ الثاني القول إن العرب لا يحسنون العمل كفريق، وعلى العكس من ذلك فهم لديهم هذا الإمكان، والقول بغير ذلك هو إبخاس بحق العرب. وقال إنه يعتقد بأن المبرمجين الخليجيين في دول مثل البحرين والكويت وغيرهما لهم حظ كبير في الفوز. والمعلوم أن"مايكروسوفت"الخليج فتحت باب التسجيل أخيراً، للمرة الأولى، في مسابقة"إيماجن كاب 2007"أمام الطلاب من دولة البحرين وكذلك من الإمارات وقطر وعُمان والكويت، خلال إحدى فاعليات المعلوماتية في أبو ظبي. وتُنسّق نشاطات المسابقة بالتعاون مع"مركز التميّز للأبحاث التطبيقية والتدريب"CERT الذي يمثل الذراع التجارية لكليات التقنية العليا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ودعت"مايكروسوفت"الخليج المشاركين إلى تخيل عالمٍ تستطيع فيه التكنولوجيا تمكين المكفوفين من التغلب على العوائق التي تعترض حياتهم، وتتولى فيه الأجهزة النقالة مهمة ربط الأطباء بمرضاهم بشكل فاعل، كما تتاح فيه للطلاب إمكانات الاستكشاف والترابط والتفاعل بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. وكان أكثر من 65 ألف طالب من 100 دولة شاركوا في مسابقة"إيماجن كاب"لعام 2006. واستخدموا مهاراتهم ومواهبهم التكنولوجية في معالجة مثل تلك القضايا. وفي سنتها الخامسة، تواصل مسابقة"إيماجن كاب"، حفز الطلاب من مختلف أنحاء العالم على تخيّل عالم أفضل تقوده التكنولوجيا، يبتكرونه بمهاراتهم وإبداعاتهم. ويتنافس الطلاب من منطقة الخليج مع نظرائهم من الطلاب الموهوبين من مختلف أنحاء العالم، من خلال مشاركتهم في هذا الحدث الذي يقام تحت عنوان:"تخيل عالماً تتيح فيه التقنية تعليماً أفضل للجميع". وقال بيومي:"تُمثّل"إيماجن كاب"المسابقة الأولى عالمياً للطلاب في مجال التكنولوجيا، باعتبارهم الجيل المقبل من قادة التكنولوجيا والأعمال في العالم. ونعتقد بأن الطلبة في المنطقة لديهم الكثير مما يمكنهم المساهمة به في مجالي الابتكار والتكنولوجيا. إذ يضجون بالحماسة وروح الإبداع، ويقدمون لنا مؤشرات واضحة عن قدرة التكنولوجيا على إحداث تأثيرات مهمة في حياة البشر اليومية، وفي الطريقة التي يفكرون ويعملون ويتواصلون بها". وتتضمن المسابقة فئات تتدرج من تصميم البرمجيات وإعداد الأفلام القصيرة الى المسابقات التقنية المتعلقة بالخوارزميات والبرمجة. ومن المتوقع أن تمثّل أعمال الطلاب حلولاً حقيقية مهمة تعالج قضايا التعليم العالمية الملحة، وفي الوقت ذاته تتاح الفرصة أمام هؤلاء الطلاب للتنافس والفوز بجوائز مالية سخية. وفي المسابقة الراهنة، تدعو"مايكروسوفت"الشباب من المبرمجين والفنانين والتقنيين في مختلف أنحاء العالم، الى طرح أفكارهم ووضعها موضع التنفيذ. أما الفئات فموزعة كالآتي: الحلول التقنية: - تصميم البرمجيات: في هذه الفئة، ينشئ الطلاب حلولاً برمجية فاعلة ديناميكية وقوية باستخدام أدوات وتقنيات مايكروسوفت. ويُطلب من المتسابقين تقديم إبداعاتهم باستخدام بيئة التطوير، ضمن مبادرة"دوت نت"من مايكروسوفت. ويشمل ذلك وضع تصوّر عن التطبيقات التي يعتقدون بأنها تستطيع ان تُغيّر العالم للأفضل، ثم تقديم خطة عن مراحل بنائها واختبارها. - التطوير المُبَيّت: تتجه مختلف الأجهزة إلى أن تصبح أصغر وأكثر قابلية للتنقل، ويزداد تأثيرها في حياتنا اليومية. وفي هذا الفرع من المسابقة، يُطلب من الطلاب الذهاب لأبعد من تطبيقات سطح المكتب، لابتكار وبناء حلول برمجية وعتادية متكاملة باستخدام نظام"ويندوز سي إي"Windows CE المُخصّص للأجهزة الرقمية المحمولة، مثل الخليوي والمساعد الرقمي الشخصي. ويعمل فريق مكوّن من 3 إلى 4 متسابقين، إضافة إلى أستاذ جامعي مشرف، على بناء نموذج تجريبي لجهاز يمكنه المساعدة في حل مشاكل واقعية. - تطوير مواقع شبكية: أعادت الشبكة العالمية تحديد الكيفية التي يبحث بها الناس ويتعلمون، ما يفتح إمكانات جديدة أمام الجميع لاكتشاف مختلف الأفكار والحركات والموضوعات. ويشجع هذا الفرع الطلاب على استخدام الويب في تصميم مواقع شبكية تعليمية مبتكرة موجهة لزملائهم الطلاب، باستخدام تطبيقات من صنع شركة"مايكروسوفت"، للانتقال بتقنيات صنع المواقع الالكترونية إلى مستوى أعلى. مسابقات المهارات: - مشروع هوشيمي: رسومات كرتونية تمثل قصة البروفيسور هوشيمي الخيالية وفريقه المخلص من العلماء والمبرمجين الذين يشاركونه معركة البقاء على قيد الحياة. سيواجه المبرمجون هنا تحديات كبرى، ويتنافسون مباشرة ومن خلال الشبكة مع أناس من مختلف أنحاء العالم لمعرفة من يمكنه ابتكار أسرع برنامج لإنقاذ البروفيسور هوشيمي. تتطلب اللعبة مهارات في كتابة الشيفرة، ووضع الخوارزميات اللازمة لابتكار وتنفيذ إستراتيجية لعب متعددة اللاعبين. ويتم عرض النتائج آنياً في بيئة ثلاثية الأبعاد. - مسابقة تكنولوجيا المعلومات: في هذه الفئة، يطلب من الطلاب تطوير أنظمة معلوماتية وتنفيذها والإشراف عليها. ويُفترض أن تمتاز هذه الأنظمة بالكفاءة والقدرة على أداء الوظائف والقوة والأمن. ويحتاج الطلاب إلى إظهار كفاءتهم في علم الشبكات وقواعد البيانات ونُظُم خوادم الانترنت، إضافة إلى مجالات التحليل واتخاذ القرار في بيئات معلوماتية. - الخوارزميات: من خلال سلسلة من المسابقات الذهنية، ومسابقات كتابة الشيفرة، والألغاز الخوارزمية"يتوجب على الطلاب اكتشاف الخوارزميات الصحيحة وتنفيذها، في سبيل تحقيق إنجازات مهمة، مثل: فك شيفرة الجينوم البشري، وتوجيه الملايين من حزم البيانات عبر الشبكات المتقاطعة وغيرهما. الفنون الرقمية: - التصوير الرقمي: من خلال مقال مصور، يطلب من الطلاب التعبير عن قصة في مجال التعليم باستخدام الصور وحدها كوسيلة اتصال. - الأفلام القصيرة: هذا الفرع من المسابقة يختص بفن قص القصص والعلوم. ويُطالب المتسابقون بتقديم وجهة نظرهم حول موضوع مسابقة"إيماجن كاب 2007"التعليمي، والتعبير عن أنفسهم بالأفلام الرقمية. فبدءاً من مرحلة وضع تصور للفيلم والتخطيط له، وحتى مرحلة التقاط المادة المصورة وتحريرها، يجب أن يظهر الطلاب قدرتهم على صنع فيلم يجذب المشاهدين. - تصميم الواجهات: يعتبر الإبداع وقابلية الاستخدام المكونين الأساسيين لواجهة الاستخدام الجيدة. إنها العنصر الذي يمكنه أن يسهم في إنجاح أي برنامج أو تطبيق شبكي. وتطلب هذه المسابقة من المصممين إنشاء واجهات استخدام وظيفية مؤثرة وذات طبيعة مستقبلية. وتتاح للمتسابقين فرصة فريدة لتصور تطبيق، ووصله بموضوع مسابقة"إيماجن كاب 2007"، وإظهار مهاراتهم في إخراجه أمام العالم. بعد التقدم في المسابقات الشبكية والمحلية والإقليمية، من المقرر أن يجتمع الطلاب المتأهلون للمراحل النهائية من البطولة العالمية التي ستقام في آب أغسطس 2007 في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، لعرض مشاركاتهم على لجنة من الحكام الأكاديميين والخبراء في صناعة التكنولوجيا. وسيتم اختيار المتأهلين للنهائيات، وإعلان الفائز على مستوى العالم في كل فئة من فئات المسابقة. وتبلغ قيمة الجوائز في"إيماجن كاب 2007"أكثر من 170 ألف دولار أميركي في فئاتها المختلفة.