سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حركة المقاومة الاسلامية اتهمت ما اسمته "فرقة الموت" بقتل بسام الفرا ... و "فتح" اعتبرت الحادث أخذاً بالثأر . مقتل قاض من قياديي الجناح العسكري ل "حماس" برصاص مسلحين مجهولين جنوب قطاع غزة
تصاعدت حدة التوتر في قطاع غزة امس بعد اغتيال القاضي الشرعي بسام الفرا 35 عاما برصاص مسلحين مجهولين في مسقط رأسه مدينة خان يونس جنوب القطاع. واتهمت حركة"حماس"ما يسمى"فرقة الموت"بالمسؤولية عن اغتيال الفرا، الذي يعتبر احد قياديي"كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة، فيما قالت حركة"فتح"ان مقتل الفرا جاء على خلفية الأخذ بالثأر. واضربت المحاكم الشرعية في قطاع غزة امس عن العمل احتجاجاً على مقتل الفرا الذي يشغل منصب مدير الارشاد الاسري في المحاكم الشرعية في جنوب القطاع، في وقت جابت فيه شوارع مدينة غزة مسيرات احتجاج على استشراء ظاهرة الانفلات الامني وعمليات القتل المتواصلة من دون ان يلتفت اليها احد من السلطة او الحكومة الفلسطينيتين. وقالت مصادر فلسطينية ان عددا من المسلحين اطلقوا النار صباح امس على الفرا بينما كان يترجل من سيارة أجرة على بعد أمتار قليلة من مقر محكمة الصلح في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، فأصابوه برصاصات قاتلة في الرأس والصدر قبل ان يلوذوا بالفرار. ونسب مركز الميزان لحقوق الانسان الى شهود ادلوا بمعلومات للمركز عن الحادثة قولهم ان عدداً من المسلحين كانوا في سيارة مدنية من نوع"بيجو 504"اطلقوا النار على الفرا، فيما شارك مسلحون اخرون كانوا ينتظرون في سيارتين اخريين في اطلاق النار على الفرا الذي هو محاضر في فرع جامعة القدس المفتوحة في المدينة وعضو في رابطة علماء فلسطين. وزادت حادثة اغتيال الفرا من حال الغضب العارم في القطاع غداة مقتل ثلاثة أطفال برصاص مجهولين الاحد الماضي في عملية لاقت استنكاراً وتنديداً شديداً من المجتمع الفلسطيني برمته. وجاء اغتيال الفرا في وقت تشهد فيه العلاقات بين حركتي"فتح"و"حماس"مزيدا من التدهور والاتهامات المتبادلة بالمسؤولية عن تفاقم حال الانفلات الامني، اذ قتل منذ مطلع الشهر الجاري تسعة فلسطينيين ليرتفع العدد منذ بداية العام الجاري الى نحو 234 فلسطينيا من بينهم 25 طفلاً، مقارنة ب153 العام 2005، واقل من مئة في العام 2004، فيما اصيب 1072 فلسطينيا بجروح خلال العام الجاري في احداث الانفلات الامني. واتهمت حركة"حماس"فرقة الموت ومن يقودها ويدعمها ويقف خلفها بالمسؤولية عن ارتكاب الجريمة النكراء التي استهدفت الشهيد المجاهد بسام الفرا. وقالت الحركة في بيان ارسلته ل"الحياة"ان"العدالة وسيف القصاص سيطاولان رقاب الجناة المجرمين لا محالة"في اشارة ضمنية الى نيتها الانتقام من قتلته. واعتبرت ان"هذه الجرائم والاعتداءات تشكل نتاجاً سيئا وثمرة خبيثة لثقافة الحقد والعنف والكراهية والتحريض السياسي والاعلامي التي تعشعش في قلوب وعقول الانقلابيين الذين لا يتوانون لحظة عن اتيان كل ما يضر شعبنا ويخرب علاقاته الوطنية"، متهمة"التيار الانقلابي في حركة"فتح"باستهداف منازل قادة وكوادر من حركة"حماس""بهدف اذكاء مظاهر الانفلات الامني المصطنع، وارباك الساحة الفلسطينية وتفجيرها وادخالها في دوامة لا قرار لها من المشاحنات والتوترات والمناكفات والصدامات التي قد تفضي الى عواقب وخيمة ونتائج بالغة الخطورة ننأى بقضيتنا وشعبنا الفلسطيني عن بلوغها والوصول اليها". ونفت كتائب الاقصى في بيان لها ان تكون عملية القتل تمت على"خلفية سياسية كما يحاول البعض التلويح بذلك"، مطالبة وزير الداخلية والامن الوطني سعيد صيام"بتحمل مسؤولياته تجاه حالات الانفلات الامني وفوضى السلاح التي تعم الاراضي الفلسطينية منذ تولي حكومة"حماس"السلطة". ونددت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية، ورابطة علماء فلسطين، والفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني باغتيال الفرا، واستمرار مظاهر الانفلات الامني وانتهاك سيادة القانون و"اخذ القانون باليد"على حد تعبير كثير من المواطنين. وكانت لجنة المتابعة العليا عقدت اجتماعا لها ليل الثلثاء - الاربعاء خصصته لبحث تفاقم ظاهرة الانفلات الامني. وانتقد بعض الاصوات عدم قدوم الرئيس محمود عباس الى غزة في وقت تشهد فيه الاوضاع تدهوراً خطيراً في انعدام الامن وعمليات القتل، وتحمل مسؤولياته مع رئيس الوزراء ازاء ما يحصل. كما انتقد البعض عدم قطع رئيس الوزراء اسماعيل هنية جولته الخارجية والعودة الى القطاع. الى ذلك، شهد قطاع غزة خلال الساعات الاخيرة سلسلة احداث مرتبطة بظاهرة فوضى السلاح والتعدي على سيادة القانون في مظاهر تقدم الدليل تلو الدليل على عجز السلطة الفلسطينية على الاضطلاع بمسؤولياتها لدرجة بات كثيرون يتوقعون انهيارها تحت ضربات سلاح العائلات واللصوص والمجرمين والقتلة والعصابات المسلحة. وقال مركز الميزان انه تم اخلاء سبيل"هيثم أبو خوصة"مساء أول من امس بعدما خطفه مسلحون قبل ثلاثة أيام. وتبين ان"أبو خوصة"مصاب بكسور ورضوض في فخذه الايمن. واضاف المركز ان شابا وفتى اصيبا بجروح جراء اصابتهما بأعيرة نارية اطلقها مرافقو احد النواب في المجلس التشريعي الذين كانوا يعملون على فتح الطريق امام سيارته مساء أول من امس عندما مرت من امامه مسيرة نظمتها حركة"فتح"في مخيم جباليا احتجاجا على مقتل الاطفال الثلاثة. واشار مركز الميزان الى ان خاطفي الشاب رياض اللوح اطلقوا سراحه اول من امس بعد احتجازه في مكان مجهول دام نحو شهر ونصف شهر.