قتل مواطن فلسطيني امس في احدث حلقة من سلسلة حلقات ظاهرة الانفلات الامني المستشرية في الاراضي الفلسطينية، خصوصا في قطاع غزة. وقالت مصادر شرطية وطبية فلسطينية ان المواطن محمد محيسن 42عاما توفي متأثراً امس بجروح اصيب بها ليل الثلثاء - الاربعاء بعدما اطلق عليه عدد من المسلحين الملثمين النار وألقوه بالقرب من حي الكرامة شمال مدينة غزة. وعثرت قوات من الشرطة والامن على المواطن محيسن صباح امس ملقى بالقرب من الحي ونقلته الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة حيث فارق الحياة بعد نحو ساعتين. ويبدو أن محيسن ظل ينزف طوال ساعات الليل في ظل اجواء من البرد الشديد والامطار الغزيرة التي هطلت على القطاع خلال الساعات ال 24 الماضية ما ادى الى ازدياد حاله سوءاً. من جهة أخرى، خطف مسلحون مجهولون امس مواطناً آخر من حي اليرموك وسط مدينة غزة واقتادوه الى جهة مجهولة، من دون معرفة الاسباب. وكانت امرأة وابنتها الشابة قتلتا قبل يومين فيء بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، بعدما اطلق عليهما النار احد اقاربهما على خلفية مشكلات عائلية. وقتل 11 فلسطينيا منذ مطلع الشهر الجاري، ليرتفع بذلك عدد قتلى الانفلات الامني وفوضى السلاح والخلافات والشجارات منذ مطلع العام الجاري الى اكثر من 260 فلسطينياً، في ارتفاع كبير مقارنة بالعام الماضي الذي قتل فيه 153 فلسطينياً، والذي سبقه 2004 عندما قتل 90 فلسطينياً. وتشير الاحصاءات الى ان ظاهرة الانفلات الامني وسوء استخدام السلاح في تصاعد مضطرد خلال الاعوام الاخيرة، التي شهدت تراجعا في مكانة السلطة الفلسطينية وعدم قدرتها على ضبط الاوضاع وفرض سيادة القانون، ووضع حد لظاهرة انتشار السلاح في ايدي الفتية والاطفال قبل الكبار احيانا، خصوصا في القطاع. وما فاقم من هذه الازمة الخلافات الشديدة بين حركة"فتح"ومؤسسة الرئاسة من جهة، وحركة"حماس"والحكومة المشكلة بقيادتها منذ اذار مارس الماضي من جهة أخرى، اذ لم تقم اجهزة الامن والشرطة بدورها المطلوب منها في وضع حد لظاهرة الانفلات الامني المقلقة للمجتمع الفلسطيني. وفي اعقاب الصدامات المسلحة بين قطبي السلطة فتح وحماس وعدم قيام الاجهزة الامنية بدورها، وجدت العائلات الكبيرة والمجرمون واللصوص ضالتهم المنشودة فشرعوا في ارتكاب عمليات القتل والقصاص واطلاق النار والخطف والسرقة في شكل غير مسبوق، لدرجة بات الناس معها يفتقرون للأمن والامان. كما انتشرت ظاهرة سرقة سيارات المواطنين، اذ يقوم مسلحون ملثمون بنصب كمائن على الطرق، خصوصا اثناء ساعات الليل واحيانا في عز النهار، والاستيلاء على السيارات من اصحابها. وفي بعض المرات اطلق المسلحون النار على اصحاب السيارات الذين رفضوا الانصياع لهم واعطائهم مفاتيح السيارات، ما ادى الى مقتل عدد منهم. وفي غضون ذلك، كشف جهاز الامن الوقائي النقاب عن انه اعتقل الشهر الماضي أباً وابنه من مدينة خان يونس يزوران عمليات اسرائيلية ومصرية واميركية. واعلن الجهاز انه اعتقل اربعة فلسطينيين متهمين بالتعاون مع جهاز الامن العام الاسرائيلي"شاباك"بتقديم معلومات عن رجال المقاومة ما ساهم في اغتيال عدد منهم.