رفضت المستشارة الألمانية آنغيلا مركل أمس الخيار العسكري ضد إيران وأيدت في المقابل فرض عقوبات دولية لمواجهة برنامجها النووي وشددت على إعادة إحياء عمل الرباعية الدولية لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني خلال ترؤس بلادها الاتحاد الأوروبي قريبا معربة أيضا عن خيبة أملها من "الإشارات السلبية" التي أرسلتها سورية أخيرا. وقالت مركل بعد اجتماعها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في مقر المستشارية في برلين إن من المهم أن تتوضح الصورة في الجانب الفلسطيني وأن تتشكل حكومة وحدة وطنية تقبل بالمبادئ التي طرحتها الرباعية الدولية التي وصفتها بعد مشاورات أجرتها مع الرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيرهما من قادة الدول ب"الهيكلية الجيدة"لمتابعة عملية السلام في الشرق الأوسط. وأعلن أولمرت تأييده لهذا المسعى، مشيرا إلى أن مبادئ الرباعية"جزء لا يتجزأ من قاعدة المفاوضات مع الفلسطينيين"، لافتا إلى"وجود فرص حقيقة للتفاوض في حال قبول الفلسطينيين بهذه المبادئ". وتراجع أولمرت عن تصريحه إلى التلفزيون الألماني أول من أمس الذي كشف فيه للمرة الاولى رسميا امتلاك إسرائيل السلاح النووي طالبا عدم تحميل اقواله أكثر مما تحمل. وأضاف أن بلاده أعلنت تكرارا"أنها لن تكون الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تريد أن تصبح دولة نووية، وهذا الموقف لن يتغير". ونددت مركل وأولمرت بشدة بالمؤتمر المنعقد في طهران حول حقيقة المحرقة اليهودية واعتبرا أن تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الداعية إلى محو إسرائيل"يؤكد الوضع الخطير الذي تجد إسرائيل نفسها فيه". وعما إذا كانت ألمانيا تؤيد الخيار العسكري ضد إيران في حال عدم تخليها عن انتاج السلاح النووي قالت مركل:"إن البديل العسكري غير موضوع على الطاولة وأنا كررت هذا الأمر مرارا، لكن الأهم من ذلك الانطلاق من العروض التي قدمت إلى إيران إلى مرحلة العقوبات بعد تجربة الحلول الديبلوماسية، والعمل كذلك على ربح أكبر عدد ممكن من الدول إلى جانبنا". وأضافت أن الغرب يرى إشارات سلبية من جانب إيران في ما يخص وضعها النووي، كما أنها لم ترد على العرض السخي الذي قدمته الدول الست إليها،"ولذلك حان الوقت الآن للأسف لإقرار عقوبات ضدها". ومن دون الحديث عن الخيار العسكري قال أولمرت إن على المجتمع الدولي"منع إيران من امتلاك السلاح النووي"مشيرا إلى أنه"على استعداد لعقد مساومة مع إيران تسمح بمنعها من امتلاك القنبلة النووية، وبذل جهود أكبر يمكن أن توصل إلى مثل هذه النتيجة". وعن سورية قالت المستشارة إن الإشارات الآتية منها"لا تسمح بالتفاؤل". واعترفت بوجود خلاف في وجهات النظر مع أولمرت في موضوع الحوار مع سورية، مضيفة أن زيارة وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير إلى دمشق"محاولة كان لها قيمة، لكن النتائج لم تكن للأسف جيدة". وتابعت:"من دون إشارات إيجابية من سورية لا يمكن قيام تعاون معها. نحن نحتاج إلى هذا البلد، لكن الإشارات التي ترسل حاليا صعبة". وفي الموضوع الفلسطيني قال أولمرت إن مبادئ الرباعية الدولية"جزء لا يتجزأ من قاعدة المفاوضات مع الفلسطينيين، وأكد لي الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن مبادئها لن تتغير، ونحن نعتقد بوجود فرصة حقيقية للتفاوض". واضاف أن ليس سرا أن الاتصالات مستمرة مع السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس"ومن المهم وقوف الفلسطينيين إلى جانب هذه المبادئ ووقف العنف والارهاب وعدم تهديد وضعية وقف إطلاق النار". وزاد أولمرت أنه في حال شكل الفلسطينيون حكومة تقبل بمبادئ الرباعية الدولية"يمكن أن يؤدي ذلك إلى اعتراف دولي بها وإلى تقوية عملية السلام وفرصها بالنجاح". ودعت مركل في هذا الإطار إلى إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المخطوفين.