قالت المستشارة الالمانية أنغيلا مركل في كلمتها الدورية امس ان ألمانيا ستستغل رئاستها للاتحاد الاوروبي العام المقبل لتبدأ مساعي جديدة بهدف الوصول الى السلام في الشرق الاوسط. واوضحت:"يتعين احياء العملية السياسية... ألمانيا ستتبنى المبادرة خلال رئاسة الاتحاد الاوروبي... فنحن قبل كل شيء نؤمن بضرورة احياء اللجنة الرباعية للوساطة، وهنا فإن لدى الاتحاد الاوروبي دورا ناشطا ليلعبه". وكانت انغيلا تشير الى اللجنة الرباعية الدولية المؤلفة من الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا التي أعلنت"خريطة الطريق"عام 2003 بهدف احياء محادثات السلام. وكان الرئيس جورج بوش اكد الاسبوع الماضي الحاجة الى جهود متضافرة لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي بعد تقرير لوزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر يحض فيه واشنطن على احياء الجهود الديبلوماسية الاميركية. وأبدت المستشارة الالمانية تأييدها نتائج تقرير لجنة بيكر، وقالت:"أؤيد تحديدا مبادرة ديبلوماسية عريضة يضم فيها العراق جيرانه، وبذلك سيتمكن من الاسهام في استقرار الشرق الاوسط". وشددت على حق اسرائيل في الوجود وأهمية أن يكون لبنان مستقلا ومستقرا، وايضا حق الفلسطينيين في ان تكون لهم دولة. وقالت انه كي يتسنى تحقيق ذلك لا بد من تعاون سورية ومصر. زيارة اولمرت وتستقبل انغيلا الرئيس حسني مبارك اليوم ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الثلثاء في برلين حيث يسعى الاخير خلال زيارته الى كل من برلين وروما التأكد من ان اوروبا ستمضي في رفضها الاعتراف بحكومة"حماس"، علما ان اسرائيل باتت مستعدة للقبول ب"دور أوروبي"لتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين المجمدة منذ نحو ست سنوات، شرط ان تواصل اوروبا مقاطعة حكومة"حماس". وقالت الناطقة باسم رئاسة الحكومة ميري ايسين ان"لألمانياوايطاليا واوروبا دوراً في دفع عملية السلام، الا انه لا يمكن ان يحصل اعتراف بحكومة حماس ما دامت هذه الحركة لم تعترف باسرائيل ولم تتخل عن هدفها بتدميرها". واعتبرت ان هذا الشرط هو اصلاً شرط وضعته الرباعية. واعلن مسؤول اسرائيلي رفيع طلب عدم الكشف عن اسمه ان اولمرت سيطلب من محادثيه في برلين وروما"استخدام نفوذهم ضد مبادرات سلام غير جدية"، في اشارة الى مبادرة رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو التي تنص على"وقف فوري لاعمال العنف"بين اسرائيل والفلسطينيين وتبادل الاسرى وعقد مؤتمر دولي للسلام. من جهة ثانية، اعلنت ايسين ان اولمرت سيطالب بفرض عقوبات اقتصادية على ايران في حال واصلت طهران العمل على برنامجها النووي. وشددت على"العلاقات الخاصة"بين اسرائيل والمانيا"البلد الحليف"، كما اشارت الى"الدور الاساسي الذي تقوم به ايطاليا"في قوة"يونيفيل"جنوبلبنان. من جانبه، دعا اولمرت الى اتخاذ مزيد من الاجراءات الحاسمة ضد ايران، وامتنع عن استبعاد شن هجوم عسكري على طهران. وقال في مقابلة أجراها مع مجلة"دير شبيغل"الالمانية:"أنا أبعد ما أكون عن السرور... أتوقع اتخاذ مزيد من الخطوات الحاسمة... فهذا زعيم يقول علنا ان هدفه هو محو اسرائيل من الخريطة. واسرائيل عضو في الاممالمتحدة". وأضاف:"أن يقول أحد مثل هذا الكلام هذه الايام هو عمل اجرامي تماما". ولدى سؤاله عما اذا كان لا يستبعد عملا عسكريا ضد طهران، قال اولمرت:"أنا لا أستبعد شيئا". وكرر اولمرت استعداده للانسحاب من غالبية مستوطنات الضفة الغربية، وقال:"على رئيس الوزراء ألا يعطي تعهدات لا يستطيع القيام بها، لكن رسالتي واضحة... أنا مستعد للتخلي عن مناطق. وهذا يعني انني مستعد لاخلاء مناطق. وأنتم تعلمون كم هذا صعب". واضاف:"نحن مستعدون لفعل ذلك بطريقة تسمح للفلسطينيين في الضفة ان تكون لديهم دولة ذات تواصل جغرافي".