تنظّم غاليري الأورفلي في عمّان معرضاً للنحات العراقي سهيل الهنداوي يستمر حتى السابع عشر من الجاري. ويضم المعرض نحو ثلاثين عملاً نحتياً. ينتمي النحات سهيل الهنداوي الى ما يسمى جيل السبعينات من القرن الماضي في العراق. وأنجز خلال رحلته الفنية الكثير من الأعمال النحتية البارزة التي لا تزال عالقة في ذاكرة العراقيين، ولعل أبرزها منحوتة"عروس مندلي"التي بُترت أطرافها الأربعة في أثناء القصف المدفعي الإيراني لمدينة مندلي، بينما كانت العروس تتهيأ لليلة زفافها. وقد نحتها الهنداوي بطريقة غريبة، إذ جعلها فرحةً، منتشية، لا أثر للحزن على ملامحها. وقد أجمع المحكمون في حينه على أن المنحوتة كانت تتوافر على مواصفات فنية عالية جودة وإتقاناً. ومن منحوتاته الأخرى: بروفيل للرئيس عبدالكريم قاسم، وتمثال للرئيس جمال عبدالناصر، جدارية لإحدى المعارك في صدر الإسلام، جدارية"ألف ليلة وليلة"، تمثال"الشموخ"في عمّان. مثّل الهنداوي العراق في الكثير من المحافل الفنية، من بينها سمبوزيوم سيتروميتسا للنحت والرسم في يوغسلافيا"سابقاً"عام 1977، سمبوزيوم"عالياً للنحت"في لبنان عام 2000، وسمبوزيوم عمّان للنحت في الأردن 2006. ولد الهنداوي في مدينة الصويرة التابعة لمحافظة الكوت في 23 / 5 / 1948 تخرج في قسم النحت في كلية الفنون الجميلة في بغداد. هاجر الى السعودية من أجل الحصول على بعض الأموال التي تؤهله للسفر الى أوروبا وإكمال دراسته العليا. وكان الفنان الهنداوي مسكوناً بهاجس السفر الى باريس ومواصلة دراسته في أكاديمياتها الفنية المعروفة. وكان الهنداوي رساماً كاريكاتورياً أيضاً، ورسم الكثير من الأعمال الفنية الكاريكاتويرية لأساتذته أمثال إسماعيل فتاح الترك، شاكر حسن آل سعيد، محمد علي الطويل، ومعاذ الآلوسي. غير أنه لم يكرّس الكثير من وقته لهذا الفن التعبيري الساخر بسبب انقطاعه لتجربته النحتية.