دخلت أزمة الملف النووي الإيراني منعطفاً جديداً أمس، ينذر طهران بعواقب بعدما تحدى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد المجتمع الدولي، معلناً أن بلاده"ماضية في طريقها للسيطرة على الطاقة النووية المدنية"و"لا يخيفها الضجيج"، فيما بدا الدور الأوروبي المفاوض على وشك الانهيار. ويلتقي اليوم وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في اجتماع استثنائي في برلين لدرس الأزمة التي رجح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن تؤدي إلى إحالة طهران على مجلس الأمن، في حين لوّحت واشنطن بالخيار العسكري. وفي خطاب ألقاه في أحد الأقاليم، قال الرئيس الإيراني:"شعبنا لن يدع ضجتكم تخيفه وسيمضي بحزم على طريق التقدم والتنمية". ورأى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني أن الغرب"سيندم إذا وضع عراقيل أمام حصول الشعب الإيراني على العلوم المتطورة". وزاد أن"الاستكبار يعمل في شكل نشط لتوتير الأمن في المنطقة، عبر إثارة الشغب في لبنان وسورية وعدم السماح للعراق بالخروج من حال الحرب والإرهاب". واقترح أن تعتمد إيران والغرب"الحنكة"لأن الأزمة"لا يمكن تسويتها عبر الحظر وما شابه". ورفض البيت الأبيض أمس استبعاد الخيار العسكري لتعطيل برنامج إيران النووي، على رغم تمسكه الآن بالجهود الديبلوماسية لتسوية الأزمة. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي ل"الحياة"إن الموقف الأميركي هو"استنفاد كل الجهود الديبلوماسية الممكنة بالتعاون مع المجتمع الدولي"لإقناع طهران بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم والبحوث النووية والعودة إلى طاولة المفاوضات، لافتاً إلى أن المحادثات التي يجريها مسؤولون أميركيون مع الحلفاء الأوروبيين وروسيا والصين"أحرزت تقدماً كبيراً في اتجاه نقل ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن". وحذر المسؤول من أن الحكومة الإيرانية"تخطئ إذا اعتقدت بأن انشغال أميركا في العراق والحرص على الاستقرار الإقليمي وأسعار النفط سيحولان دون اتخاذ الإجراءات التي تضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي". وزاد أن"منع دولة تدعم الإرهاب من الحصول على سلاح نووي في منطقة حيوية هو مسألة على رأس أولويات الأمن القومي الأميركي وليس في مصلحة إيران أن تتحدى المجتمع الدولي". وفي لندن، أعلن بلير أن دعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد للبحث في الملف النووي الإيراني باتت"مرجحة". وقال:"علينا أولاً التوصل إلى اتفاق لرفعه إلى مجلس الأمن في حال قررت ذلك الدول الحليفة معاً، والأرجح أن هذا ما سيحصل، ثم علينا اتخاذ قرار في شأن التدابير الواجب اعتمادها وبالطبع لا نستبعد أي شيء، لأن إدراك إيران الجدية التي تتعامل بها الأسرة الدولية مهم جداً"، وكانت لندن استبعدت مرات الخيار العسكري ضد طهران. وبعد اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بالنيابة إيهود أولمرت في بيان أن"إسرائيل قلقة من التطورات في إيران وتصريحات مسؤوليها"حيال الدولة العبرية. وأضاف:"ينبغي نقل المسألة في أسرع وقت إلى مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات تحول دون امتلاك إيران القدرة النووية". وفي موسكو، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سيرغي إيفانوف إن"قرار طهران الأحادي الجانب مخيب للآمال ومقلق". أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فأعلن عن عقد اجتماع في برلين اليوم للدول الأوروبية الثلاث ألمانيا وفرنسا وبريطانيا المكلفة التفاوض مع طهران على برنامجها النووي الإيراني.