دعا رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الإسلامية"حماس خالد مشعل امس"كتائب عز الدين القسام"الجناح العسكري للحركة للرد على مجزرة بيت حانون، قبل ان"يصحح"ما كان أعلنه رئيس الوزراء اسماعيل هنية في شأن تعليق مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأكد مشعل، رداً على أسئلة ل"الحياة"، أن التهدئة بين"حماس"واسرائيل انتهت رسمياً مع نهاية العام 2005، قائلاً:"المقاومة حرة الحركة ... ثقتنا بأجنحتنا العسكرية كبيرة في أن ترد على هذا العدوان وتقاوم الاحتلال وتنتقم لهؤلاء الضحايا"الفلسطينيين. وكان مشعل يتحدث في مؤتمر صحافي عقد أمس في مبنى"الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"الحكومي السوري في حضور موظفين سوريين رفيعي المستوى وصحافيين عرب وأجانب دعوا على عجل لحضور المؤتمر الصحافي. ودانت سورية في بيان رسمي"إرهاب الدولة الذي تقترفه اسرائيل". وقبل أن يقول رئيس المكتب السياسي ل"حماس"إن المجزرة الاسرائيلية ما كانت لتتم"لولا العجز العربي والصمت والتواطؤ الدولي والغطاء الأميركي"ويدعو العرب الى"كسر الحصار"، أكد:"لن تكون ادانتنا بالقول فقط بل ستكون بالفعل. المقاومة تفعل ولا تتكلم. انا اعبر عن الموقف السياسي وابطال المقاومة على ارض فلسطين سيعبرون بالفعل". وإذ كرر مشعل تحميل"المسؤولية عن هذه المجزرة البشعة الى الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية التي قالت قبل أيام ان ما تفعله اسرائيل هو دفاع عن النفس مشروع"، قال:"ليس على حسابنا يستطيع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت استعادة أمجاده، بل سيعجل ذلك العدوان في ذهابه من المسرح السياسي". ورداً على ما قيل من ان المجزرة ما كانت لتحصل لو قبلت حكومة"حماس"بشروط الرباعية، قال مشعل:"هذه المجازر لا يجوز أبداً أن تمرر علينا تحت ستار، والله حماس او الحكومة لم تتعامل مع شروط الرباعية ولم تدخل من نفق الاعتراف بإسرائيل. لا يعقل ان يحرم الشعب من حقه تحت ذريعة ان حماس او الحكومة اعترفت او لم تعترف. من حق أي دولة ان تقول عندي مشروع للتسوية وعندي شروط، ومن حق أي طرف دولي ان يتعامل أو لا يتعامل. لكن ليس من حق أحد أن يجوّع شعباً ويحاصره تحت شروط الرباعية". وسألته"الحياة"اذا كان ذلك يعني قراراً سياسياً بالتراجع عن التهدئة التي ابرمت في بداية العام 2005 واستمرت مع فوز"حماس"بالانتخابات، فقال إن"التهدئة انتهت رسمياً مع نهاية العام 2005. المقاومة حرة الحركة وظرفها الميداني هو الذي يحكم اداءها العسكري". واضاف رداً على سؤال آخر:"التهدئة انتهت رسمياً في نهاية العام الماضي. ظروف الانتخابات البلدية والتشريعية وترتيب البيت الفلسطيني، فرضا على كل القوى ان توفر جواً من الهدوء. لكن بعد العدوان والتصعيد مارست كل الفصائل العمل المقاوم". وكان قال في مقدمة المؤتمر الصحافي:"إن رد الشعب الفلسطيني على هذه المجازر هو بالمقاومة. المقاومة هي الرد الحقيقي الأكثر تأثيراً. ادعو كل فصائل المقاومة ان تفعل برامجها بالمقاومة على رغم معرفتنا بصعوبة الواقع الميداني، لكن الفعل الصهيوني الغادر لا بد له من فعل فلسطيني مشروع وعادل. ثقتنا بأجنحتنا العسكرية كبيرة ان ترد على هذا العدوان وتقاوم الاحتلال وتنتقم لهؤلاء الضحايا". وسألته"الحياة"عن كلام هنية في شأن تعليق مفاوضات تشكيل حكومة وحدة وطنية، فأجاب:"هناك ظرف واقعي يعيشه الناس في القطاع غزة من عدوان وقتل وأجواء يستهدف فيها السياسيون والعسكريون. هذا الظرف لا يوفر جواً طبيعياً للقاءات والحوارات. هذا ما عناه الاخ اسماعيل هنية. ليس هناك تراجع عن التوحد والحوار ومعالجة القضايا السياسية. نحن حريصون على وحدة الموقف الفلسطيني، لكنّ هناك واقعاً فرضته المجزرة".