اعتبر الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو، أن إعلان السعودية وروسيا «بوضوح عن دعمهما لتمديد اتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط فترة تسعة أشهر أخرى، يزيل الضباب قبل اجتماع المنظمة» نهاية الشهر المقبل في فيينا. وتخفّض المنظمة إلى جانب روسيا وتسعة منتجين آخرين، إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يومياً منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، وينتهي سريان الاتفاق في آذار (مارس) 2018، ويدرس المنتجون تمديده. كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن دعمه «إبقاء الاتفاق سارياً مدة تسعة أشهر»، بعد تصريحات مماثلة أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال باركيندو في تصريح إلى «رويترز» على هامش مؤتمر، إن «أوبك» ترحب بالتوجيه الواضح من ولي العهد السعودي حول ضرورة تحقيق الاستقرار في أسواق النفط، والحفاظ عليه بعد الربع الأول من عام 2018». وفي سياق متصل بالاتفاق، حذّر وزير النفط الإكوادوري كارلوس بيريس، من أن بلاده «ستطلب الانسحاب من «أوبك» مدة عامين إذا لم توافق المنظمة على طلب لاستثنائها من نظام الحصص الإنتاجية». إذ يواجه البلد الواقع في أميركا الجنوبية عجزاً ضخماً في الموازنة، وحاجات إلى تمويل بسبب هبوط أسعار النفط وزلزال مدمر العام الماضي. كما تخطط الإكوادور لعرض طلبها لاستثنائها من قيود الإنتاج في الاجتماع المقبل للمنظمة. وأمل بيريس بأن يحظى الطلب بالقبول، ولم يخفِ «احتمالاً آخر يتمثل بخروج الإكوادور من «أوبك» نهائياً»، لكن لفت إلى أن «هذا القرار يتخذه الرئيس». وتخطط الإكوادور لزيادة انتاح الخام 50 ألف برميل يومياً بحلول 2018. وأرغمت حاجات التمويل حكومة الرئيس لينين مورينو التي تولت السلطة في أيار (مايو) الماضي، على اللجوء إلى الأسواق الدولية واتخاذ إصلاحات ضريبية وإجراءات تقشف في القطاع العام. ويبلغ إنتاج الإكوادور من النفط حالياً 530 ألف برميل يومياً. وعن أداء أسواق النفط أمس، استقرت أسعار النفط أمس، وحام خام برنت قرب 60 دولاراً للبرميل، بدعم من تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتمديد خفض الإنتاج التي تقودها «أوبك». وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة ثلاثة سنتات أو 0.05 في المئة إلى 59.33 دولار للبرميل. ويزيد برنت حالياً بمقدار الثلث عن أدنى مستوياته هذه السنة، التي لامسها في حزيران (يونيو) الماض، وبلغ مستويات لم يسجلها منذ منتصف 2015. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 52.61 دولار للبرميل، متراجعاً ثلاثة سنتات أو 0.06 في المئة عن الإغلاق السابق، لكن ارتفع بمقدار الربع عن أدنى مستوياته هذه السنة التي سجلها في حزيران. والخام الأميركي أضعف نسبياً من برنت، بسبب ارتفاع الإنتاج الأميركي الذي يكبح الأسعار في الولاياتالمتحدة. وفي ليبيا، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، احتمال بدء الإنتاج من أولى 11 بئراً للغاز هي قيد التطوير في حقل بحر السلام البحري بحلول أيار 2018. إلى ذلك، توقع مصدر مطلع على جدول تحميل الناقلات في إيران، أن «تهبط صادرات البلاد من الخام والمكثفات خلال هذا الشهر بنحو 20 في المئة مقارنة بالشهر السابق، لتصل إلى أدنى مستوى في 19 شهرًا، متأثرة بمشاكل في الإنتاج. وستصل إلى 2.09 مليون برميل يومياً، مسجلة أدنى مستوى منذ آذار 2016، انخفاضاً من 2.57 مليون برميل يومياً في أيلول الماضي. وفي مجال المساهمة لتقليص انبعاثات غازات الدفيئة، أعلنت عشر شركات نفط وغاز عالمية أمس، ثلاثة استثمارات في المجال التقني لخفض هذه الانبعاثات المسؤولة عن ارتفاع حرارة الأرض، خلال اجتماع عقد في لندن. واجتمعت «بي جي غروب» و «بي بي» و «اي ان ايه» و «بيميكس» و «ريبسول» و «ارامكو» السعودية و «ريلاينس انداستريز» و «رويل دوتش شيل» و «ستاتويل» و «توتال»، ضمن إطار «مبادرة شركات النفط والغاز في شأن المناخ» (او جي سي آي)، بهدف الاستثمار والعمل المشترك للمساهمة في مكافحة التغير المناخي. وأعلنت هذه المجموعات انشاء صندوق استثماري بقيمة بليون دولار، يهدف الى دعم التقدم التقني الذي يمكنه خفض انبعاثات غازات الدفيئة الى حد كبير. وأعلن هذا الصندوق الاستثمار في مجموعة «سوليديا تكنولوجيز» لإنتاج الإسمنت، مقرها في الولاياتالمتحدة، والتي تمكنت تقنيتها من خفض الانبعاثات، «مستخدمة ثاني أكسيد الكربون بدلاً من المياه لتجميد الإسمنت». أما الاستثمار الثاني فيعني شركة «أشاتس باور» التي تطور محركات مبتكرة «قادرة على خفض انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من المركبات الى حد بعيد». وسيدعم الصندوق أخيراً مشروعاً «يهدف الى تطوير محطة غاز واسعة النطاق لالتقاط الكربون وتخزينه، لديها القدرة على تخزين ثاني أكسيد الكربون الصناعي». ولم تحدد قيمة هذه الاستثمارات. وصرّحت المديرة التنفيذية ل «مبادرة شركات النفط والغاز في شأن المناخ» براتيما رانغاراجان في بيان، أن هذه الاستثمارات الثلاثة «قادرة على التأثير في شكل كبير في انبعاثات غازات الدفيئة». وشرح المديرون التنفيذيون العشرة في تصريح مشترك، أن «الغاز الطبيعي هو عنصر أساس للانتقال الى مستقبل ذي نسبة كربون منخفضة». وأكدوا أن «هدفنا هو العمل للتوصل الى انبعاثات شبه معدومة لغاز الميثان». وتؤمن المجموعات العشر نحو خُمس الإنتاج العالمي من المحروقات، وتوفر نحو 10 في المئة من إنتاج الطاقة العالمي.