يحسم الناخبون الاميركيون اليوم مصير الغالبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ الكونغرس، ومعه سياسة الرئيس جورج بوش في المنطقة، خصوصا الحرب في العراق والمواجهة مع ايران وسورية حيال الملفين العراقيواللبناني. وذلك، وسط استطلاعات تؤكد استمرار تقدم الحزب الديموقراطي رغم ان الجمهوريين نجحوا في تقليص الهوة بين الجانبين خلال اليومين الماضيين. وفيما يتأهب الحزب الديموقراطي الى انتزاع نصر لم يشهده منذ هيمنة الجمهوريين على الكونغرس العام 1994، واصل بوش تحذيراته من"الاحتفال المبكر"، في محاولة لتحريك قاعدته اليمينية التي يخشى الجمهوريون الا تخرج للتصويت بأعداد كبيرة بسبب مشاعر الاحباط تجاه استمرار تدهور الوضع في العراق وغياب اي دليل على ان اميركا تحقق تقدماً ملموساً في الحرب على الارهاب. ويتطلع الديموقراطيون ومعهم بعض خصومهم الجمهوريين الى تقرير اللجنة المشتركة الخاصة التي شكلها البيت الابيض، وتضم ممثلين عن الحزبين، لتقديم توصيات للخروج من المأزق الحالي في العراق. وشملت التوصيات في التقرير الذي تم تأخير نشره الى الاسبوع المقبل تفادياً للتأثير في نتائج الانتخابات، اشارة الى ضرورة التخلي عن سياسة نشر الديموقراطية في العراق والمنطقة والتركيز بدلاً من ذلك على الجوانب الامنية. وقال مسؤول في مجلس الامن القومي ل"الحياة"انه يستبعد موافقة الرئيس بوش على اي توصيات تشمل تحولاً استراتيجياً في السياسة الاميركية الخارجية، رغم استعداده لقبول خطوات"تكتيكية"قد تساعد على حلحلة الوضع. واوضح ان بوش"ليس من النوع الذي يتراجع"عن مواقفه حتى لو كان جزء كبير من اركان حزبه يشككون بالسياسات الحالية. واشار الى ان الرئيس الاميركي"سيقاتل"من اجل الاستمرار في تنفيذ سياساته في الشرق الاوسط، والتي وصمت السنوات الخمس الماضية من رئاسته منذ اعتداءات 11 ايلول. ونبّه الى ان الحزب الديموقراطي، في حال حصل على الغالبية في احد مجلسي الكونغرس او كليهما، لن يستطيع ان ينقلب على سياسات جمهورية من دون تقديم بدائل مقنعة، معتبراً ان اي خطوات تقود الى سحب القوات الاميركية من العراق، بمعزل عن تحقيق الهدف الاساسي، وهو جاهزية القوات العراقية لملء الفراع، قد تقود الى مواجهة يمكن للرئيس ان يستخدم ازاءها حق النقض والدفع بإتجاه جلسة مشتركة للكونغرس للتصويت على اي قرار يخص الأمن القومي. ونبّه المسؤول الى ان السياسة تجاه ايران وسورية تحظى بإجماع في اوساط الحزبين المتنافسين، خلافا للسياسة تجاه الحرب في العراق. واعتبر ان ذلك سيعني ان لا تغيير سيطرأ على سياسة الادارة في ما يخص مواصلة عزل سورية وايران ودعم الديموقراطية في لبنان والدول المعتدلة في المنطقة في مواجهة المحور"الراديكالي"الذي تقوده ايران ويشمل سورية و"حزب الله"وحركة"حماس".