احتفل آلاف الإيرانيين من طلاب المدارس والجامعات وأعضاء قوات التعبئة الشعبية البسيج وغيرهم أمس بالذكرى السنوية لاحتلال السفارة الأميركية في طهران والذي استمر نحو 444 يوماً عام 1979، وعرف لاحقاً باسم"الثورة الثانية"بعد الأولى التي انتهت بتأسيس الجمهورية الإسلامية في 12 شباط فبراير 1978. وأدى هذا الاحتلال إلى قطع الولاياتالمتحدة علاقاتها مع طهران، ثم تنفيذ قوات أميركية خاصة عملية إنزال جوي فاشل في صحراء طبس الإيرانية هدف إلى الوصول إلى العاصمة وتحرير الرهائن ال 54، انتهت بمقتل معظم المشاركين فيها بسبب عاصفة رملية واحتراق الطائرات التي تحملهم ، ما عقد العلاقات بين طهران وواشنطن وادخلها في مرحلة عداء واضح. وأعلن رئيس البرلمان غلام علي حداد عادل أن يوم احتلال السفارة الأميركية أو"وكر التجسس"بحسب تعبيره، هو"يوم وطني للنضال ضد الاستعمار"، معتبراً أن تحرك الطلاب الذي نفذوا الاحتلال يتصدى دائماً ل"المساعي الأميركية المعادية للثورة والمؤامرات". واعتبر حداد عادل أن أهم نتيجة لاحتلال السفارة انه ساهم في فضح"الهيبة الكاذبة والخاوية لأميركا، ليس فقط في إيران بل في كل الشرق الأوسط والدول الإسلامية والعالم. وهذا المسار ما زال مستمراً". وأشار حداد عادل إلى أن الإدارة الأميركية"لم تدرك حتى الآن حقيقة الثورة الإسلامية، وتستمر في عدائها لها ولاستقلال إيران وحريتها". واستغل حداد عادل المناسبة، وعرج على الموضوع النووي معتبراً أن"أميركا تعد مشاريع قرارات خاصة بالملف النووي وتطلب من الدول السير معها لفرض عقوبات علينا"، مضيفاً انه"يجب أن تعلم أميركا أن الشعب سيرد في شكل مناسب"، وأسف لعدم تعلم الأميركيين الدرس"من احتلال وكر التجسس". وقال حداد عادل إن"أميركا لا تملك إلا خيار إعادة النظر في تعاطيها واتباع العقلانية والمنطق والاحترام مع كل الدول. وإذا لم تقم بذلك فإن مصيرها سيكون أسوأ من الماضي". وشهدت المسيرات والتظاهرات الطلابية رفع لافتات طالبت ب"الموت لأميركا وإسرائيل وبريطانيا"، و"لتعلم أميركا أن إيران ليست العراق"، وأخرى كتب عليها"هنا مقبرة الأعداء، الخليج الفارسي مقر الإسلام ولا مكان في هذه المنطقة لأميركا". وأيضاً، رفعت دمى مثلت الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، واحرق العلمين الأميركي والإسرائيلي . وأشار البيان الختامي للتظاهرات إلى فشل الدول الكبرى في التوصل إلى قرار حول الملف النووي الإيراني. واعتبر أن المناورات الأميركية في مياه الخليج"تثير الفتن وتعمل على تعزيز استقرار الكيان العنصري الإسرائيلي غير الشرعي والتأثير في القرارات النووية الإيرانية وإخافة دول المنطقة". بروجوردي وفي السياق النووي، أمل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجوردي في أن تنضم دول أخرى إلى جانب الصينوروسيا"في الخروج من دائرة الضغط الأميركي، واتخاذ مواقف مستقلة تمهد إلى حل عبر المفاوضات والتفاهم". واعتبر بروجوردي أن اقتراح روسيا أول من أمس تعديلات كبيرة على مشروع القرار الذي صاغه قادة أوروبيون لفرض عقوبات قاسية على إيران، ومطالبة روسيا بتحديد جدول زمني وآلية يتفق عليها لرفعها،"كان متوقعاً، لأن موسكو لا يمكن أن توافق على قرار غير منطقي أعدته كل من أميركا وبريطانيا". وشدد بروجوردي على أن بلاده"ما تزال تلتزم بالقوانين الدولية، مضيفاً أن إرسال الملف إلى مجلس الأمن الدولي"عمل سياسي وغير منطقي"، مؤكداً أن المواقف المتشددة"لا تساعد في حل الأزمة بل تزيد تعقيدات الأمور". المناورات على صعيد المناورات العسكرية، بدأت أمس مرحلة المناورات البرية في حوالى عشر محافظات توزعت على الحدود مع دول الجوار. وخصصت لاختبار الأسلحة الفردية والرصاص الخارق للدروع الفردية إضافة إلى صواريخ جديدة مضادة للمروحيات وأسلحة ضد الآليات تنتجها وزارة الدفاع. وأكد اللواء محمد رضا زاهدي، قائد القوات البرية في الحرس الثوري، أن المناورات البرية تأتي"لتثبت للعدو أننا على استعداد كامل للدفاع عن الجمهورية الإسلامية، كي لا يكون لدى أحد أي مآرب سيئة ضدنا". وأضاف زاهدي أن المناورات توجه رسالة إلى الدول التي تفكر بتهديد ومهاجمة إيران"غير الضعيفة والصغيرة في هذه المواجهة". ونفى علاقة المناورات بتلك التي أجرتها القوات الأميركية في مياه الخليج أو تهديدها لأي دولة في المنطقة. حظر حزب عربي على صعيد آخر، حظر القضاء حزب"لجنة الوفاق"العربي بعدما اتهمه بالتحريض على الاضطرابات ومعارضة النظام الإسلامي في مدينة الأهواز ضمن إقليم خوزستان قلب الصناعة النفطية في إيران. وقال مكتب الادعاء في إقليم الأهواز إن حزب لجنة الوفاق"غير شرعي"، علماً أن السلطات كانت حملت بريطانيا التي لديها قوات في منطقة بالعراق المجاورة لإقليم خوزستان مسؤولية إثارة الاضطرابات. وهو ما نفته بريطانيا.قتل خمسة أشخاص خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في خوزستان في نيسان أبريل الماضي، و21 شخصاً في ثلاثة انفجارات منفصلة منذ ذلك الحين.