وصل الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط وليام بيرنز امس الى الاردن في اطار التحضيرات للقمة التي ستعقد الاربعاء في العقبة. وقالت وزارة الخارجية الاردنية ان بيرنز بحث فور وصوله مع وزير الخارجية الاردني مروان المعشر في القمتين وفي "خريطة الطريق". وستضم قمة العقبة التي تعقد الاربعاء الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس ابو مازن والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي يستضيف اللقاء. كما ستعقد قمة عربية - اميركية بحضور بوش في شرم الشيخ الثلثاء، علماً أن القمتين ستخصصان اساساً لتطبيق "خريطة الطريق". ووصل بيرنز الى الاردن قادماً من الاراضي الفلسطينية حيث اجرى مع طاقمه اجتماعات مكثفة مع مسؤولين فلسطينيين في محاولة لحل خلاف بينهم وبين اسرائيل في شأن صوغ "بيان مشترك" من المقرر ان يصدر في ختام قمة العقبة، ويلزم الطرفين بتنفيذ "خريطة الطريق". ويعكف الفلسطينيون والاسرائيليون منذ اول من امس على صوغ اعلان مشترك قد يصدر في ختام قمة العقبة، وينص في خطوطه العريضة على حق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة تتمتع بالسيادة وعلى حق الاسرائيليين في العيش داخل دولة تتمتع بحدود آمنة ومعترف بها. ويشارك في المناقشات دوف فايسغلاس، مدير مكتب شارون وهو محامي، الى جانب رجال قانون فلسطينيين. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان كلاً من بوش وعباس وشارون سيقدم اعلاناً منفصلاً بعد القمة. وصرح وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث عقب لقاء بيرنز وممثلين قانونيين عن وزارة الخارجية الاميركية ان بيرنز ابلغه بأن الادارة الاميركية تسعى الى انهاء الخلاف في شأن البيانات المفترض من الطرفين الادلاء بها عقب القمة. وقال شعث: "هناك خلاف، لكن الاميركيين يتدخلون وهم سيلعبون دوراً… ان هذا الدور سيحصّل لنا ما نريده… دولة فلسطينية ذات سيادة قابلة للعيش بسلام مع اسرائيل". وقال ان الادارة الاميركية على استعداد لارسال مراقبين اشترطت اسرائيل ان يحملوا الجنسية الاميركية لتقويم الاوضاع على الأرض بعد عقد القمة الثلاثية مباشرة. لكنه اكد ان المطلوب من الحكومة الفلسطينية الحصول على التزام الفصائل الفلسطينية بهدنة قبل القمة. واضاف: "نحن معنيون بأن نقوم بما علينا ورفضنا ان يكون ذلك من خلال حرب اهلية، لكن الآن يجب ان نصل بأقرب وقت ممكن قبل العقبة الى التزام كامل بالهدنة من جميع الفصائل الفلسطينية". وتابع ان من المنتظر من اسرائيل في المقابل وقف العنف ضد الفلسطينين واطلاق السجناء. والتقى بيرنز رئيس الحكومة الفلسطينية ووزير شؤون الامن الداخلي محمد دحلان قبل لقائه مع شعث. من جهته، قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان "هدف اللقاءات الفلسطينية - الاميركية والفلسطينية - الاسرائيلية الأخيرة هو انجاح لقاءات شرم الشيخ والعقبة الهادفة للبدء في تنفيذ خريطة الطريق من دون تعديل". وأكد ان "المناخ العام اصبح مواتياً دولياً وعربياً والعائق الوحيد هو تهرب الجانب الاسرائيلي". واضاف: "المطلوب تكثيف وتركيز الجهد الفلسطيني العربي الدولي بما فيه الاميركي والاوروبي في اللقاءات المقبلة في شرم الشيخ والعقبة للضغط على اسرائيل لبدء تنفيذ خارطة الطريق ووقف العدوان". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن اول من امس ان بوش سيسعى الى الحصول من شارون وعباس على "التزام حازم" في شأن تطبيق الخطوط العريضة ل"خريطة الطريق" خلال القمة التي سيعقدونها الاسبوع المقبل في العقبة.