اتهم الزعيم المتمرد السابق مني أركو مناوي الذي تحول الى مستشار للرئيس السوداني، أمس الإثنين، الحكومة السودانية بإعادة تسليح وتعبئة ميليشيا الجنجاويد منتهكة اتفاقاً للسلام وقع في ايار مايو الماضي. كذلك دعا المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراء بدل الاكتفاء بالحديث عن صراع دارفور. وقال مناوي في مقابلة:"الجميع يعرفون ان الحكومة تعيد تسليح الجنجاويد. قطعاً هذا ثابت وأنا واثق انه حقيقي". ورفع متمردون معظمهم من غير العرب السلاح في اوائل عام 2003 متهمين الحكومة بتهميش الغرب النائي. وقامت الخرطوم بتعبئة مقاتلين لقمع التمرد. ويوجه الاتهام الى هذه الميليشيات بشن حملة من الاغتصاب والقتل والنهب وصفتها واشنطن بأنها حملة ابادة. وتنفي الخرطوم أي صلة لها بالابادة أو الجنجاويد الذين تصفهم بأنهم قطاع طرق. وأصبح مناوي مستشاراً للرئيس في ظل اتفاق أبوجا الذي رفضه فصيلان آخران من المتمردين. وقال مناوي انه طلب من الرئيس عمر حسن البشير ان يوقف تعبئة الجنجاويد. وأضاف:"هذا واضح... الجنجاويد أنشط الآن حتى من ذي قبل". ومنذ توقيع الاتفاق فقد مناوي الأراضي التي كانت خاضعة لنفوذه في دارفور لمصلحة فصائل منافسة، وليس لديه سوى تأثير محدود على سياسة الخرطوم تجاه المنطقة. وقال متمردون من"جبهة الخلاص الوطني"أول من أمس انهم استولوا على منشأة أبوجبرا النفطية في منطقة كردفان المجاورة، واسقطوا طائرة هليكوبتر للحكومة. وأكد ناطق باسم القوات السودانية أمس هجوم"جبهة الخلاص"على أبوجبرا، لكنه قال انه جرى التصدي لهم. وقال الناطق ل"رويترز":"احدثوا أضراراً طفيفة وعمليات نهب من المنازل القليلة المجاورة". وقالت الأممالمتحدة ان لديها تقارير بأن المتمردين غادروا المنطقة. وقال مناوي ان"جبهة الخلاص"يتعين ادانتها مثل الحكومة. وقال مناوي الذي كان يجلس في مكتب صغير في أحد المباني الملحقة بالقصر الجمهوري، ان المجتمع الدولي بما فيه الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي اللذين شهدا اتفاق مايو للسلام عليهما ان يتخذا اجراء. وقال:"الادانة ليست كافية. انهم يعرفون ما يجب ان يفعلوه. انهم يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون من دون اي شيء آخر، وعليهم ان يتخذوا اجراء".