دعا متمردو دارفور رفيقهم السابق مني أركو مناوي كبير مساعدي الرئيس السوداني إلى العودة إلى صفوفهم، فيما قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان يان برونك إن الحكومة خسرت معركتين كبيرتين في الإقليم وتحدثت تقارير عن"خسائر كبيرة للغاية". ونفى مسؤول عسكري رفيع أن يكون الجيش خسر معاركه ضد المتمردين. وقال خليل إبراهيم زعيم"حركة العدل والمساواة"المتمردة الرافضة لاتفاق أبوجا للسلام في دارفور إن"المجتمع الدولي والحكومة خانا مناوي". وأضاف إبراهيم، وهو قيادي في"جبهة الخلاص الوطني"الجامعة للمتمردين:"على مناوي العودة والانضمام إلينا. إنه أخونا ويمكنه العودة... هذا هو الخيار الوحيد". في غضون ذلك، قال برونك إن الحكومة هُزمت في معركتين كبيرتين مع"جبهة الخلاص"في أم سدر شمال دارفور قرب الحدود مع تشاد في أيلول سبتمبر الماضي وفي كاري ياري مطلع الشهر الجاري. وكتب المبعوث الدولي في موقعه الخاص على الانترنت:"كانت الخسائر كبيرة للغاية في ما يبدو ... تتحدث التقارير عن مئات القتلى في كل من المعركتين وكثير من الجنود المصابين وكثير من الأسرى". وأضاف:"تدنت الروح المعنوية لدى الجيش الحكومي في شمال درافور. عُزل بعض القادة ورفض جنود القتال". وزعمت"جبهة الخلاص"الانتصار في المعركتين. واتهم الجيش السوداني حكومة تشاد بدعم الهجومين اللذين شنهما المتمردون. وقال برونك إن الحكومة ردت بتعبئة الميليشيات ونقل الجنود ومعدات الجيش إلى المنطقة. وأشار إلى أن"استخدام ميليشيا لها صلة بالجنجاويد يعيد إلى الأذهان أحداث 2003 و2004"، في اشارة إلى فترة اشتد فيها الصراع لدرجة أدت إلى أزمة إنسانية كبرى. وفي المقابل، نفى مسؤول عسكري رفيع في الخرطوم"إدعاءات"برونك. واتهم تشاد بشن هجمات بالطائرات على مواقع الجيش السوداني في المناطق الحدودية. وقال المسؤول إن"تشاد تعمل على تغطية تحركات المتمردين باستخدام طائراتها"، معتبراً أن"الجيش خاض حرباً ضد دولة وليس ضد مجموعات مسلحة". وأشار إلى أن"المتمردين احتفلوا بالنصر في الأراضي التشادية وبحضور مسؤولين تشاديين". ونفى أن يكون عدد ضحايا المعارك يقدر بمئات، كما شدد على أن الجيش لم يعزز ميليشيات الجنجاويد. وأكد برونك أن الاقتتال الداخلي بين المتمردين تراجع في مواجهة الاشتباكات مع الحكومة. وتشير تصريحات إبراهيم في ما يبدو إلى استعداد للمصالحة بين فصائل المتمردين. وقال إبراهيم:"نتوقع هجوماً كبيراً آخر من القوات الحكومية في الطينة"، لافتاً إلى أن القوات الحكومية تتقدم نحو هذه البلدة الواقعة على الحدود بين السودان وتشاد. من جهة أخرى، أفاد تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي"نقلاً عن عنصر سابق في"الجنجاويد"أن الحكومة السودانية تدعم هذه الميليشيا. ونشرت"بي بي سي"مقابلة مع الرجل الذي قالت إنه يدعى علي من دون ذكر اسمه كاملاً. واقر علي خلال المقابلة بقتل أبرياء في دارفور. وقال إن الجنود السودانيين يدربون عناصر"الجنجاويد"وان سلاح الجو السوداني قصف بلدة قبل دخولهم إليها لقتل سكانها. ونشط علي، بحسب"هيئة الاذاعة البريطانية"، في الميليشيا لمدة سنتين. وهو يسعى إلى الحصول على اللجوء السياسي في بريطانيا. وأجرت"بي بي سي"مقابلات مع لاجئين آخرين من دارفور إلى بريطانيا، كما عرضت المقابلة مع علي على اختصاصي في علم النفس رأى أنه يمكن الوثوق في صدقية ما جاء فيها. وقال علي إن"الاشخاص الذين دربونا جاؤوا من الشمال، من الحكومة. كانوا يعطوننا الأوامر وقالوا إنهم سيعطوننا أسلحة وذخائر بعد انتهاء التدريب". وردا على سؤال عن سبب قوله إن الرجال الذين كانوا يدربونهم كانوا من الحكومة، أوضح علي أنهم"كانوا يرتدون بزات الجيش". وعن أسماء أعضاء الحكومة الذين كانوا يوجهون أوامر إلى الميليشيا، قال:"كان هناك شخص معروف يقوم بزيارات بشكل منتظم"وهو وزير الداخلية السوداني عبدالرحيم حسين. وأكد أنه شارك في أكثر من خمسين هجوماً على القرى، بينها هجوم على قرية جانغا. وقال:"مر الطيران قبل الجنجاويد. رأينا الدخان ورأينا النار، ثم دخلنا". واعترف علي بأن عناصر آخرين في وحدته أقدموا على اغتصاب نساء في القرى التي تعرضت للهجوم. وقال:"نعم. كانت هناك عمليات اغتصاب كثيرة. إلا أنهم لا يقومون بها أمام الآخرين. يأخذون الضحية بعيداً ويغتصبونها". وعلق وزير التعاون الدولي البريطاني هيلاري بن العائد من الخرطوم على المقابلة، قائلاً إنها"اثبات واضح. وأنا احض ... على تسليم هذه المعلومات إلى محققي المحكمة الجنائية الدولية". وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس انه سيتوجه"خلال أيام"إلى الخرطوم للدفاع عن إرسال قوة دولية إلى دارفور. وقال امام الجمعية الوطنية البرلمان:"سأتوجه بنفسي خلال أيام إلى الخرطوم"، لكي أطلب من الرئيس البشير أن يكون هناك"تسليم وتسلم"بين قوة الاتحاد الافريقي وقوة سلام دولية. وأضاف أنه لن يذهب إلى دارفور"للظهور على الشاشات"، بل سيزور الخرطوم"توصلاً إلى اتفاق سياسي".