بات القطاع السياحي اللبناني يستند في تقدير حركة مؤسساته ونشاطها الى"بارومتر"السياسة والأمن في لبنان، في ضوء التأزم السياسي بين فريقي السلطة والمعارضة، ولا يمكن لأرباب هذا القطاع توقع ما ستؤول اليه هذه الحال في انتظار نتائج المبارزة"التظاهرية"التي يعد بها الطرفان. كما لم يعد هذا القطاع الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، متأكداً من نسبة الإشغال التي يمكن تحقيقها في موسم الأعياد المقبل المصادف في كانون الأول ديسمبر ومطلع السنة المقبلة الذي يجمع أعياد الميلاد ورأس السنة والأضحى، وذلك على رغم الحجوزات المسجلة على الرحلات الجوية والفنادق. إذ يعتبر أركانه أن القطاع أصبح مرتهناً لتطورات الوضع السياسي والأمني، ومدى إمكان توافر حرية التحرك في ظل الضبابية في الوضع العام والاتجاهات التي سيسلكها. لذا أجمع من تحدثت اليهم"الحياة"لاستطلاع حركة الزوار الشهر المقبل على أن الحجوزات في الفنادق جيدة ولكنها غير مثبتة، كما الحجوزات على الطائرات وخصوصاً من جانب اللبنانيين المقيمين في الخارج. وكان هذا القطاع يعوّل على ما تبقى من السنة لتحقيق بعض التوازن في النشاط، بعدما أطاحت حرب تموز يوليو بتوقعات غير مسبوقة للحركة السياحية في لبنان بتسجيل دخل يصل الى حوالى 3 بلايين دولار على مدار السنة، و1.6 مليون سائح من كل الجنسيات، لمنع الوصول الى الإقفال والإفلاس والبطالة، مع العلم أن القطاع سجل حركة صرف في عدد من المؤسسات واستقالات بعد هجرة كثر من العاملين فيه. كيف يرسم أصحاب القطاع السياحي الصورة؟ رئيس شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت كشف ل"الحياة"أن الحجوزات في كانون الأول المقبل"تزيد بنسبة عشرة في المئة عن تلك المحققة في الشهر نفسه من العام الماضي". ولفت الى أن"غالبية هذه الحجوزات هي للبنانيين مقيمين في الخارج ويرغبون في تمضية الأعياد في لبنان". لكنه رجح أن يؤدي استمرار اللااستقرار السياسي الى"الإلغاء في اللحظة الأخيرة". فيما أكد رئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار أشقر ل"الحياة"أن"العودة الى طاولة الحوار على أساس التفاهم على المواضيع العالقة سترفع قيمة الأسهم كما ستعيد السياح الى لبنان". وقال:"لا يزال لدى السياح العرب الرغبة في المجيء الى لبنان، إذ تعودوا على الأجواء التي يشهدها لبنان، ولكنهم يأتون من دون عائلاتهم تحسباً لأي تطور". وأوضح أشقر أن النشاط السياحي"أصبح مرهوناً بالاستقرار السياسي والأمني، فتصريح سياسي واحد يرفع النسبة 50 في المئة وتصريح سلبي يخفضها". وكشف أن الحجوزات"غير مثبتة"، إذ ترتبط بالتطورات. كما لفت الى أن"حجوزات الأخوان العرب تتم قبل ليلة وليس قبل شهر". فيما أشار الى أن النشاط الفندقي"يتفاوت بين مؤسسة وأخرى، إذ هناك فنادق تعمل وأخرى لا تعمل، ومن يحقق بعض التوازن يكون في أفضل حال. ليس ذلك طموحنا وبالتالي ليس السبيل الى تعويض الخسائر التي مُني بها القطاع الصيف الماضي". وفي حين أعلن العضو في مجلس إدارة فندق"فينيسيا إنتركونتيننتال"مروان صالحة أن الحجوزات تصل الى 90 في المئة للشهر المقبل، اعتبر أنها"ترتبط بتطورات الوضع السياسي وبمدى توافر حرية التحرك في البلد، في ظل احتمال النزول الى الشارع في ضوء الدعوات الى التظاهر". وإذ رأى أن هذه الدعوات"تدفع السائح العربي الى التردد في المجيء الى لبنان لتمضية فترة الأعياد". لكنه أمل في أن"يكون ما بقي من الموسم معوضاً للخسارة التي وقعت الصيف الماضي". السفر الى الخارج أما رئيس نقابة أصحاب وكالات السياحة والسفر جان عبود فأعلن أن الطلب على السفر الى الخارج"متراجع بنسبة 40 الى 50 في المئة، بفعل التردد والتريث في ما ستؤول اليه الأوضاع السياسية". ولفت الى أن الحجوزات للرحلات الى الخارج لا تتعدى رحلتي"تشارتر"، في حين كانت تصل الى ما بين ثماني وتسع رحلات خلال موسم الأعياد". وأوضح أن"كل الحجوزات غير مثبتة"إذ ترتبط بالتطورات في لبنان". أما بالنسبة الى حركة الزوار الى لبنان، فلفت الى أن"لا سياح"، مشيراً الى أن الحجوزات على الطائرات"مؤشر الى أن الزوار هم من اللبنانيين، فيما نسبة الحجوزات من جانب السياح العرب لتمضية عيد الأضحى في لبنان ضئيلة". وأشار الى أن"الحركة خجولة ومترددة"، موضحاً أن"من كان قرر الحجز للسفر الأسبوع الماضي، عدل اليوم عن قراره مع تصاعد وتيرة المواقف السياسية".