تركز اعلانات وكالات السفر والسياحة في لبنان للتسويق للرحلات في فترة اعياد الفطر والميلاد ورأس السنة على دول عربية وأخرى مجاورة، مع ترويج خجول للدول الأوروبية أو دول في مناطق اخرى في العالم. يشكل التحول نحو الأسواق العربية والتركيز عليها في صورة كبيرة خروجاً عن العادة، فرضته نتائج احداث 11 ايلول سبتمبر وأكده غير مراقب توقّعوا تغييراً في وجهات السفر لكثيرين من رعايا دول كل قارة او منطقة. وانعكس ذلك ايضاً على لبنان الذي يترقب موسماً سياحياً جيداً خلال فترة الأعياد، بحسب القيّمين على القطاعات ذات الصلة بالسياحة، إذ أجمع هؤلاء، استناداً الى الحجوزات والاستطلاعات من الخارج عن العروض التي تقدمها هذه المؤسسات، على ان الحركة ستكون ممتازة، متوقعين ان تصل نسبة الأشغال وفق هذه الحجوزات في بعض الفنادق الى 90 في المئة. وتحتل السوق العربية المجاورة والخليجية المرتبة الأولى في هذه الحركة، وهي كانت ولا تزال السوق الطبيعية للسياحة في لبنان. وعلى رغم التطورات السلبية التي أفرزتها احداث 11 ايلول على مختلف المستويات حافظ لبنان على بعض من نشاط طبع حركته السياحية، وهو استضافة عدد من المؤتمرات المقررة التي لم تلغَ بفعل احداث 11 ايلول. وتوقع رئيس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان بيار اشقر ان "يكون موسم الأعياد جيداً سياحياً"، مشيراً الى "تلقي الفنادق حجوزات بنسب مرتفعة"، لكنه اعتبر ان "الضغط سيتركّز في فنادق بيروت والفنادق الواقعة في مناطق التزلج"، وقال: "في حال تجاوزت نسبة الاشغال ما تستوعبه الفنادق في بيروت يمكن ان تتوزّع الحصص على الفنادق في مناطق جونيه وبرمانا وبيت مري". وأشار الى أن "السائح الذي كان يزور بيروت مرة، اصبح يزورها مرتين". ورأى ان "أحداث ايلول عكست ظاهرياً اتجاهاً الى افادة السياحة العربية البينية". وتوقع المدير العام لفندق "روتانا - جيفينور" دانيال حجّار أن يشهد لبنان إقبالاً سياحياً خلال فترة الأعياد، لا سيما من الخليج والدول المجاورة، مستنداً في توقعاته الى المعلومات التي يتلقاها الفندق من مجموعة "روتانا" في الخارج عن الحجوزات وشركات الطيران والسفر. واعتبر ان "السوق الطبيعية للبنان هي منطقة الخليج والأسواق المصرية والأردنية والسورية، وهو ما يبرر التركيز المنصب عليها". وأوضح ان "من عادة رعايا هذه الدول الحجز قبل موعد الأعياد بفترة قصيرة". وأشارت مديرة العلاقات العامة في فندق "فينيسيا انتركونتيننتال" ندى غاوي الى أن "نسبة الاشغال في الفندق في فترة الأعياد تصل الى نسبة 100 في المئة، وغالبية الزوار تأتي من دول عربية وخليجية". ولفتت الى أن "الفندق ينظم برامج خاصة بالأعياد". وتوقعت مديرة التسويق والمبيعات في فندق "بريستول" فيفيان سركيس حركة سياحية جيّدة في فترة الأعياد بعد ركود سببته احداث ايلول. واستطلعت "الحياة" مسؤولين في وكالات السفر والسياحة عن الحجوزات لديها لزيارة بيروت ومنها الى الخارج في موسم الأعياد، فأكد سمير بلوط من "وكالة رضا" ان "الموسم سيكون جيداً نظراً الى الإقبال لتمضية الأعياد في لبنان". ولفت الى أن "غالبية السياح من دول عربية وخليجية"، لافتاً إلى أن "الرعايا العرب يحجزون في الدقيقة الأخيرة". وقال ان "الفنادق الواقعة في مناطق التزلج سجلت نسبة حجوزات عالية وصلت الى 90 في المئة تقريباً". وأضاف ان "حركة سفر اللبنانيين الى الخارج جيدة ايضاً وضمن مجموعات الى مصر والأردن، فيما اقتصر السفر الى أوروبا على أفراد". وقال مسؤول في إحدى الوكالات ان الطائرات محجوزة من 15 كانون الأول ديسمبر حتى 10 كانون الثاني يناير 2002، وغالبية الزوار من الخليج ثم من دول اوروبا. وتنطبق هذه المؤشرات على ما أفاد به مسؤولون في شركات الطيران وبينها شركة "ميدل ايست" اللبنانية. وأبلغ مدير الدائرة التجارية في الشركة نزار خوري "الحياة" أن "الحجوزات جيدة وتبدأ من 10 كانون الأول وغالبيتها من الخليج. وبعد 15 كانون الثاني يناير غالبيتها من اوروبا". وتوقع ان "تزيد الشركة عدد رحلاتها في كانون الثاني بعد انسحاب شركات عدة من مطار بيروت اثر احداث ايلول". وتنسحب هذه المؤشرات أيضاً على شركة "طيران الخليج"، إذ لفتت رولى جارودي الى اقبال شديد على زيارة بيروت، وقالت إن الحجوزات تمتد من 10 كانون الأول الى 27 منه. وقالت مصادر في مطار بيروت الدولي ل"الحياة" ان تأثر المطار تمثل في "توقف بعض شركات الطيران عن تسيير رحلات الى بيروت لاعتبارات ترتبط بالانعكاسات السلبية التي عمّمتها احداث ايلول". وانسحب من مطار بيروت كل من "السويسرية"" و"سابينا" و"النمسوية" و"المالطية"، فيما اعلنت "لوفتهانزا" و"الإيطالية" و"كي. ال.ام" و"التشيكية" خفض عدد الرحلات الأسبوعية لكل منها من سبع الى اربع فقط.